هلال الجمرة |
إذا غابت سلطة الدولة بما تمثله من أجهزة الضبط
القضائي، وحلت محلها سلطة مليشوية عصبوية مسلحة، لتمارس شتى الانتهاكات على
المواطنين. أعتقد أنه من الواجب على كل فرد في مجتمعنا أن يبلغ الآخرون عن
الإنتهاكات التي تطال أي مواطن مهما كان نوع أو شكل هذا الانتهاك.
لم يعد لدينا قانون نلجأ إليه لكننا لن نخضع ولن
نصمت حيال الإنتهاكات التي يمارسها أنصار الحوثي بحقنا..
أبشع وأفظع الانتهاكات هي التي يمارسها الضحية
حينما يصبح جلّادا. لأنه هنا يمارسها من منطلق المظلومية، ومتخففاً من أي شعور
بالذنب.!
الاثنين الماضي، نفذت عناصر مسلحة من الحوثيين في
مديرية جبل الشرق بذمار عدد من الاعتقالات لثمانية أفراد من أسرتي. اعتقلوا شقيقي
الأصغر مختار، ووالدي من وسط سوق مدينة الشرق، في الوقت الذي كانت عشرات المسلحين
منهم يطوقون منازل ستة من أسرتي ويهددونهم باقتحامها وتدميرها إن لم يسلموا أنفسهم.
أشعر بالمأساة منذ بلغني الخبر قبل ثلاثة ايام،
بعد عودتي من السفر خارج اليمن. وأجلت الكتابة عنه حتى لا أفقد موضوعيتي وأبدو
متشنجاً.
جماعة الحوثي التي طردت مدير الأمن في المديرية
وصارت هي صاحبة السلطة الإجبارية في المنطقة، وتسعى حالياً إلى تصفية حساباتها من
جميع المعارضين لها، بدأت بأسرتي.
لم يكن هناك من سبب أو مشكلة للإعتقال، ولم تكن
هناك شكوى أو ادعاء ضدهم. فقط قرروا اعتقالهم، وبعد تدخلات ووساطات وطلبوا منهم
التوقيع على "عدم اعتراض انصار الله".
تأخرت في نشر هذا البلاغ لكن من واجبي إبلاغ الناس
على الأقل...
الإبلاغ عن الانتهاكات ضرورة ملحة وواجب وطني بغض
النظر عن المسؤول عنها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق