بإمكان أي صحفي أن يكتب خبراً
خطيراً ولافتاً بكل خفة، هو في الحقيقة نتاج فكرة وتحليل طارئ لقراءته للأوضاع
فاستنتاج يخرجه في شكل سيناريو لمجموعة معنيين يوزع الأدوار فيما بينهم، ليخرج
للرأي العام المحلي والدولي المشهد على هيئة خبر مستقى من مصدر "مجهول" لا
يوجد ما يمنع من استعارته بضرورة أو بدونها، دون أن يهتز له رمش، ودون مراعاة لما
قد يثيره من أضرار تؤثر في الصميم على المعنيين به وفي الحد الأدنى يشوش عليهم.
الدولة مسؤولة عن ضمان حرية
التعبير، وتنظيمها في إطار قانوني، لكن المسؤولية تقع على عاتق الصحفي كالتزام
مهني وأخلاقي.
المسألة ليست مجرد انتهاك للقانون،
إذ -وفي هذه البلاد بالتحديد- لو وجد من يقوم على أمر القانون بالتزام ويؤاخذ عليه
-على علاته الكثيرة- لكانت كثير من الصحف تجرجر في المحاكم.
ثمة قيم واخلاقيات ينبغي التقيد
بها، هي نابعة من ذات الصحفي كالتزام مهني وأخلاقي، بالطبع بإمكانه التنصل منها،
لكنه يفقد كثيراً من جوهر مهنته، واحترامه لذاته، وكل يوم ومع استمرار نشره
أخباراً متخففة من تلك القيم، يتسع نطاق المتضررين منها وفاقدي المصداقية فيها، ما
يجعل أخبارها الصادقة محل شك لدى الجمهور الذي اعتاد يوماً أن خبراً نشرته يتعلق
به او مطلع عليه غير صحيح.
على الصحفي أن يكون مسؤولاً، في نقل
المعلومة بصدق ونزاهة وشفافية والتزام، وتلك هي الصحافة الحرة الشريفة.
قبل عامين وصفت مراسلة وول ستريت
جورنال الصحافة اليمنية بأنها مستقطبة.. وهنا تكمن جوهر المشكلة.. يجد الصحفي "المستقطب"
عجزاً في التواصل مع الطرف الآخر الذي يحدد منه موقفاً سياسياً أو أيديولوجياً،
فيلجأ للتلفيق والاختلاق والاستنتاج لتعويض الفاقد في أدائه المهني.
القاعدة، وفقاً لجون هيرسي، وهو
صحفي وروائي فاز بجائزة بولتزر وغطى نتائج إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما "إن
هناك قاعدة واحدة مقدسة للصحافة، وهي أن الكاتب يجب ألا يلفق".
==============
مقال نشر في 8 ابريل 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق