الاعلام الرسمي.. وتجاذب الانتماءات
سامي نعمان
نشرت صحيفة الثورة في صدر صفحتها الأولى لعدد اليوم، اقتباسات من رسالة القائد الميداني السيد عبدالملك الحوثي، بعثها لمؤسسي حزب الأمة..
وأمس الجمهورية تنشر مقابلة في صفحتي المنتصف مع الاستاذ محمد قحطان.. مع عناوين في ترويسة الصفحة الأولى..
و 14 أكتوبر تنشر اخبار الحراك الجنوبي وتسمي علي سالم البيض بالرئيس..
كل المؤمنين الذين كانوا يعملون في تلك الصحف ويكتمون ايمانهم في عهد علي صالح جاهروا الآن بعقيدتهم وقناعاتهم.. (اقصد بالايمان الميولات السياسية والفكرية)..
الجميع يظهر بصمته واهتماماته في وسائل الاعلام الرسمية، وهذا التنوع كان مفترضا أن يكون الاصل منذ البداية... لا حرج في ذلك..
ما أخشاه أن يتحول الصحفي في مؤسسة رسمية إلى مندوب لحزبه أو جماعته، على حساب عمله كصحفي، ويتخلى عن المهنية والموضوعية، ويتحول الأمر إلى صراع على صدارة الصفحات، وللتعبير فقط عن قناعات لا يعبر عنها إلا بكتابة أخبار حزبه أو جماعته..
أتساءل ببراءة مثلاً هل كتب خبر رسالة الحوثي في الثورة صحفي قريب محسوب على حزب الاصلاح.. مع انه مفترض منه ان يفعل في تناول خبري.. وهل كتب خبر الرئيس علي سالم البيض صحفي لا يتعاطف مع الحراك الجنوبي..
صار ميثاق الشرف الصحفي أولوية ملحة خصوصا بعد التحول الكبير في الصحف الرسمية، وإذا لم ينجز ميثاق الشرف الصحفي بشكل عام من نقابة الصحفيين، فإنه ينبغي على رؤساء تحرير الصحف الرسمية أو القائمين بأعمالهم سرعة اقرار ميثاق شرف داخلي ينظم عمل الصحيفة مهنياً ويلزم باخلاقياتها...
ليس الامر مستعصياً ولتسهيل المهمة عليهم الاتصال بالاستاذ سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء للاستفادة من تجربة صحيفته الموقوفة في ميثاق الشرف، والذي حافظ عليها في طليعة الصحف المستقلة، وبثمن باهض للغاية، دفعه رئيس التحرير ومن عمل معه مقابل الاستقلالية وشرف المهنة..
اتمنى ذلك وإلا فإن الصراع والتجاذبات السياسية ستنتقل إلى المؤسسات الاعلامية الرسمية قريباً جداً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق