القيادي في تنظيم القاعدة ناصر الانسي اعلن في وقت سابق مسؤولية التنظيم عن هجوم شارلي ايبدو |
كشف رئيس جهاز الأمن القومي اليمني الدكتور علي حسن
الأحمد هنا اليوم عن ضبط السلطات اليمنية شخصين يحملان الجنسية الفرنسية ويشتبه في كونهما على
صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
وقال الأحمدي في تصريحات أدلى بها للصحفيين اليوم على
هامش لقاء تضامني مع مدير مكتب الرئاسة الذي اختطفه الحوثيون، إن أجهزة الأمن ضبطت
خلال اليومين الماضيين فرنسيين وأن التحقيقات جارية معهما لمعرفة ارتباطاتهما
بتنظيم القاعدة، وما اذا كان هناك صلة لهما بالهجوم على جريدة شارلي ايبدو
الفرنسية والذي أودى بحياة 12 شخصا مطلع الشهر الجاري.
وأشار الأحمدي أن عدد الأجانب الذين ينخرطون في صفوف
تنظيم القاعدة في اليمن يقدرون بألف مقاتل من 11 جنسية عربية وأجنبية، مشدداً على
أن اليمن ليست مصدرا للارهاب بقدر ما تعاني من تصديره، كما أنها من اكبر الدول
المتضررة من تصدير الارهاب.
وأوضح الأحمدي أن الارهابيين يصلون إلى اليمن نظرا
لحدودها البرية والبحرية مترامية الأطراف، لافتا أن بعض تلك العناصر تمر لليمن،
وعند عودتهم إلى بلدانهم أو إلى دول أخرى وارتكابهم جرائم ارهابية، فإن تلك
الجرائم تنسب لليمن.
وكان الرئيس اليمني عبدربه
منصور هادي قد قال إن هناك حملة اعلامية ظالمة ومسيسة ضد بلاده بعد العملية
الإرهابية المدانة التي وقعت في باريس وكأن اليمن على موعد مع اعمال عدائيه ضده
على أساس انه مصدر للإرهاب.
وأشار هادي في وقت سابق خلال ترؤسه اجتماعا لهيئة المستشارين
إن اليمن يعاني من تصدير الارهاب إليه، مؤكداً أن اليمن ليس أفغانستان وليس حتى
فيتنام.
وأشار هادي أنه في الوقت الذي ندعو المجتمع الدولي إلى
مساعدة اليمن للخروج من ازماته وإنجاح المرحلة الانتقالية التي تشارف على الانتهاء
نفاجأ بهذه الحملة العدائية المسيسة التي قد يكون لها اثار سلبية فادحة".
وأوضح هادي أن اليمن عاني بشكل بالغ جراء العمليات
العدوانية الإرهابية في أراضيه وضد مختلف المصالح وهو ما أدى إلى خسائر تقدر
بمليارات الدولارات، بسبب تراجع السياحة والاستثمار وتضرر المصالح الاقتصادية.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي
يتخذ من اليمن مقراً له، قد تبنى في وقت سابق مسؤوليته عن الهجوم على صحيفة شارلي
ايبدو الفرنسية الساخرة وذلك ثأرا لاساءة الصحيفة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال ناصر الآنسي وهو أحد قيادات
التنظيم في اليمن في تسجيل بعنوان (ثأرا لرسول الله.. رسالة بشأن غزوة باريس
المباركة) نشر على موقع يوتيوب أمس " إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه
العملية ثأرا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم".
وأشار الآنسي في التسجيل الذي تم
حذفه من موقع يوتيوب لاحقاً لمخالفته اتفاقية النشر إن قائد التنظيم ايمن الظواهري
هو الذي اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها، وتنفيذا لوصية مؤسس
التنظيم أسامة بن لادن.
وقال الأنسي "نوضح للأمة أن
الذى اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة تنظيم القاعدة
استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله ثم تنفيذا لأمر أميرنا العام الشيخ المناضل
أيمن بن محمد الظواهري وتنفيذا لوصية الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله."
واعتبر الآنسي، الذي نشرت رسالته
على موقع "يوتيوب" وعبر "تويتر": "أساء أولئك الكفرة
الفجرة إلى أنبياء الله المصطفين الأخيار وتمادوا بكفرهم حتى تمادوا على خليل
الله... محمد بن عبدالله... فضجت أمة الإسلام وهاجت".
وأوضح الآنسي أنه تم انتداب
"اولئك الابطال فلبوا ووعدوا فوفوا فشفا الله بهم صدور المسلمين"،
لافتاً ان "المجاهدين يأخذون بثأر نبيهم الكريم"، مهنئاً المسلمين بهذه
العملية التي اعتبرها نقطة تحول في تاريخ الصراع.
ونسب الفضل أيضا إلى أنور العولقي
القيادي في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي أغتيل في ضربة أمريكية اواخر عام
2011.
وتحدثت تقارير اعلامية، نقلاً عن
مسؤولين أمريكيين، أمريكيون أن الشقيقين شريف (32 عاما) وسعيد كواشي (34 عاما)
مدرجان منذ سنوات على القائمة السوداء الأمريكية للإرهاب، وأن سعيد تدرب على
استخدام الأسلحة في اليمن في 2011. كما أدرج اسمهما على لائحة الأشخاص الممنوعين من
السفر إلى ومن الولايات المتحدة.
وكان القيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حارث
النظاري قد بارك الهجوم في تسجيل صوتي لكنه لم يعلن صراحة عن مسؤولية التنظيم على
الهجوم.
وأشاد النظاري بمنفذي الهجوم بقوله "افلحت الوجوه
وسلمت الأيدي.. يا ليتني كنت معهم"، مشيراً أن العملية جاءت "للثأر من
بعض الفرنسيين الذين أساؤوا الأدب مع
أنبياء الله، فسار إليهم نفر من جند الله فعلموهم الأدب وحدود حرية
التعبير"..
ووصف فرنسا بأنها من ائمة الكفر "تسب الانبياء
وتطعن في الدين وتقاتل المؤمنين"، متوعداً اياها بعدم الأمن ان لم تكف عن
اساءاتها للاسلام.
وكان شريف كواشي -وهو أحد الشقيقين اللذين نفذا الهجوم
على شارلي إيبدو- قد تحدث إلى قناة تلفزيون فرنسية قبل مقتله مساء الجمعة، قائلا
إن تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن قام بتمويله وأرسله للقيام بذلك.
وتم الاتصال بين قناة "بي.أف.أم" وكواشي بينما
كان يتحصن وشقيقه سعيد -بعد فرارهما إثر الهجوم على الصحيفة الأربعاء الماضي- مع
رهينة في مطبعة على بعد أربعين كيلومترا شمال شرق باريس، قبل ان يقتل الشقيقان من
قبل قوات النخبة التابعة للدرك الفرنسي، ويتم تحرير الرهينة.
وأكد كواشي في الاتصال أن تنظيم القاعدة في اليمن وراء
الهجوم في فرنسا، مشيرا إلى أن سفره إلى اليمن تم عام 2011 وكان ممولا من الإسلامي
الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي الذي قتل في اليمن في غارة لطائرة أميركية بلا
طيار أواخر عام 2011.
وتقول بعض الروايات إنه بعد الهجوم على الصحيفة
الفرنسية، قال أحد الشقيقين لسائق بعدما أخذ منه سيارته "قل لهم إننا ننتمي
إلى القاعدة في اليمن".
وأصدر فريق صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة
الفرنسية أمس الأربعاء عددهم الأول بثلاثة ملايين نسخة وعلى صفحته الأولى رسم جديد
للنبي دامعا يرفع شعار "أنا شارلي"، وذلك بعد أسبوع على الهجوم على
مقرها وطاقمها.
وأصدرت الصحيفة مترجمة إلى عدة لغات منها الإنكليزية
والتركية والإسبانية والعربية، ونقلت العديد من صحف العالم الصفحة الأولى لعدد
الصحيفة الاستثنائي، الذي أعد في مكاتب صحيفة ليبيراسيون اليسارية الفرنسية.
وتضمنت الصفحة الأولى رسماً يعبر عن النبي الكريم صلى
الله عليه وآله وسلم، على خلفية خضراء بعنوان عريض "مغفور كل شيء" في
إشارة تصالح تتباين مع أسلوب الصحيفة الاعتيادي اللاذع.
وقضت محكمة تركية الأربعاء، بحجب عدد من المواقع
الإلكترونية، التي نشرت صوراً لغلاف العدد الأول لمجلة "شارلي إيبدو".
وذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء شبه الرسمية،
أن المحكمة أمرت بحجب تلك المواقع، بعد قيامها بنشر صفحات من المجلة الفرنسية
الساخرة، بما فيها صفحة الغلاف، والتي تتضمن رسماً جديداً للنبي محمد.
جاء القرار القضائي بعدما كتب نائب رئيس الوزراء، يالشين
أكدوغان، في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر" قائلاً: "هؤلاء الذين
ينشرون رسوماً تعبر عن رسولنا العظيم، هم الذين لا يبالون بنشر الذعر"،
معتبراً أن مثل هذه الممارسات "تفتح الباب أمام الفتنة والاستفزاز."
وبحسب مصادر فرنسية وتركية، فقد قامت صحيفة
"جمهورييت" التركية المعارضة، بنشر عدد من صفحات "شارلي
إيبدو"، كملحق داخلي مترجم إلى التركية، بما فيها صفحة الغلاف التي أثارت
اعتراضات من العديد من الدول الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق