ميساء شجاع الدين |
إذن يقاتل الحوثيون الدواعش بالنيابة عن بقية
اليمنيين، لكن من هو الداعشي؟ هو من قتله الحوثيون أي تحددت هويته بمقتله على يد الحوثيين. هذه الصورة
العبثية لا يرسمها شيء سوى استهتار الحوثي بدماء اليمنيين بعد ما احترف السلاح
والقتل وصارت انجازاته السياسية لا ترتبط إلا بالسلاح.
يبدأ الحوثي مساره الرديء من حيث انتهى الآخرون ويضيف عليهم، فها هو يبدأ اول اختبار سياسي حقيقي ليس في المحافظات النائية القبلية بكثير من الكذب والازدواجية. يتحدث عن جرعة اسعار ولا يبالي بدماء بشر باحثاً عن شرعية شعبية متهافتة وبدا واضحاً تهافتها منذ صور مظاهراته التي كانت تعج بالالآف وربما عشرات الالآف لكنهم من طيف واحد، نسخة متكررة من ذات الشخص والمنطقة والطائفة، حشد بشري بلا تنوع ولا قيمة لعدده وكثرته إذا ما غاب التنوع.
ليس هذا فقط بل يتحدث عن حكومة تكنوقراط دون حرج من حقيقة إن محافظ صعده منذ تسلمهم حكمها هو أحد كبار تجار السلاح باليمن، ويهذر بالتدخل الخارجي ويتلقى أموالاً من الخارج ولا يمانع من المجاهرة باسمها إيران بحجة إنها دولة مقاومة مثل سابقيه الذين كانوا يتحدثون عن السعودية الدولة الجارة المسلمة. العمالة تتعدد اشكالها لكن وقاحتها ومبرراتها واحدة مع ذات الاستهتار بمفاهيم الدولة الوطنية الحديثة، وكأن المشكلة هي ممن تتلقى أموالاً وليس بأي مقابل تتلقى أموالاً من دول ليست جمعيات خيرية بكل تأكيد بل دول لها مصالحها وخططها داخل اليمن.
يتحدث الحوثي عن سلمية ويفزع الناس باعتصامات مسلحة ثم اشتباكات مسلحة ينتقي فيها عدوه بعناية، فهو لا يشتبك إلا في مناطق حضور الإصلاح ويحاول اسقاط المربع السكني الذي تقع فيه منشآته مثل مذبح وشملان. ينتقي الحوثي عدوه لكي يحييد بقية الأطراف من شعب ودولة، وإذا كان هذا ممكن على مستوى شعبي بغياب الدولة أو قوى سياسية وطنية، فلا يعقل أن تقع الدولة في ذات الفخ وتترك الحرب تأخذ هذه الصبغة الطائفية التي يريدها الحوثي بحجة أنه يستعيد الهوية الزيدية لصنعاء من خلال مقاتلة خصمه السني، فصنعاء هي عاصمة اليمنيين بكل طوائفهم وتوجهاتهم وليست زيدية كما كانت. ولا يجوز لدولة تهاجم عاصمتها ألا تتدخل بخطاب وطني واضح يؤكد إنها حرب ضد الدولة وليست ضد الاصلاح لأنها اليوم ليست مجرد حروب في مناطق قبلية ومحافظات بعيدة عن المركز أو ربما قريبة كعمران لكنها اليوم في العاصمة أي مركز الدولة وما يفعله الحوثي هو استهداف مباشر للدولة اليمنية وليس للسلطة التي يقول بعض المتحاذقين إنها ساقطة الشرعية.
الأكثر هزلاً هو إصرار الحوثي على الحديث عن شرعية ثورية وأي ثورة هذه التي لا يقوم بها إلا فصيل واحد من الشعب، وأي ثورة تلك التي تقوم ضد حزب مشارك في حكومة ائتلافية ولاتستهدف رئيس الدولة ونظام الحكم، أي ثورة هذه التي لا تمتلك أدوات شعبية بل القوة والهمجية و لا تتحرج من ممارسة خطاب طائفي من أمثال مفردات دواعش وتكفيرين ضد خصومه المختلفين، واي ثورة يغيب عنها نصف المجتمع المرأة، بل وأي ثورة هذه تقودها وتتفرد بها حركة فيها أسياد وزعيم إلهي بينما البقية تابعين وربما عبيد وليسوا اصحاب قرار أو إرادة ، أي ثورة هذه التي تعادي كل قيم الإنسانية البسيطة من حرية ومساواة. ليس هذا فقط بل ونسي الحوثي الذي يتحدث عن ثورته المزعومة إن مظاهراته يرتفع فيها علم الحزب الذي ثار ضده عام 2011م، وينسي إنه يثور ضد حزب شاركه مخيمات الاعتصام عام 2011م وحينها لم يكن داعشي أو تكفيري.
الحوثي يستمد وجوده وليس شرعيته من ضعف شرعية السلطة وتهاوي الدولة وغياب أي قوة سياسية وطنية منظمة. هو افراز لسلفية اقصائية يبحث عن تمايز هوياتي لكي يظل اليمنيين دائرين في صراع هويات لا نهاية له، لكنه صراع هوياتي كاذب لأجل سلطة متجبرة ومؤقته. لذا ينصب الحوثي نفسه وصياً على الشعب دون حق دستوري أو انتخابي أو ثورة شعبية شاملة لكل اطياف المجتمع اليمني وليس الآف النسخ المتكررة من ذات الشخص كما مظاهراته، بدون شرعية شعبية أو دستورية أو انتخابية يعطي لنفسه الحق في قتل من يراهم اعداء الشعب أي اعدائه ومن يفترض إنهم مراكز نفوذ لأنهم خارجين عن نفوذه، يكرر ذات ما تفعله القاعدة التي تنصب نفسه بمنطق القوة سلطة على المجتمع تطبق الشريعة وتعلن الجهاد.
المنظومة الحوثية و الداعشية واحدة هي منظومة خارج الدولة الحديثة، تفرض نفسها بالقوة على المجتمع وبمنطق الغلبة الإلهي تمارس عنتها وظلمها على الآخرين وتبرهن وجودها بالعمل الهمجي مثل قطع الاعضاء أو تفجير المنازل أوالإعدامات الميدانية. حالة تتحدى كيانات دول قائمة ومجتمع دولي موجود ليس بمنطق مقاومة واعي بالعصر والعالم الذي يحيط به بل بمنطق جاهل مقامر يمتلك الكثير من القوة والقليل من المعرفة، في المحصلة يخشي العالم حمقه ويحاربه بقدر معين إذا تعدى مصالحه، فالعالم الغربي لا يخشى جماعات لن تفعل شيء سوى القضاء على مجتمعاتها ثم نفسها و لا يمكن لها أن تشكل تهديد يستحق الذكر فلا يمكن لمن يجيد استخدام السلاح أن يتغلب على صانع السلاح الذي يستخدمه.
يتعجل الحوثي نهاية الدولة اليمنية ويستهدف اسقاط العاصمة مربع تلو الآخر ولو على مراحل وسوف ينفرد باعدائه واحداً تلو الآخر، لكنه سوف يخسر سريعاً ما جناه سريعاً كما خشر شعبية جناها في سنوات في أٌقل من شهر، سوف يحث الخطي سريعاً نحو نهايته لأنه اليوم يصعد بمقومات قوى صاعده متحمسة متوثبة هائجة وطائشة وسط فراغ خلفته قوى هرمة وعاجزة لكن القوى الصاعدة بلا معرفة ولا وعي، القوى التي تقسم المجتمع طائفياً وسلالياً، القوى الغائبة عن عالم خارجي ولا تعرف من الحداثة سوى السلاح لن تتمكن أبداً من البقاء وسوف تسقط كما صعدت بذات السرعة لكن بخزي أكبر ممن عار سقوط من سبقوه.
يبدأ الحوثي مساره الرديء من حيث انتهى الآخرون ويضيف عليهم، فها هو يبدأ اول اختبار سياسي حقيقي ليس في المحافظات النائية القبلية بكثير من الكذب والازدواجية. يتحدث عن جرعة اسعار ولا يبالي بدماء بشر باحثاً عن شرعية شعبية متهافتة وبدا واضحاً تهافتها منذ صور مظاهراته التي كانت تعج بالالآف وربما عشرات الالآف لكنهم من طيف واحد، نسخة متكررة من ذات الشخص والمنطقة والطائفة، حشد بشري بلا تنوع ولا قيمة لعدده وكثرته إذا ما غاب التنوع.
ليس هذا فقط بل يتحدث عن حكومة تكنوقراط دون حرج من حقيقة إن محافظ صعده منذ تسلمهم حكمها هو أحد كبار تجار السلاح باليمن، ويهذر بالتدخل الخارجي ويتلقى أموالاً من الخارج ولا يمانع من المجاهرة باسمها إيران بحجة إنها دولة مقاومة مثل سابقيه الذين كانوا يتحدثون عن السعودية الدولة الجارة المسلمة. العمالة تتعدد اشكالها لكن وقاحتها ومبرراتها واحدة مع ذات الاستهتار بمفاهيم الدولة الوطنية الحديثة، وكأن المشكلة هي ممن تتلقى أموالاً وليس بأي مقابل تتلقى أموالاً من دول ليست جمعيات خيرية بكل تأكيد بل دول لها مصالحها وخططها داخل اليمن.
يتحدث الحوثي عن سلمية ويفزع الناس باعتصامات مسلحة ثم اشتباكات مسلحة ينتقي فيها عدوه بعناية، فهو لا يشتبك إلا في مناطق حضور الإصلاح ويحاول اسقاط المربع السكني الذي تقع فيه منشآته مثل مذبح وشملان. ينتقي الحوثي عدوه لكي يحييد بقية الأطراف من شعب ودولة، وإذا كان هذا ممكن على مستوى شعبي بغياب الدولة أو قوى سياسية وطنية، فلا يعقل أن تقع الدولة في ذات الفخ وتترك الحرب تأخذ هذه الصبغة الطائفية التي يريدها الحوثي بحجة أنه يستعيد الهوية الزيدية لصنعاء من خلال مقاتلة خصمه السني، فصنعاء هي عاصمة اليمنيين بكل طوائفهم وتوجهاتهم وليست زيدية كما كانت. ولا يجوز لدولة تهاجم عاصمتها ألا تتدخل بخطاب وطني واضح يؤكد إنها حرب ضد الدولة وليست ضد الاصلاح لأنها اليوم ليست مجرد حروب في مناطق قبلية ومحافظات بعيدة عن المركز أو ربما قريبة كعمران لكنها اليوم في العاصمة أي مركز الدولة وما يفعله الحوثي هو استهداف مباشر للدولة اليمنية وليس للسلطة التي يقول بعض المتحاذقين إنها ساقطة الشرعية.
الأكثر هزلاً هو إصرار الحوثي على الحديث عن شرعية ثورية وأي ثورة هذه التي لا يقوم بها إلا فصيل واحد من الشعب، وأي ثورة تلك التي تقوم ضد حزب مشارك في حكومة ائتلافية ولاتستهدف رئيس الدولة ونظام الحكم، أي ثورة هذه التي لا تمتلك أدوات شعبية بل القوة والهمجية و لا تتحرج من ممارسة خطاب طائفي من أمثال مفردات دواعش وتكفيرين ضد خصومه المختلفين، واي ثورة يغيب عنها نصف المجتمع المرأة، بل وأي ثورة هذه تقودها وتتفرد بها حركة فيها أسياد وزعيم إلهي بينما البقية تابعين وربما عبيد وليسوا اصحاب قرار أو إرادة ، أي ثورة هذه التي تعادي كل قيم الإنسانية البسيطة من حرية ومساواة. ليس هذا فقط بل ونسي الحوثي الذي يتحدث عن ثورته المزعومة إن مظاهراته يرتفع فيها علم الحزب الذي ثار ضده عام 2011م، وينسي إنه يثور ضد حزب شاركه مخيمات الاعتصام عام 2011م وحينها لم يكن داعشي أو تكفيري.
الحوثي يستمد وجوده وليس شرعيته من ضعف شرعية السلطة وتهاوي الدولة وغياب أي قوة سياسية وطنية منظمة. هو افراز لسلفية اقصائية يبحث عن تمايز هوياتي لكي يظل اليمنيين دائرين في صراع هويات لا نهاية له، لكنه صراع هوياتي كاذب لأجل سلطة متجبرة ومؤقته. لذا ينصب الحوثي نفسه وصياً على الشعب دون حق دستوري أو انتخابي أو ثورة شعبية شاملة لكل اطياف المجتمع اليمني وليس الآف النسخ المتكررة من ذات الشخص كما مظاهراته، بدون شرعية شعبية أو دستورية أو انتخابية يعطي لنفسه الحق في قتل من يراهم اعداء الشعب أي اعدائه ومن يفترض إنهم مراكز نفوذ لأنهم خارجين عن نفوذه، يكرر ذات ما تفعله القاعدة التي تنصب نفسه بمنطق القوة سلطة على المجتمع تطبق الشريعة وتعلن الجهاد.
المنظومة الحوثية و الداعشية واحدة هي منظومة خارج الدولة الحديثة، تفرض نفسها بالقوة على المجتمع وبمنطق الغلبة الإلهي تمارس عنتها وظلمها على الآخرين وتبرهن وجودها بالعمل الهمجي مثل قطع الاعضاء أو تفجير المنازل أوالإعدامات الميدانية. حالة تتحدى كيانات دول قائمة ومجتمع دولي موجود ليس بمنطق مقاومة واعي بالعصر والعالم الذي يحيط به بل بمنطق جاهل مقامر يمتلك الكثير من القوة والقليل من المعرفة، في المحصلة يخشي العالم حمقه ويحاربه بقدر معين إذا تعدى مصالحه، فالعالم الغربي لا يخشى جماعات لن تفعل شيء سوى القضاء على مجتمعاتها ثم نفسها و لا يمكن لها أن تشكل تهديد يستحق الذكر فلا يمكن لمن يجيد استخدام السلاح أن يتغلب على صانع السلاح الذي يستخدمه.
يتعجل الحوثي نهاية الدولة اليمنية ويستهدف اسقاط العاصمة مربع تلو الآخر ولو على مراحل وسوف ينفرد باعدائه واحداً تلو الآخر، لكنه سوف يخسر سريعاً ما جناه سريعاً كما خشر شعبية جناها في سنوات في أٌقل من شهر، سوف يحث الخطي سريعاً نحو نهايته لأنه اليوم يصعد بمقومات قوى صاعده متحمسة متوثبة هائجة وطائشة وسط فراغ خلفته قوى هرمة وعاجزة لكن القوى الصاعدة بلا معرفة ولا وعي، القوى التي تقسم المجتمع طائفياً وسلالياً، القوى الغائبة عن عالم خارجي ولا تعرف من الحداثة سوى السلاح لن تتمكن أبداً من البقاء وسوف تسقط كما صعدت بذات السرعة لكن بخزي أكبر ممن عار سقوط من سبقوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق