بعيدا عن التنظير..بعيدا عن تحليلات
المعارك وابعادها واهدافها ومغزاها.. بعيدا عن كواليس السياسة العمياء، لدينا جيش
يخوض معركة وطنية في وضع غير طبيعي يقتضي اصطفافا شعبيا واسعا لدعم وطنيته
وواحديته.
في الوضع الطبيعي ليس مألوفا ان
يحتشد المدنيون؛ سياسيون؛ اعلاميون؛ ناشطون؛ ومواطنون، لاعلان تايبد صريح ومؤازرة
للجيش في احدى معاركه.. الوضع الطبيعي ان يكون هناك دولة تؤدي الحد الادنى من
وظيفتها على الاقل والجيش مؤسسة قوية، والبديهي أنها وطنية.
وبما ان الوضع ليس كذلك فعلا
بالنسبة للدولة، وبالنسبة للجيش ايضا؛ حتى على الاقل فيما رسخ بأذهان الناس بأنه
يدين بولاءات شخصية، وزاد تكريس الانقسام والاستعداء معا ابان الانتفاضة الشعبية،
فإن الحملة الشعبية لمناصرة الجيش والامن هي إعلان اصطفاف شعبي لتاييد الجيش
وتشجيعه ودعمه في مواجهة جماعات الارهاب والعنف..
هي تأكيد على وطنية وواحدية المؤسسة
العسكرية، واعلان قطيعة مع التصنيفات السابقة للجيش، وانكار لاي تبعية له لما سوى
الدولة..
هي اعلان لجماعات الارهاب والعنف ان
الشعب يرفضهم، لا يؤيد طريقتهم في معارضة الحكم، يرفض اسلوبهم في مواجهة الجيش،
يرفض اي مشروع يحتكم للعنف والسلاح وينفذ احكامه على الشعب وخصوصا جيشه متى قرر
ذلك..
الشعب يؤيد القوة النظامية الوطنية
التي تراعي مصلحته وتأتمر لدولته، وليس لامراء الحروب..
هذا الجيش الفاعل في الميدان (وليس
اللصوص المرتزقة ضباطا وجنودا من الذين يستلمون رواتبهم وهم في المنازل دون خدمة
ومن يسهل لهم) يجب ان يكرموا، ويقدروا ويدركوا ان الشعب معهم في مهامهم الوطنية؛
عليهم ان يدركوا انهم جيش هذا الشعب لا جيش رئيس او زعيم او قائد.
لا اظن أن من الحكمة أن ينتقص البعض
اليوم من قيمة هذا الجهد، ويحاول توجيهه بحذاقة وقصره عند مستوى رفع رواتب الجنود
وهم في ساحة المعركة.. هي احدى الاستحقاقات المهمة لكرامتهم ومعيشتهم سلما وحربا
لا ان تكون متصدرة حملة الانتصار للجيش تزامنا مع معركة وطنية في غاية الاهمية
يضحي فيها هؤلاء بارواحهم لاجل وطن دونما اشتراط للراتب..
الموعد غدا في مسيرة شعبية بصنعاء
تسمع صوت اليمنيين للعالم قبل الجيش اننا شعب يصطف مع جنوده، في ظل مؤسسة وطنية
محترمة، يرفض مشاريع العنف والارهاب، ولا يرضى ابناؤه بالسلبية في مثل هكذا معارك،
ولا يقبلون بمجرد النواح على الضحايا..
معا لمناصرة الجيش والامن.
معا رفضا لجماعات الارهاب والعنف..معا
نعمل لاجل دولة مدنية يسودها الامن والاستقرار والتنمية والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق