محمد عايش* |
يبدو أن قرار تنحية الرئيس هادي قد
اتُخذ لدى أنصار الله
ويجري الأمر حتى اللحظة بالطريقة
نفسها التي تمت بواسطتها الإطاحة بحكومة باسندوة..
فالقبائل تتجمع حول صنعاء وعلى
رأسها قبيلة أرحب، والشعارات "رفض تقسيم اليمن".
محمد عبد السلام، الناطق الرسمي
للجماعة، أعلن اليوم لائحة اتهامات بحق هادي خطيرة ومؤداها جميعا "الخيانة
العظمى"؛ إذ تبدأ بالتآمر لتقسيم اليمن، ودعم القاعدة بالمال والسلاح، ولا
تنتهي عند محاولة "إنشاء جناح خاص به في الجنوب، اعتمادا على التحريض
المناطقي"..
صحيح أن عبد السلام ختم لائحته
بمطالبة هادي بـ"تحمل مسؤوليته التاريخية" و "تنفيذ اتفاق الشراكة"
و "تعديل بند الأقاليم في مسودة الدستور.. الخ"، وذلك قد يوحي بأن
الحوثيين لازالوا يمنحونه فرصة؛ إلا أنه أيضا يعني العكس إذ تبدو المطالب كما لو
كانت "تبرئة ذمة" فقط..
اعتقال مدير مكتب الرئاسة، يبدو
أيضا خطوة أولى في الطريق لإسقاط هادي، وتهدف الخطوة، في ما تهدف إليه، إلى عزل
الرئيس أولاً وتجريده من واحدة من أهم قنوات تواصله، واتصاله، بما حوله خصوصا
السفارات والممثليات الدبلوماسية بل وعواصم إقليمية ودولية، وهو بن مبارك..
انسحاب صالح الصماد من واجهة
السياسة كان تمهيدا أيضا.. وبيان "اللجان الشعبية" أشار بوضوح إلى أن "توقيف
بن مبارك" هو "خطوة ستتبعها خطوات"..
متى ستحل ساعة الصفر؟
هذا يعتمد على التكتيك المتبع بشكل
دائم لدى "أنصار الله" في كل معاركهم وهو ما يسمونه بـ"استنفاد
العذر" أولاً، وهي مدة زمنية تفصل ما بين بدء الاحتشاد و مابين إطلاق
العملية، ويتم خلال ذلك تهيئة الجمهور وإقناعه وتحشيد دعمه للخطوة المنتظرة.
من هو البديل؟
مجلس رئاسي انتقالي، احتمال أول،
ووزير الدفاع الصبيحي (في حال وافق) أحد الاحتمالات، وعلي ناصر محمد أيضا.
هل يستطيع هادي قطع الطريق على
الخطة؟
في حالة واحدة كما يبدو: الاستجابة
لكامل مطالب الحوثيين، مع ضمانات بالتنفيذ، وإجراءات فورية تبدأ بإعادة تشكيل
الهيئة الوطنية وتغييرات في مأرب.
ومع ذلك هل بإمكان هادي أن يقدم
كامل هذه الاستجابة؟
الإجابة على هذا السؤال ستحسم طبيعة
التطورات باتجاه "التنحية" أو "البقاء" ولكن مع "خطة
جديدة ومختلفة للحكم" تعتمد دائما إمضاء "أنصار الله".
هذه وجهة نظر تحليلية محضة.
================
* نقلاً عن صفحة الكاتب في الفيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق