الجمعة، 29 مايو 2009

لجنة حماية الصحفيين تدعو الرئيس لوضع حد فوري للهجمات ضد الصحافة


ترجمة خاصة بمدونة أحرار
إلى الرئيس علي عبدالله صالح
نسخة إلى السفارة اليمنية في واشنطن
2600 طريق فرجينيا , نيويورك واشنطن دي سي 20037عبر الفاكس : 202-337-2017

فخامة الرئيس،
تخاطبكم لجنة حماية الصحفيين للتعبير عن قلقها ازاء الحملة الحكومية على وسائل الاعلام التي تغطي الاحتجاجات المدنية في الجزء الجنوبي من اليمن.
في الاسابيع الاخيرة رصدت لجنة حماية الصحفيين عدداً مذهلاً من الهجمات من قبل الحكومة على العديد من الصحف والمواقع الالكترونية الناقدة لها، ابتداء من منع الصحف من البيع لابقاء الصحفيين بمعزل عن العالم الخارجي، إلى مهاجمة واحراق مكاتب الصحف، والاكثر اثارة للقلق، انشاء محكمة خاصة للنظر في جرائم النشر.
منذ 1 مايو ، سجلت لجنة حماية الصحفيين الهجمات التالية على الصحافة المستقلة الناقدة في اليمن :
- في 1 مايو، أحرقت جماعة مسلحة آلاف النسخ من صحيفة الايام التي تصدر في عدن، ويؤكد العاملون في الصحيفة أن المسلحين كانوا يقومون بذلك نيابة عن السلطات. وفي اليوم التالي، صادرت نقطة عسكرية قرابة 50 الف نسخة من الصحيفة التي كانت بصدد التوزيع للقراء في جميع انحاء البلاد. وفي 3 مايو حاصرت قوات الامن مبنى مطابع الايام ومنعت إصدار الصحيفة. ومن ذلك الحين ، لم تصل الصحيفة إلى أكشاك بيع الصحف.
- في 2 مايو، تناقلت وسائل اعلام محلية ودولية خبراً عن صدور توجيهات وزارة الاعلام بحظر بيع صحف المصدر، الوطني، الديار، المستقلة، النداء، الشارع. وكانت هذه الصحف كافة قد غطت الاحتجاجات الاخيرة في جنوب اليمن. والاسبوع الماضي، سمحت الوزارة لصحف الشارع والديار بالطباعة، لكن صحفيين محليين اخبروا لجنة حماية الصحفيين أن ثمان صحف اخرى حظرت من الطباعة حتى 20 مايو، وأفادوا أنها منعت بأوامر من وزارة الاعلام.
- في 4 مايو، اعتقلت قوات الامن فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس خلال عملية مداهمة في مدينة المكلا، ووضع في حجز انفرادي، طبقا لصحفيين محليين. وقد وجدت اللجنة أن موقع المكلا برس كان محجوباً حتى 20 مايو.
- في 8 مايو، وجهت النيابة العامة في عدت استدعاء لرئيس تحرير الايام هشام باشراحيل، في مكتبه، وعلى ما يبدو أنه كان متعلقاً بقضية رفعتها وزارة الاعلام. ورغم عدم تحديد تهم معينة في الاستدعاء، إلا ان المدير العام للايام باشراحيل باشراحيل قال انه من المحتمل بأن الاستدعاء متعلق بتغطية صحيفة الايام الناقدة للاحتجاجات في جنوب اليمن.
- وفي 10 مايو، داهمت قوات الامن منزل يحيى با محفوظ، وهو مدون ومحرر سابق في موقع حضرموت، وقامت باعتقاله، وتم مصادرة جهاز الكمبيوتر والوثائق الخاصة خلال المداهمة، وتم احتجازه منفرداً مذاك، طبقا لصحفيين محليين.
- في 11 مايو، قرر مجلس القضاء الاعلى انشاء محكمة خاصة بالصحافة للنظر في قضايا الصحافة. وقد ادعت السلطات انه ومن خلال انشاء هذه المحكمة الخاصة فإن القضاة سيكونون قادرين على التسريع من انجاز اجراءات التقاضي في قضايا الصحافة، لكن توقيت هذا القرار يثير تساؤلات جدية عن حملة منسقة تستهدف الصحافة الناقدة. فيما احتج الصحفيون المحليون على المحكمة، واعتبروها غير دستوريةز
- في 18 مايو، حجبت السلطات موقع التغيير الاخباري المستقل، ومقره صنعاء، على الزائرين من داخل اليمن، طبقا لعرفات مدابش رئيس تحرير الموقع في حديث ادلى به للجنة حماية الصحفيين. ورغم ان السلطات لم تقدم اي تبرير لهذا الاجراء، إلا أن مدابش يؤكد أن الحجب متعلق بتغطية الموقع للاحتجاجات في الجنوب. ولا زال الموقع محجوباً في اليمن حتى 21 مايو الجاري، طبقا لمدابش. واضافةالى ذلك، فإن مواقع صحف الشارع والمصدر والايام، حجبت عن التصفح داخل اليمن كما أفاد صحفيون محليون اللجنة.
- في 18 مايو، تم استجواب رئيس تحرير صحيفة النداء سامي غالب، من قبل النيابة العامة بتهم "التحريض على العصيان المسلح، والتحريض ضد الوحدة الوطنية ونشر مقالات ومواضيع تثير الطائفية"، يضيف غالب أن وزارة الاعلام تقاضيه إضافة إلى ثلاثة من طاقم الصحيفة. وطبقا لصحفيين محليين فإن الوزارة تقاضي صحفاً أخرى كالشارع والمصدر والديار، والوطني بتهم شبيهة.وطبقا لغالب فإنه اذا ما تمت ادانة الصحفيين، فإن العقوبة قد تصل إلى الاعدام.
- كانت صحيفة الايام هدفا لهجمة قوية من قبل السلطات. وفي 13 مايو حاصرت قوات الامن مجمع صحيفة الايام في عدن ثم هاجمته. وقال مدير عام صحيفة الايام أنه قبيل الظهر هاجمت مجموعة من قوات الامن مكاتب الصحيفة من عدة اتجاهات. وأدت الاشتباكات بين المهاجمين وحراس الصحيفة والتي استمرت نحو ساعة إلى مقتل أحد المارة، وجرح اثنين من حراسة الصحيفة. وقد بررت قوات الامن هذا الاجراء بأنها كانت تحاول تنفيذ امر المثول امام المحكمة لرئيس تحرير الايام هشام باشراحيل، ونجله هاني باشراحيل، والموظف الذي استدعي من قبل نيابة صنعاء للرد على الاسئلة المتعلقة بقضية 2008 التي قتل فيها حراس الصحيفة المعتدي عليها. وتعود جذور القضية إلى حادثة وقعت في 12 اكتوبر 2008، حينما هاجمت جماعة مسلحة مكاتب صحيفة الايام في صنعاء، في محاولة للاستيلاء على المبنى، طبقا لمحامي باشراحيل. وقد اندلعت المواجهات بين المهاجمين وحراس الصحيفة وادت إلى مقتل احد المهاجمين. وأكد محامو باشراحيل للجنة حماية الصفيين أنه وفي تحريات النيابة بعد الحادثة، تم تبرئة هشام باشراحيل ونجله هاني من ارتكاب اي جريمة. وقد جاء امر المثول بعد اتهام اسرة القتيل باشراحيل ونجله بتحريض الحارس على قتل المهاجم. يؤكد محامو باشراحيل أن النيابة العامة انتهكت القانون لأن الاستدعاء صدر دون الحصول على أدلة جديدة. ويضيف المحامون بأن الاستدعاء يخالف القانون الاجرائي، الذي ينص أن على المواطنين أن يمثلوا أمام النيابة العامة في المدينة التي يتواجدون بها. وفي هذه القضية، استدعي باشراحيل للمثول في نيابة صنعاء عوضاً عن عدن.


إننا نحثكم لتوجيه جميع الجهات ذات العلاقة في حكومتكم لوضع حد فوري لهذه الهجمات، وتوجيه اوامركم لوزارة الاعلام لاسقاط الدعاوى القضائية المعلقة المرفوعة لمضايقة الصحف، وتوجيه الامر بإطلاق سراح الصحفي والمدون المعتقلين دون تأخير.. يجب أن لا يخضع الصحفيون للرقابة خلال فترة حرجة في بلدك.
نحن نطالب حكومتكم بإلغاء المحكمة الخاصة بالصحافة، واحالة جميع القضايا المتعلقة بالعمل الصحفي إلى المحاكم العادية. هذه المحكمة سيكون لها فقط تأثير مروع على الصحفيين، الذين سيتخوفون كثيراً من الملاحقة لمحجرد ممارستهم لعملهم.
شكرا جزيلا لاهتمامكم بهذه القضايا العاجلة، ونتطلع إلى تسلم ردكم.

مع خالص التقدير ،

جويل سايمون

المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين.
تاريخ الرسالة 22 مايو 2009

ليست هناك تعليقات: