يعزز الحوثيون بوعي كامل وخطوات مدروسة مخاطر الانقسام
الطائفي في اليمن.
كل محاولات اصحاب النوايا الحسنة تحذير الحوثيين من جدية
هذا الخطر تذهب سدى.
لا لأن هذه الحركة المليشاوية تستبعد امكانية حدوث ذلك،
بل لان رهانها يقوم ،اساسا، على اذكاء هذا الانقسام. وبدون تغيير طبيعة المشهد
السياسي اليمني الى مساحة صراع بين قوى طائفية او اقل من وطنية، فأن حظوظ اي حركة
طائفية تنكمش وتموت.
تسعى الحركة الحوثية الى فصل كل وجود سياسي او اجتماعي
عن جذره الوطني لسببين: الاول يقوم في تجريد تلك القوى من مصدر قوتها الكامن في
طبيعتها الوطنية( منذ فترة مبكرة سعت الحركة الحوثية الى عزل محافظة مهمة ومؤثرة
كتعز عبر احياء فكرة تعز للتعزيين ، الامر الذى كان حدوثه يجرد الحركة الوطنية و
السياسية من عمق اجتماعي وشعبي مؤثر، ويجرد تعز من مصدر قوتها كأحدى اهم مناطق
الاندماج و الانتماء الوطنيين الحديثين، وكذلك هو الامر مع الجنوب او بعض الحركات
السياسية وظهر ذلك واضحا في خطاب عبدالملك الحوثي الاخير،الذى تماهي كثيرا مع
رسالة البيض، ان هناك من يريد نقل مشاكل الشمال الى الجنوب).
والثاني في نقل الصراع من مستواه السياسي الوطني الى
مستوى طائفي وحدها الحركة الحوثية مبنية وفق متطلباته وجاهزة لخوض الصراع على
اساسه.
الوطنية هي ما تشكل خطرا حقيقيا على المشروع الطائفي
للحركة الحوثية التى تدرك انها غير قادرة على الحكم كأقلية الا بتحويل اليمن الى
مكان تتجمع فيه اقليات مختلفة وبدون ان يتحول الشعب اليمني الى خليط اقليات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق