الأربعاء الماضي كان على طلاب الجامعة الذين يعانون اصلاً سوء ادارة الدولة لوسائل المواصلات خصوصا في الخطوط المزدحمة، كما هي سيئة الادارة في معظم المجالات التي تهم المواطن مباشرة، ان يتأخر موعد وصولهم إلى الجامعة لنصف ساعة بعد اغلاق كل الشوارع التي تمر على بعد عدة أمتار من سفارة المملكة العربية السعودية بصنعاء، كل ذلك لمجرد بلاغ من اليد العليا انها تلقت تهديدات من تنظيم قاعدة اليمن "الأحول" الذي ربما ان استهدفها بقذائف المورتر سيصيب مستشفى السبعين للاطفال القابع في الضفة الشرقية للسفارة.. مع اني اعتقد انه من الغباء تحميل قاعدة اليمن الحولاء اية تهديدات لا تملك السلطات الامنية ولا الجهة المُهددة أدني معلومات عنها حتى ان كانت من هاوٍ للمغازلة او التهديد العشوائي من كبائن الاتصالات أو الأرقام المجهولة.
غير أن سلطتنا التي تتفانى في اظهار حسن النية اذا تعلق الامر بالاخر خصوصا اذا كان نفطيا مانحا وجارا في ذات الوقت، بادرت إلى الحل الامثل -من وجهة نظرها- وهو اغلاق احد أهم شوارع العاصمة المخنوقة أصلاً بسوء الادارة والتخطيط، لكن لا بأس من أخذ الاحتياط اعتباطاً... هو خير من ترك الحبل على الغارب، وإن كان الامر برمته لا يعدو عن كونه اضفاء مزيد من الهالة والهيبة على سفارة المملكة التي بات المراجعون لها يصطفون، بصفة مهينة، على الضفة الأخرى لها دون ان يعلم بعضهم انهم سيعودون - دون اي مبرر- من حدود المملكة لسبب تافه او بدون سبب، هذا ان لم يعودوا بطبيعة الحال كتلاً من اللحم المتفحم بنيران شقيقة تُبرر رسميا على أنها حريق في مقلب نووي ... وحسب!!
قبل ان استرسل أجدني مضطرا في البداية إلى تكرار ذات الروتين اليمني الذي بات معتمدا في كتابة رأي مغاير، "استباق توضيح ما يُكتب خشية سوء التأويل".. إذ لست متفقا البتة مع تهديد او استخدام العنف سواء ضد سفارة السعودية في صنعاء أو سفارات اسرائيل في مصر والاردن وموريتانيا.
على أيٍٍ، يبدو أنه كان الاولى على مسؤولي سفارة الشقيقة الكبرى ان تتفهم طبيعة التهديدات... بل كان الاولى بأشاوس الامن الذي يجتهد بتأويل مقالات الصحفيين والكتاب ان يرجعوا إلى ارشيف الخارجية اليمنية وخصوصا دائرتها القنصلية التي تبعد بضعة عشر متراً عن سفارة المملكة... ليروا كم من مظالم القطاع الخاص والعام وحرس الحدود وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوات مكافحة "الفئة الضالة" ارتكبت بحق اليمنيين، ليدركوا احتمالا قائما ان يكون احد اولئك المقهورين قد عبر بردة فعل طائشة عن قنوطه من إنصاف حكومته وتجاوب السلطات الناطقة باسم الله في انصاف مظلمته التي باتت الخارجية اليمنية وممثلياتها في المملكة تحسب ألف حساب لارسال مذكرة استفسار عن حق يمني هضُم في المملكة، ويراد له ان يسكت باسم الفقر المذل في اليمن..
كان بإمكانهم بكل سهولة أن يدركوا أن الأمر لا يعدو عن كونه اتصالا احمقاً من شاب يمني باع تركة أسرته، او استلف بإراقة ماء وجهه من كل قريب او صديق يكن له ادني احترام، كل ذلك ليحظى بتأشيرة عمل إلى الشقيقة ذات فارق الصرف المرتفع، حيث لا زال يعول على بقايا قيم ربما تجود عليه براتب يرفعه من حافة الفقر في بلده، وأعيد دون مبرر من الحدود وأصبح دون من هم دون خط الفقر مثقلاً بدين لا يمكن ان ينفك عنه طول حياته..
كان بإمكانهم بكل سهولة أن يدركوا أن الأمر لا يعدو عن رسالة عابرة لشخص أعيد من الحدود ، لمجرد انه دخل ذات سنة سابقة بطريقة "غير شرعية" وأخذت "بصمات عينه" كما يقال، ولم يكن يدرك أنه رغم حصوله على التأشيرة الشرعية فإن الدولة الحاكمة باسم الدين لا تزال غاضبة عليه حتى السابع من الولد.. مع ان المنطق يقول انه كان ينبغي ان تقتدي بالدول الاوروبية "الكافرة" وتشكر هذا الشاب لأنه عرف الطريقة المثلى للعمل، وعاد بطريقة شرعية.
ربما يكون تهديدا متشنجاً أطلقه شاب رفضت السفارة إتمام معاملة تأشيرة العمل التابعة له لأن السلطات السعودية أخطأت في كتابة تاريخ ميلاده، أو لقبه، فبات مطالبا من قبل سماسرة السفارة بدفع مبلغ مالي باهظ لتصحيح الخطأ وقبول تأشيرته ، أو فليذهب بها إلى المحرقة..
ربما تكون ردة فعل غير محسوبة من شاب تعرض على الحدود للضرب والإهانة والسحل والسجن في "جوانتانامو" سعودية، لأن بلده ضاقت به فيمم وجهه شطر بلاد المسجد الحرام، بحثا عن أمل في فتات ينقذ به أطفالا يتضورون جوعاً إلى جواره ولا يجد ما يسد به رمقه في بلده.
ربما يكون الرجل المتصل شيخا قبليا لا يعرف ما يصح وما لا يصح، قدم إليه رجل من الاشقاء فأغرى اسرته بأوراق زرقاء وخضراء ليختار من تلك الاسرة الأصغر سناً والأكثر حسنا يقضى بها فترة نقاهة في اليمن بطريقة "شرعية".
ربما يكون الأمر من غيور باسم الدين ازعجته المواقف السعودية الأخيرة من القتل المجاني للمسلمين في غزة، والكل يعلم القمة العربية ما كان لها ان تتم إلا بموافقة السعودية، ولا يمكن أن تتم بدونها، ليطلق تهديداً ساذجا ما كان أولى بهم أن يأخذوه على محمل الجد، مع أن الكل يعلم أن السعودية بثقلها النفطي بإمكانها ايقاف الحرب الاجرامية أو المماطلة في استمرارها انتقاما من حماس التي "أفشلت" السعودية من القيام بـ "دور" يعزز من حجمها ذات يوم عندما جمعت الفرقاء الفلسطينيين في مكة بدروع الاحرام.
ربما تعلق الأمر بمواطن يمني منع من الحج بعد أن استوفى كل الاجراءات فمنع من دخول أراضي المملكة في اول أيام ذي الحجة لأنه تأخر عن أداء الفريضة التي تبدأ في اليوم الثامن!! ربما تعلق الأمر بشاب مُنع من العمرة لأنه لم يدفع الكفالة المالية الباهضة التي تطلبها سفارة الملكة وفق شروط تعجيزية هدفها في المجمل منع اليمني الفقير من أداء مناسك الحج والعمرة، بل ربما منع دون إبداء الأسباب وللسفارة الحق في ذلك في اليمن فقط!
ربما ارتبط الأمر برجل فقير وضرير لا تبدي سلطات المملكة السعودية ادنى جهدا للتوسط لدى سلطات "الدولة" هناك لأستخراج حقوقه التي تركها يوما ما لدى سلطات الحكومة او لدى القطاع الخاص، في حين يرى ان تلك السلطات لا تألو جهدا في ارسال طائرات خاصة لشيخ اصيب بنزلة برد في صنعاء شمال الشمال، أو ارسال معونات مالية تكفي قرى بأسرها كل ذلك حفظا لولاء ولنخر الحبة من داخلها عسى ان يكون هناك مستقبلاً نظام لا يرضخ لإهانة شعبه..
ربما يكون الامر مرتبطاً بمواطن زُج بقريب له في أتون السجون السعودية لمجرد الاشتباه في انتمائه لـ"الفئة الضالة"، حيث يقضي هناك سني عمره دون محاكمة أو اتهام وكل جرمه مجرد الاشتباه، وفي أحسن الأحوال يسلم إلى سلطة بلاده عبر الانتربول مع توصية حمراء لا يتعافى أبدا معها من هول تهديدات وعذابات السجون الانفرادية في المملكة "الفاضلة".
مظالم المملكة أكبر من أن تحصى في عجالة من الأمر... لست من المتطرفين في مواقفهم تجاه المملكة التي لا يمكن لنا التعايش دونها سلماً وحرباً، هي بأي حال من الأحوال قدر ومصير لا يمكن لنا التغاضي عنه أو العيش بدونه، لكن الأولى ان نتكلم عن مضالمنا لا أن يظل "فارق الصرف" ومنحة "مليار 2006" لعنة تلاحقنا وتمنعنا من الحديث حتى عن حروقنا وجروحنا..
أقسم أن سفارة المملكة بألف خير، وأنها ابعد ما تكون عن الاستهداف لأننا معشر اليمنيين رغم كل حروقنا وجروحنا وعذاباتنا من الاشقاء والشقيقة الكبرى، فإن مستوى رغبتنا في الانتقام لا تتعدى نبرة التهديد المتخوف الذي لا يعيد مظلمة ولا يمنع وقوعها، لكن ما قصدته هو رسالة عسى ان يعيها المسؤولون في مملكة صنعاء واللجنة الخاصة والأسرة الحاكمة ، فيعيدوا اعتبارا مفقودا لقيم الاسلام التي تدعي المملكة الحكم باسمه، ويعيدوا اعتبارا لما نسميه في اليمن "عيش وملح" كان مثاليا على مستوى العلاقة بالمواطن الانسان الكائن اليمن الفقير من حكومة النفط والكائنات النفطية الراقية.
خميس مشيط ... في دهاليز الخارجية:
يكاد يمضي عام على محرقة خميس مشيط التي اشتوى بها 18 يمنياً على حدود المملكة ، دون ان تطلعنا السلطات اليمنية على نتيجة توصلت اليها من سلطات المملكة حول حيثيات حفلة الشواء التي كان ابطالها رجال أمن سعوديون.
مصر تشتعل منذ ما يقارب شهرين بسبب قضيتين أحدهما لطبيب مصري حكم عليه بالسجن 7 سنوات والجلد 1500 جلدة بواقع 70 جلدة كل 10 ايام، بتهمة التسبب في "إدمان مريضة" من العيار الثقيل لديه. والأخرى لمهندس مصري اتهم بالتجسس لصالح مصر ونقل معلومات اليها... الصحف تشن حملات متواصلة وتطالب بإقالة وزير الخارجية، وجعلت الامير سعود الفيصل يعرف حرية الصحافة للمرة الاولى في تاريخه الطويل ليتمنى على الصحف السعودية عدم الانجرار وراء الصحف المصرية التي اسف لتسييسها لقضية الطبيب.. ونحن في اليمن احجمت معظم الصحف عن تناول القضية بعد تهديدات تلقاها صحفيون من جهات رسمية يمنية ومباشرة من سفارة المملكة التي شكت الصحفيون لأرباب عملهم خارج حقل الصحافة لقطع ارزاقهم..
نحن نحترم الدكتور المهذب ابوبكر القربي ونعلم أنه موظف لا يمارس حتى صلاحياته المصرح له بموجب قرار تعيينه رئيسا للدبلوماسية اليمنية.. رغم ذلك سنتصنع الغباء ... ونسأل معالي الوزير القربي: قبل اكثر من ستة أشهر تسلمت رسالة من منظمة التغيير تطالبك بالقيام بمهاماك تجاه رعاياك ومساءلة السلطات السعودية عن حفلة الشواء لمواطنيك ووعدت بمتابعة القضية... نعتقد أنها ليست "لوكربي" سعودية- يمنية.. اين وصلت نتيجة التبريرات السعودية والا فإن لنا طرقا أخرى للتعامل مع القضية..
ختاماً :
لا زالت هناك صحفا ومواقع الكترونية محترمة كثيرة لا تلقي بالاً لاغراءات الدورات الصحفية لدولة لا تحترم الصحافة، وهناك صحفيون كثر لا زال المواطن اليمني أولوية لديهم ولا يهتمون بمحاربتهم في مصادر رزقهم... هناك وسائل ضغط اعلامية ومدنية اخرى لم تستخدم بعد لكنها تقض المضاجع بكل تأكيد.. ونخشى ان تفتح على كل الجبهات!! سنتصنع الحكمة اليمانية الساذجة ليحول الحول على محرقة التهاميين البسطاء في خميس مشيط، لنفتح معركة أخرى ستكون أكثر إيلاما من تبعات جلد طبيب مصري، او حبس مهندس آخر... ولن ينفع معها استجلاب الهيبة عبر الاغلاق السخيف للشوارع المؤدية إلى السفارة السعودية.. والنصيحة ختام : اتقوا شر اليمني اذا ترك السذاجة...وغضب!!
غير أن سلطتنا التي تتفانى في اظهار حسن النية اذا تعلق الامر بالاخر خصوصا اذا كان نفطيا مانحا وجارا في ذات الوقت، بادرت إلى الحل الامثل -من وجهة نظرها- وهو اغلاق احد أهم شوارع العاصمة المخنوقة أصلاً بسوء الادارة والتخطيط، لكن لا بأس من أخذ الاحتياط اعتباطاً... هو خير من ترك الحبل على الغارب، وإن كان الامر برمته لا يعدو عن كونه اضفاء مزيد من الهالة والهيبة على سفارة المملكة التي بات المراجعون لها يصطفون، بصفة مهينة، على الضفة الأخرى لها دون ان يعلم بعضهم انهم سيعودون - دون اي مبرر- من حدود المملكة لسبب تافه او بدون سبب، هذا ان لم يعودوا بطبيعة الحال كتلاً من اللحم المتفحم بنيران شقيقة تُبرر رسميا على أنها حريق في مقلب نووي ... وحسب!!
قبل ان استرسل أجدني مضطرا في البداية إلى تكرار ذات الروتين اليمني الذي بات معتمدا في كتابة رأي مغاير، "استباق توضيح ما يُكتب خشية سوء التأويل".. إذ لست متفقا البتة مع تهديد او استخدام العنف سواء ضد سفارة السعودية في صنعاء أو سفارات اسرائيل في مصر والاردن وموريتانيا.
على أيٍٍ، يبدو أنه كان الاولى على مسؤولي سفارة الشقيقة الكبرى ان تتفهم طبيعة التهديدات... بل كان الاولى بأشاوس الامن الذي يجتهد بتأويل مقالات الصحفيين والكتاب ان يرجعوا إلى ارشيف الخارجية اليمنية وخصوصا دائرتها القنصلية التي تبعد بضعة عشر متراً عن سفارة المملكة... ليروا كم من مظالم القطاع الخاص والعام وحرس الحدود وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوات مكافحة "الفئة الضالة" ارتكبت بحق اليمنيين، ليدركوا احتمالا قائما ان يكون احد اولئك المقهورين قد عبر بردة فعل طائشة عن قنوطه من إنصاف حكومته وتجاوب السلطات الناطقة باسم الله في انصاف مظلمته التي باتت الخارجية اليمنية وممثلياتها في المملكة تحسب ألف حساب لارسال مذكرة استفسار عن حق يمني هضُم في المملكة، ويراد له ان يسكت باسم الفقر المذل في اليمن..
كان بإمكانهم بكل سهولة أن يدركوا أن الأمر لا يعدو عن كونه اتصالا احمقاً من شاب يمني باع تركة أسرته، او استلف بإراقة ماء وجهه من كل قريب او صديق يكن له ادني احترام، كل ذلك ليحظى بتأشيرة عمل إلى الشقيقة ذات فارق الصرف المرتفع، حيث لا زال يعول على بقايا قيم ربما تجود عليه براتب يرفعه من حافة الفقر في بلده، وأعيد دون مبرر من الحدود وأصبح دون من هم دون خط الفقر مثقلاً بدين لا يمكن ان ينفك عنه طول حياته..
كان بإمكانهم بكل سهولة أن يدركوا أن الأمر لا يعدو عن رسالة عابرة لشخص أعيد من الحدود ، لمجرد انه دخل ذات سنة سابقة بطريقة "غير شرعية" وأخذت "بصمات عينه" كما يقال، ولم يكن يدرك أنه رغم حصوله على التأشيرة الشرعية فإن الدولة الحاكمة باسم الدين لا تزال غاضبة عليه حتى السابع من الولد.. مع ان المنطق يقول انه كان ينبغي ان تقتدي بالدول الاوروبية "الكافرة" وتشكر هذا الشاب لأنه عرف الطريقة المثلى للعمل، وعاد بطريقة شرعية.
ربما يكون تهديدا متشنجاً أطلقه شاب رفضت السفارة إتمام معاملة تأشيرة العمل التابعة له لأن السلطات السعودية أخطأت في كتابة تاريخ ميلاده، أو لقبه، فبات مطالبا من قبل سماسرة السفارة بدفع مبلغ مالي باهظ لتصحيح الخطأ وقبول تأشيرته ، أو فليذهب بها إلى المحرقة..
ربما تكون ردة فعل غير محسوبة من شاب تعرض على الحدود للضرب والإهانة والسحل والسجن في "جوانتانامو" سعودية، لأن بلده ضاقت به فيمم وجهه شطر بلاد المسجد الحرام، بحثا عن أمل في فتات ينقذ به أطفالا يتضورون جوعاً إلى جواره ولا يجد ما يسد به رمقه في بلده.
ربما يكون الرجل المتصل شيخا قبليا لا يعرف ما يصح وما لا يصح، قدم إليه رجل من الاشقاء فأغرى اسرته بأوراق زرقاء وخضراء ليختار من تلك الاسرة الأصغر سناً والأكثر حسنا يقضى بها فترة نقاهة في اليمن بطريقة "شرعية".
ربما يكون الأمر من غيور باسم الدين ازعجته المواقف السعودية الأخيرة من القتل المجاني للمسلمين في غزة، والكل يعلم القمة العربية ما كان لها ان تتم إلا بموافقة السعودية، ولا يمكن أن تتم بدونها، ليطلق تهديداً ساذجا ما كان أولى بهم أن يأخذوه على محمل الجد، مع أن الكل يعلم أن السعودية بثقلها النفطي بإمكانها ايقاف الحرب الاجرامية أو المماطلة في استمرارها انتقاما من حماس التي "أفشلت" السعودية من القيام بـ "دور" يعزز من حجمها ذات يوم عندما جمعت الفرقاء الفلسطينيين في مكة بدروع الاحرام.
ربما تعلق الأمر بمواطن يمني منع من الحج بعد أن استوفى كل الاجراءات فمنع من دخول أراضي المملكة في اول أيام ذي الحجة لأنه تأخر عن أداء الفريضة التي تبدأ في اليوم الثامن!! ربما تعلق الأمر بشاب مُنع من العمرة لأنه لم يدفع الكفالة المالية الباهضة التي تطلبها سفارة الملكة وفق شروط تعجيزية هدفها في المجمل منع اليمني الفقير من أداء مناسك الحج والعمرة، بل ربما منع دون إبداء الأسباب وللسفارة الحق في ذلك في اليمن فقط!
ربما ارتبط الأمر برجل فقير وضرير لا تبدي سلطات المملكة السعودية ادنى جهدا للتوسط لدى سلطات "الدولة" هناك لأستخراج حقوقه التي تركها يوما ما لدى سلطات الحكومة او لدى القطاع الخاص، في حين يرى ان تلك السلطات لا تألو جهدا في ارسال طائرات خاصة لشيخ اصيب بنزلة برد في صنعاء شمال الشمال، أو ارسال معونات مالية تكفي قرى بأسرها كل ذلك حفظا لولاء ولنخر الحبة من داخلها عسى ان يكون هناك مستقبلاً نظام لا يرضخ لإهانة شعبه..
ربما يكون الامر مرتبطاً بمواطن زُج بقريب له في أتون السجون السعودية لمجرد الاشتباه في انتمائه لـ"الفئة الضالة"، حيث يقضي هناك سني عمره دون محاكمة أو اتهام وكل جرمه مجرد الاشتباه، وفي أحسن الأحوال يسلم إلى سلطة بلاده عبر الانتربول مع توصية حمراء لا يتعافى أبدا معها من هول تهديدات وعذابات السجون الانفرادية في المملكة "الفاضلة".
مظالم المملكة أكبر من أن تحصى في عجالة من الأمر... لست من المتطرفين في مواقفهم تجاه المملكة التي لا يمكن لنا التعايش دونها سلماً وحرباً، هي بأي حال من الأحوال قدر ومصير لا يمكن لنا التغاضي عنه أو العيش بدونه، لكن الأولى ان نتكلم عن مضالمنا لا أن يظل "فارق الصرف" ومنحة "مليار 2006" لعنة تلاحقنا وتمنعنا من الحديث حتى عن حروقنا وجروحنا..
أقسم أن سفارة المملكة بألف خير، وأنها ابعد ما تكون عن الاستهداف لأننا معشر اليمنيين رغم كل حروقنا وجروحنا وعذاباتنا من الاشقاء والشقيقة الكبرى، فإن مستوى رغبتنا في الانتقام لا تتعدى نبرة التهديد المتخوف الذي لا يعيد مظلمة ولا يمنع وقوعها، لكن ما قصدته هو رسالة عسى ان يعيها المسؤولون في مملكة صنعاء واللجنة الخاصة والأسرة الحاكمة ، فيعيدوا اعتبارا مفقودا لقيم الاسلام التي تدعي المملكة الحكم باسمه، ويعيدوا اعتبارا لما نسميه في اليمن "عيش وملح" كان مثاليا على مستوى العلاقة بالمواطن الانسان الكائن اليمن الفقير من حكومة النفط والكائنات النفطية الراقية.
خميس مشيط ... في دهاليز الخارجية:
يكاد يمضي عام على محرقة خميس مشيط التي اشتوى بها 18 يمنياً على حدود المملكة ، دون ان تطلعنا السلطات اليمنية على نتيجة توصلت اليها من سلطات المملكة حول حيثيات حفلة الشواء التي كان ابطالها رجال أمن سعوديون.
مصر تشتعل منذ ما يقارب شهرين بسبب قضيتين أحدهما لطبيب مصري حكم عليه بالسجن 7 سنوات والجلد 1500 جلدة بواقع 70 جلدة كل 10 ايام، بتهمة التسبب في "إدمان مريضة" من العيار الثقيل لديه. والأخرى لمهندس مصري اتهم بالتجسس لصالح مصر ونقل معلومات اليها... الصحف تشن حملات متواصلة وتطالب بإقالة وزير الخارجية، وجعلت الامير سعود الفيصل يعرف حرية الصحافة للمرة الاولى في تاريخه الطويل ليتمنى على الصحف السعودية عدم الانجرار وراء الصحف المصرية التي اسف لتسييسها لقضية الطبيب.. ونحن في اليمن احجمت معظم الصحف عن تناول القضية بعد تهديدات تلقاها صحفيون من جهات رسمية يمنية ومباشرة من سفارة المملكة التي شكت الصحفيون لأرباب عملهم خارج حقل الصحافة لقطع ارزاقهم..
نحن نحترم الدكتور المهذب ابوبكر القربي ونعلم أنه موظف لا يمارس حتى صلاحياته المصرح له بموجب قرار تعيينه رئيسا للدبلوماسية اليمنية.. رغم ذلك سنتصنع الغباء ... ونسأل معالي الوزير القربي: قبل اكثر من ستة أشهر تسلمت رسالة من منظمة التغيير تطالبك بالقيام بمهاماك تجاه رعاياك ومساءلة السلطات السعودية عن حفلة الشواء لمواطنيك ووعدت بمتابعة القضية... نعتقد أنها ليست "لوكربي" سعودية- يمنية.. اين وصلت نتيجة التبريرات السعودية والا فإن لنا طرقا أخرى للتعامل مع القضية..
ختاماً :
لا زالت هناك صحفا ومواقع الكترونية محترمة كثيرة لا تلقي بالاً لاغراءات الدورات الصحفية لدولة لا تحترم الصحافة، وهناك صحفيون كثر لا زال المواطن اليمني أولوية لديهم ولا يهتمون بمحاربتهم في مصادر رزقهم... هناك وسائل ضغط اعلامية ومدنية اخرى لم تستخدم بعد لكنها تقض المضاجع بكل تأكيد.. ونخشى ان تفتح على كل الجبهات!! سنتصنع الحكمة اليمانية الساذجة ليحول الحول على محرقة التهاميين البسطاء في خميس مشيط، لنفتح معركة أخرى ستكون أكثر إيلاما من تبعات جلد طبيب مصري، او حبس مهندس آخر... ولن ينفع معها استجلاب الهيبة عبر الاغلاق السخيف للشوارع المؤدية إلى السفارة السعودية.. والنصيحة ختام : اتقوا شر اليمني اذا ترك السذاجة...وغضب!!
ملاحظات عبر الايميل:
مدونة محرقة خميس مشيط ستعاود العمل مجددا بوجه اخر وستغطي كافة الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون في السعودية
قريبا وبعد مرور اكثر من 7 اشهر على محرقة الكرامة على الحدود.... لا تنسوا زيارة الرابط التالي : http://kmholocaust.wordpress.com/
موقع تقدمي : عن تهديد سفارة المملكة... عن حروق يمنية لم تتعاف بعد / محمد عزالدين*
موقع نيوز يمن: عن تهديد سفارة المملكة... عن حروق يمنية لم تتعاف بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق