ماجد المذحجي |
تزدهر ادوات القوة لدى جماعة الحوثي بشكل غير
مسبوق، وهي حتى الان لم تختبر سواها، ولايبدو انها تستطيع مقاومة اغرائها في
تسوية خلافاتها او "نيل ثاراتها"، مثيره في استعراض العنف الممتد الذي
تقوم به مخاوف الجميع دون ان تبدي حساسية لدلالات ذلك وتداعياته -عليها وعلى
الجميع- على المدى القصير و البعيد، حتى لو كان في تبنيها لقضية "الجرعه"
بمحمولها الشعبي الواسع ما ضمن لها من امتيازات غير مسبوقه في ظل تنصل الاحزاب عن
مسؤولياتها تجاه الجمهور المتضرر منها، فلن يروق احد في الاخير امتلاك طرف لوحده
هذه القدرة على البطش والتوفر على اسباب القوة القائمة على العصبية المذهبية
ومواردها المحلية والخارجية، وهو ماسيستنفر تحشدياً مقابلاً قائماً على ذات الفكرة
العصبية، بل اخطر في استثارته واستثماره لمخاوف شرائح اوسع من السكان، ولمخاوف قوى
اقليمية ودولية، بماسيعني في محصلته شرخاً طائفياً يتسع مع الوقت في اليمن ويضيف
لتمزقها تمزق وتهديد اخطر.
على جماعة الحوثي ان تقاوم اغراء القوة السائحه في
يدها، وان تستجيب للسياسة وادواتها وطرقها، وان تطمئن الناس اكثر، فهذه مسؤولية
القوي إذا فكروا باعتبارات اليمن ومصلحة تعايشهم مع الاخريين، اكثر من التفكير
بمرابح العنف التي مهما كانت عوائدها فلن تضاهي مكاسب العمل العام والشرعية
المترتبه على الاعتراف السياسي، هذا الاعتراف الذي تحقق لهم بعد 2011 حين انتقلوا
من وضع الجماعه المحظوره والمجرمه الى وضع سياسي جديد اصبحوا ينالون عبره القبول
والاعتراف المحلي والدولي، وهو امر سيتم خسارته في حال التهور بمغامره عسكريه في
صنعاء تأتي محمولة على اغراء انتصارات عمران بما سيعنيه ذلك من تقويض لكل ارباحهم
السياسيه مهما كانت نتائج المعركه في الارض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق