الحوثيون يفجرون منازل خصومهم (سلفيين واصلاحيين- سنة) ، ودور القران والمساجد الخاصة بهم |
تفجير المنازل وتدميرها على النحو الذي تقوم به جماعة الحوثي
"أنصار الله" تجاه منازل ومقرات خصومها ليست مجرد ردود أفعال لحظية فجائية، بل هي من صميم الثقافة والتربية المذهبية الطائفية التي أرسى دعائمها الأئمة الأوائل
الذين برروا لعنف المتوحش ضد الأخر المختلف وشرعنوا لغنيمة الغزو وارهاب ديار من يغزونهم
،ولذلك يعتبرون أن ميقومون به هو عمل جهادي متتم لكمال لرسالة الإسلام كما يفهمونه
وكما يريدونه ...فتصبح مثل تلك الأعمال لديهم اسمرار لتقاليد راسخة في موروث الأئمة
المتعاقبين ..بدء من أبو عبدالله الجزار مروراً بالإمام الهادي ،ويحيى بن الحمزة ،عبدالله
بن الحمزة ،المطهر بن شرف الد ،عبدالله الوزير وانتهاء بنسختها الحوثية اليوم ...وهي
ليست بغريبة ،إنما الغريب مؤامرة الصمت تجاه تلك الجرائم الوحشية خاصة من قبل من يصنفون
أنفسهم أو يصنفون بـ "النخبة" ،ولاسيما منهم المعنيين بالدفاع عن الحقوق
والحريات ممن يطلقون عليهم بالناشطين ،ومنظمات المجتمع المدني التي مع الأسف تتلون
مواقفها بتلون علاقاتها بأطراف الصراع وارتباطها بهم .
فالملاحظ أن العديد من أطراف العمل السياسي ومن يقدمون انفسهم
كمنافحين عن الحقوق والحريات والعدالة الجنائية الدولية والمساواة وعن القوانين الإنسانية
،وقوانين الحرب التي تلفظ مثل هذه الأعمال وتجريمها أصبحوا بصمتهم المريب مشاركين في
ارتكاب الجرائم والاتهاكات التي تنفذها الجماعة ها ومتأمرين بصمتهم تجاه ماتقترفه هذه
الجماعة من انتهاكات لمقتضيات وأخلاقيات تلك المبادئ ....كما أن أطراف العمل السياسي
ولحسابات سياسية ضيقة ليست خافية على أحد ضالعون في هذه المؤامرة ...الصامتة ضد تفاحش
مثل الأعمال الجرمية .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق