صور لخيام ومعتصمين بالقرب من منزل وزير الدفاع.. تصوير نادية عبدالله |
الإخوة أسرة وأقارب وقبيلة وأنصار العميد حميد القشيبي، رحمه الله، وطيب ثراه..
المعتصمون جوار منزل وزير الدفاع قبالة كلية الطب..
تحية طيبة.. وبعد؛؛
حين يقتل رجل الدولة، فالمسألة ليست ثأراً شخصياً، ولا قضية قبيلة، ولا أسرة بل قضية وطن، سواء خذلت الدولة رجالها وتضحياتهم او انتصرت لهم.. هذه هي ميزة الدولة، رغم الغبن الذي قد يصيب أهالي الشهداء لعدم انتصارها لرجالها، والتهاون في القصاص بل واهانة اسرهم من بعدهم، سواء في هذه الحالة أو غيرها..
الثأر لرجل الدولة ليس شأناً خاصاً بالمطلق، فالموضوع متعلق بعدالة، بإجراءات دولة، هو ثأرها بتقاليد الدولة، سواء اخذته أم فرطت فيه لسبب أو لآخر، وليس ثأر أسرته أو قبيلته..
شهيد حاشد لا يختلف عن زملائه شهداء الوطن جنوداً وضباطاً ممن قضوا وهم يؤدون واجبهم بشرف، في الخدمة في معسكراتهم، فلا تعززوا هذا التوجه، وينبغي عليكم أن تساووه بجنوده لا أن تميزوه عنهم، إن كنتم تريدون اكمال المجد والخلود..
الرجل قتل بثبات وعزم وصمد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في مقر عمله، وليس في قطاع قبلي بين حاشد وصعدة..
خذلته الدولة، تراخت في مسؤوليتها، بدت سلطة الدولة فهلوية وغير محترمة، هذا وارد وكثير منه صحيح.. لكنها تبقى مشكلة دولة مع رجالها وليست مشكلتكم.
الاعتصام قرب منزل وزير الدفاع، ليس له ما يبرر، وهو إجراء انفعالي متشنج وغير حكيم ولا يمت إلى السلمية بصلة، سواء مع انتشار المسلحين هناك او بدونه..
أنتم بهذه الطريقة تكرسون أسوأ تقليد عرفته البلاد في الاحتجاج، تقليد متعالً على القيم الانسانية، يميع قيم النضال السلمي، بدلالتها برمزيتها المتمثلة في التخلي عن العنف والترويع، إذ لا تهدف سوى لايصال رسالتها، وليست احتجاجات "شور وقول" ان حققت مطالبها وإلا كانت العين الحمراء والبندقية.
وجماعة الحوثي هي أفضل من يكرس هذا النموذج من الاحتجاجات المشينة حاليا ، إذ تدعي الاعتصام السلمي، وإن لم يفلح انفذت خياراتها بالقوة.. ولا زال لدى الجماعة في صنعاء مجموعة خيام معتصمة على ذات الموال الحوثي في الاحتجاج المدني، منذ اربعة أعوام بشكل مستفز وسافر أقرفت معها حتى اسوار الجامعة ناهيك عن السكان.. وسيأتي اليوم الذي تؤدي فيه تلك الخيام غرضها بالتأكيد.
هذا الاعتصام غير لائق لأنه يتجاوز مسألة العام للتعدي على الخصوصيات المتعلقة بحي بأكمله، وليس الوزير ذاته فحسب، فضلاً عن أن لمنزله حرمته، واعتصام كهذا يروع أسرته، ويفتح مجالاً واسعاً للفتنة.. اعتصام "ضرار" مهما كانت المبررات، يتناقض أول ما يتناقض مع الصورة والشعارات التي تسعون لتكريسها عن الشهيد كرمز نضال وطني، تختزلونه في بضع خيام وعشرات المعتصمين من أسرته وقبيلته.
كان الحوثيون، في ظل تخبطهم المستمر في البحث عن مبررات اجتياح عمران يطالبون قيادة الدولة بإقالة القشيبي، ولو أقيل لوجدوا ألف مبرر لتنفيذ أجندتهم الماضية بغرور القوة والسلاح، وليس الحجة والمنطق والمشروع الوطني..
ورغم كل ذلك فإقالة قائد عسكري ليس مسألة مزاج شخصي أو جماعة، رغم التعقيد.. الرئيس بكل مساوئه رفض الانصياع لمطالب الحوثيين المتعالية باقالة القشيبي، فلم يرضخ لهم وكان ما كان وقتلوه في موطن مشرف له، ليسجل نهاية خالدة..
فلا تكرروا ذات المطالب الاستعلائية، بذات الطريقة، التي ظاهرها مطالب مدنية مشروعة، وباطنها عنف وفتن، بالمطالبة بإقالة وزير الدفاع.. لكم أن تطالبوا بإقالته لكن دون اللجوء لنهج الحوثي في الاحتجاج القبيح، لكن اعملوا حتى تكون النهاية معكم غير النهاية التي آلت إليها مطالب الحوثي..
ذلك مكسب يضاف لرصيدكم لو تعلمون رغم أنكم ترونه ضعفاً بمعايير القبيلة.
لو خضعت البلاد للأهواء- رغم كل ما فيها من فوضى- فلن تفضي سوى لمزيد من الفوضى والانفلات والاهتراء، وتمزيق النسيج الوطني وزيادة حظوظ وسلطة العصابات والميليشيات المسلحة..
التمسك بالقيم في زمن البلطجة ورخوة الدولة وعلو نجم الميليشيات وأمراء الحروب، هو القوة والبطولة والشهامة والكبرياء، وليس التلويح بالسلاح.. المنتصر بقوة سلاحه ورجاله، يسجل أكبر الخسائر في تاريخه، مهما بدا سقف انتصاراته مرتفعاً.
القوة هي ان تضحي لأجل وطنك، وتماسكه وحفظ نسيجه الاجتماعي، لا ان يصنع كل شروخه من جهته..
القشيبي رجل دولة، قتل بشرف وبطولة وصمود وهو يؤدي واجبه في الخدمة مدافعاً عن شرف دولة رخوة، فلا تصغروا تضحيته الوطنية، بتصويره وكأن قضيته قضية أسرة أو قبيلة.
اتمنى ان تقرؤوا هذا الكلام بمسؤولية وبعيداً عن العصبية.
ةتقبلوا خالص تحياتي..
=========
الصور من صفحة Nadia Abdullah
المعتصمون جوار منزل وزير الدفاع قبالة كلية الطب..
تحية طيبة.. وبعد؛؛
حين يقتل رجل الدولة، فالمسألة ليست ثأراً شخصياً، ولا قضية قبيلة، ولا أسرة بل قضية وطن، سواء خذلت الدولة رجالها وتضحياتهم او انتصرت لهم.. هذه هي ميزة الدولة، رغم الغبن الذي قد يصيب أهالي الشهداء لعدم انتصارها لرجالها، والتهاون في القصاص بل واهانة اسرهم من بعدهم، سواء في هذه الحالة أو غيرها..
الثأر لرجل الدولة ليس شأناً خاصاً بالمطلق، فالموضوع متعلق بعدالة، بإجراءات دولة، هو ثأرها بتقاليد الدولة، سواء اخذته أم فرطت فيه لسبب أو لآخر، وليس ثأر أسرته أو قبيلته..
شهيد حاشد لا يختلف عن زملائه شهداء الوطن جنوداً وضباطاً ممن قضوا وهم يؤدون واجبهم بشرف، في الخدمة في معسكراتهم، فلا تعززوا هذا التوجه، وينبغي عليكم أن تساووه بجنوده لا أن تميزوه عنهم، إن كنتم تريدون اكمال المجد والخلود..
الرجل قتل بثبات وعزم وصمد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في مقر عمله، وليس في قطاع قبلي بين حاشد وصعدة..
خذلته الدولة، تراخت في مسؤوليتها، بدت سلطة الدولة فهلوية وغير محترمة، هذا وارد وكثير منه صحيح.. لكنها تبقى مشكلة دولة مع رجالها وليست مشكلتكم.
الاعتصام قرب منزل وزير الدفاع، ليس له ما يبرر، وهو إجراء انفعالي متشنج وغير حكيم ولا يمت إلى السلمية بصلة، سواء مع انتشار المسلحين هناك او بدونه..
أنتم بهذه الطريقة تكرسون أسوأ تقليد عرفته البلاد في الاحتجاج، تقليد متعالً على القيم الانسانية، يميع قيم النضال السلمي، بدلالتها برمزيتها المتمثلة في التخلي عن العنف والترويع، إذ لا تهدف سوى لايصال رسالتها، وليست احتجاجات "شور وقول" ان حققت مطالبها وإلا كانت العين الحمراء والبندقية.
وجماعة الحوثي هي أفضل من يكرس هذا النموذج من الاحتجاجات المشينة حاليا ، إذ تدعي الاعتصام السلمي، وإن لم يفلح انفذت خياراتها بالقوة.. ولا زال لدى الجماعة في صنعاء مجموعة خيام معتصمة على ذات الموال الحوثي في الاحتجاج المدني، منذ اربعة أعوام بشكل مستفز وسافر أقرفت معها حتى اسوار الجامعة ناهيك عن السكان.. وسيأتي اليوم الذي تؤدي فيه تلك الخيام غرضها بالتأكيد.
هذا الاعتصام غير لائق لأنه يتجاوز مسألة العام للتعدي على الخصوصيات المتعلقة بحي بأكمله، وليس الوزير ذاته فحسب، فضلاً عن أن لمنزله حرمته، واعتصام كهذا يروع أسرته، ويفتح مجالاً واسعاً للفتنة.. اعتصام "ضرار" مهما كانت المبررات، يتناقض أول ما يتناقض مع الصورة والشعارات التي تسعون لتكريسها عن الشهيد كرمز نضال وطني، تختزلونه في بضع خيام وعشرات المعتصمين من أسرته وقبيلته.
كان الحوثيون، في ظل تخبطهم المستمر في البحث عن مبررات اجتياح عمران يطالبون قيادة الدولة بإقالة القشيبي، ولو أقيل لوجدوا ألف مبرر لتنفيذ أجندتهم الماضية بغرور القوة والسلاح، وليس الحجة والمنطق والمشروع الوطني..
ورغم كل ذلك فإقالة قائد عسكري ليس مسألة مزاج شخصي أو جماعة، رغم التعقيد.. الرئيس بكل مساوئه رفض الانصياع لمطالب الحوثيين المتعالية باقالة القشيبي، فلم يرضخ لهم وكان ما كان وقتلوه في موطن مشرف له، ليسجل نهاية خالدة..
فلا تكرروا ذات المطالب الاستعلائية، بذات الطريقة، التي ظاهرها مطالب مدنية مشروعة، وباطنها عنف وفتن، بالمطالبة بإقالة وزير الدفاع.. لكم أن تطالبوا بإقالته لكن دون اللجوء لنهج الحوثي في الاحتجاج القبيح، لكن اعملوا حتى تكون النهاية معكم غير النهاية التي آلت إليها مطالب الحوثي..
ذلك مكسب يضاف لرصيدكم لو تعلمون رغم أنكم ترونه ضعفاً بمعايير القبيلة.
لو خضعت البلاد للأهواء- رغم كل ما فيها من فوضى- فلن تفضي سوى لمزيد من الفوضى والانفلات والاهتراء، وتمزيق النسيج الوطني وزيادة حظوظ وسلطة العصابات والميليشيات المسلحة..
التمسك بالقيم في زمن البلطجة ورخوة الدولة وعلو نجم الميليشيات وأمراء الحروب، هو القوة والبطولة والشهامة والكبرياء، وليس التلويح بالسلاح.. المنتصر بقوة سلاحه ورجاله، يسجل أكبر الخسائر في تاريخه، مهما بدا سقف انتصاراته مرتفعاً.
القوة هي ان تضحي لأجل وطنك، وتماسكه وحفظ نسيجه الاجتماعي، لا ان يصنع كل شروخه من جهته..
القشيبي رجل دولة، قتل بشرف وبطولة وصمود وهو يؤدي واجبه في الخدمة مدافعاً عن شرف دولة رخوة، فلا تصغروا تضحيته الوطنية، بتصويره وكأن قضيته قضية أسرة أو قبيلة.
اتمنى ان تقرؤوا هذا الكلام بمسؤولية وبعيداً عن العصبية.
ةتقبلوا خالص تحياتي..
=========
الصور من صفحة Nadia Abdullah
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق