السبت، 6 أكتوبر 2012

جبران الويس.. واقع الحال في الجامعة..


واقع الحال في جامعة صنعاء
إما طالب يدرس في معسكر
أو عسكري يتمرن في جامعة
ومثلما كان هذا العكس واقعآ
فقد إنعكست كذلك روح العسكرة في نفوس الكثير من الطلاب
نسوا أنهم قبل أعوام رفضوا مجرد حارس عسكري وطالبوا بحراس مدنيين
الآن إختلفت نظرتهم للحرم الجامعي فقد أصبح الخرم الجامعي الذي لاتسده إلا بيادات العسكر
فهم يرون أن المطالبين بإخراج العسكر ليسوا طلابآ في الجامعة وإنما مستوردين من سوق صعده والسبعين
أكيد أيضآ مدعومين من إيران
هم يرونهم مرتزقة وبلاطجة يحاولون شق القاعة وتفريق الجماعة _
كيف لطالب أن يدرس في قاعة خالية من روائح جوارب العسكر فقد أدمنوها
كيف لطالب أن يحظر درسآ في جو من البارود المنعش
كيف لطالب أن يتمشى دون أن تطربه زقزقات الحناجر ويافندم
كيف لطالب أن تنقطع يداه عن تقديم السلام العسكري أثناء دخوله وخروجه أرض الخرم الجامعي
كيف وكيف وكيف
ما أجمل أن يتخرج طالب الآداب برتبة نقيب وطالب الحقوق برتبة رائد وطالب المحاسبة برتبة ملازم
ما أروع العسكر يزينون الخرم الجامعي كالشوك في ساق الزهرة
يمنعون القاعات من الإنفجار
يحمون أرواح الطلاب من أساتذتهم بكل بسالة ويفشلون مخططات القاعدة وتفجيراتها ومحاولات إيران للسيطرة عليها ويدحضون أحلام الحوثي في زعامة الإتحاد ويفشلون أطماع صالح في رئاسة الجامعة .
حقآ أيها العسكر
هذه جامعتكم ونحن عسكركم وفي الأخير حيابكم حيابكم

جمعة حقوق المغتربين..

لو كانت الثورة بنسختها الحالية انسانية بقدر بسيط للغاية.. لكانت سلطتها فكرت الف مرة قبل اعلان جمعة المغتربين دون حقوق المهمشين (الأخدام) الذين يعاملون بعنصرية مطلقة في الداخل، وربما من قبل كثير من هؤلاء المتضامنين مع المغتربين..
أشهد إنه لم يعد هناك داع لبقاء خيمة او منصة، او ساحة، او تسمية جمعة، أو خطبة .. وأن بقاءها شكلي وفارغ، أبسطه امتيازات ومصالح، ومواجهة الاصطفافات ذات الأبعاد الإقليمية والدولية، عبر أدواتها في الداخل..
أكبر خدمة يقدمها "الثوار" للانسانية بنسختها اليمنية المهدرة، هي الرأفة بالسكان قليلاً وعدم مواجهة معاناتهم بشطحة استمرار الثورة..
على مصلي الستين أن لا يكفوا عن العبث..
وعلى مصليي كنتاكي عدم المزايدة على الثورة، باسم المؤامرة..
لو كانوا يثقون بأنفسهم بقدر بسيط جداً لخففوا المعاناة عن عباد الله، ورفعوا خيامهم الفارغة، وتجمعوا متى دعت الضرورة..
عموماً من يدري..
ربما تتقدم الانسانية وفقاً للخصوصية اليمنية ابتداء من قمة الهرم إلى قاعدته..
من المغتربين إلى المهمشين..

عسكرة التعليم.. ومأزق الإتحاد!


سامي نعمان
السبت 06 أكتوبر-تشرين الأول 2012

===================

حينما اندلعت انتفاضة الربيع العربي في تونس وتزامناً مع انتقالها الى مصر، أو قبل ذلك تقريباً، أمسك طلاب جامعة صنعاء وعدد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين بزمام المبادرة وشكلوا نواة الانتفاضة اليمنية للمناداة بدولة مدنية حديثة، مهما اختلفت التقديرات حول تاريخ انطلاقها رسمياً..
"المدنية" ليست جديداً في قاموس أجيال طلاب جامعة صنعاء المتعاقبة، فهم كانوا يطالبون بحرس مدني للجامعة، وتخفيف القبضة الأمنية وما يترتب عليها من توترات تصل حد القتل أحياناً..
هؤلاء الطلاب لا ينبغي أن يكافؤوا على أحلامهم "المدنية" التي تعدت أسوار الجامعة لتشمل البلاد كلها، بإضافة قوة عسكرية تطغى على الوجود الأمني الذي كان محصوراً في حراسة المنشآت كحراسة نظامية، إضافة لضباط وجنود الأمن السياسي المنتشرين، كجزء من سياسة أمنية بليدة تحكم البلاد بمجرد الحضور أحياناً..
كان مطلب استبدال الحراسة الأمنية بالمدنية مهمة مقدسة لاتحاد طلاب اليمن، بقيادته الشائخة - ديمقراطياً طبعاً – إذ كانت تعزو معظم مشاكل الطلاب الى الحراسة الأمنية، وكان الحرس المدني هو البند الأول في أي بيانات يصدرها الاتحاد او أي مفاوضات مع رئاسة الجامعة..
لم ينطق المتحدث باسم الفرقة الأولى مدرع لينافح عن وجود قواتها في حرم الجامعة، ضداً على رغبات الطلاب وتعليمات اللجنة العسكرية، بل تحدث بالنيابة رئيس الاتحاد رضوان مسعود ليبرر تواجد قوات الفرقة الكثيف داخل الحرم الجامعي بشكل معيب وهزيل.. معيباً أن يتحدث رئيس الاتحاد باسم الفرقة الأولى مدرع ضداً على رغبة من يمثلهم.. هزيلاً في طرحه "المناقض" بأن لا مشكلة لدى الفرقة في إخلاء الجامعة وأنها مستعده للتفاهم بشأن خروجها..
القضية ليست بحاجة إلى تفاهم، بقدر ما هي بحاجة إلى إجراء جاد وعاجل يقضي بعودة الجنود إلى ثكناتهم السابقة.. ولا داعي لفرز الطلاب وتصنيفهم بناء على مواقفهم من وجود الفرقة أو قبولهم لها تبعاً لتحالفات أو اصطفافات سياسية أو أيديولوجية معينة..
كنت أتمنى لو حضرت مشكلة تواجد الفرقة في الحرس الجامعي كسؤال في حوار الجمهورية الأسبوع الماضي مع اللواء علي محسن الأحمر، لنعرف جزءاً من مبرراته لهذا التواجد الذي يتناقض مع خيار الدولة المدنية التي ينشده قائد الفرقة والذي أعلن عنه لحظة إعلان تأييده للثورة..
عموماً بإمكان الفرقة تولي مهمتها “المقدسة” في حماية ساحة الاعتصام، دون ذلك الحضور المستفز للطلاب ولروح المدنية..
لا ينقص الفرقة الأولى مدرع وقياداتها استباحة حرم الجامعة، لإثبات قوة ونفوذ وحماية الثورة.. ذلك معلوم بالضرورة لمن يقدرون دور الفرقة، ومنتقدٌ بشدة من المخالفين.. وطالما استؤنفت الدراسة بشكل رسمي، ورفعت جزء من الساحات، وطبّعت كثير من الأوضاع الأمنية في العاصمة، فمن غير المقبول أن تبقى الجامعة كثكنة ملحقة بالفرقة.
& & &
في موازاة تلك المشكلة التي يعمل لأجلها كثير من طلاب الجامعة.. يحتاج الطلاب إلى إعادة بناء كيانهم الطلابي الهزيل، الذي بات في حالة موت سريري.. لا أدري بالضبط متى ترأس رضوان مسعود اتحاد الطلاب، لكن السنوات التي أعرفه كرئيس للاتحاد تكفي لتحضير الدكتوراه، وعودته للعمل في الجامعة وتخريج طلاب بكالوريوس على يديه.. بيد أن سنوات سلطته على الاتحاد تبدو أطول مما استحضره بكثير، ربما تكون كافية للدراسة في عدد من كليات الجامعة بما يبقي حضوره طالباً-رئيساً للإتحاد..
لا معنى لأن يكون الطالب ثائراً على نظام حكم مستبد عمّر طويلاً في الحكم، وهو لا يمارس الديمقراطية بشكل نموذجي وليس مثالي في إطاره الصغير، الذي يفترض به أن يكون رافعة لهموم ومعاناة الطلاب، وواجهة لحل مشاكلهم العامة وربما الخاصة.
وإذا كان حزب الاصلاح قد احتكر رئاسة اتحاد طلاب الجامعة كانتصار ذي مغزى طيلة سنوات معارضته لحكم صالح، فإنه وقد اقترب من تولي مركز الحكم سيكون أكثر احتكاراً للاتحاد وبشخص واحد، يوجد مئات البدلاء له في إطار تكوينه الطلابي، وليس خارجه..
مستوى التعليم في البلاد لا ينقصه ما يدور في جامعة صنعاء من خلافات على مستوى القمة والقاعدة.. والديمقراطية الهزيلة حتى اللحظة الراهنة لا تحتاج إلى مزيد من التشويه بسياسة الاستحواذ على النقابات والاتحادات بما فيها اتحاد طلاب اليمن..
الطلاب بحاجة إلى اتحاد قوي مستقل عن الحكومة، ورئاسة الجامعة، حتى وإن اختيرت قياداته بناء على تنافس ديمقراطي راقٍ بين القطاعات الطلابية للأحزاب والمستقلين، بما يؤهله للدفاع عن حقوق الطلاب، وتبني قضاياهم، وتقديم خدمات ميسرة لهم بما أتيح له من إمكانات مالية..
طلاب جامعة صنعاء -وذات الأمر ينسحب على بقية الجامعات اليمنية- يشكلون نواة الدولة المدنية، وعنوان مستقبل اليمن، وإذا ما أديرت شؤون الجامعة بعقلية استحواذية اقصائية متخلفة، تستلهم سياسات مراكز القوى المتشكلة حالياً، وسلمت بالتبعية والأبوية، وهمشت خيارات الديمقراطية والمدنية والعمل النقابي في أرقى مؤسسات البلاد، فسيكون ذلك إيذاناً بدولة شكلية أكثر تخلفاً من سابقتها..
في جامعة صنعاء تتشكل أهم ملامح الدولة المدنية الجديدة.. الدولة والأحزاب والعسكر والطلاب، وجميعهم من المنادين بخيار الدولة المدنية، في اختبار جدي لمصداقية دعواتهم تلك، وعليهم أن يتعاملوا بمسؤولية تجاه مستقبل الجامعة.. مستقبل اليمن..
http://algomhoriah.net/articles.php?lng=arabic&id=34275

السبت، 15 سبتمبر 2012

غزوة السفارة !.. سامي نعمان



اقتحموا.. أحرقوا.. عبثوا.. ونهبوا.. كذلك أعلنوا حبهم للرسول وداسوا على قيمه
 
متظاهرون يقتحمون السفارة الامريكية بصنعاء احتجاجاً على فيلم مسيء للرسول (ص)- سبتمبر 2012
السبت 15 سبتمبر 2012
أن ترى شخصاً يستبسل في التخريب وإشعال الحرائق في مبنى ذي حرمة وسيادة، وآخر متأبطاً جهازاً نهبه من هناك، فلن يكون منطقياً أن تعلق على مشهد كهذا بالقول إنهم خاضوا -على طريقتهم- معركة مقدسة لتأكيد الغيرة على الاسلام، والإنتصار للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..
ما كان أغنانا عن تصرف أهوج من قبيل استباحة السفارة الأمريكية بصنعاء، وتكسير أبوابها والعبث بمحتوياتها، ونهب ما أمكن حمله من أجهزة ومعدات متاحة، لينتهي بحصيلة مؤلمة وخائبة: قتلى وجرحى ،قد يكونون من خارج فتوات النهب والتخريب، وصورة مشوهة للإحتجاج السلمي المسؤول، وسمعة سيئة عوضاً عن إحراز الهدف النبيل..

احتشد الخميس الماضي شباب من مختلف التيارات المتناقضة، والزعامات الدينية المتحاربة، وآخرون لا علاقة لهم بالتيارات، أمام السفارة الامريكية بسعوان.. كان الإحتجاج سيمثل لوحة وطنية رائعة إذ اتفق أولئك على «أمر جامع» أخيراً.. لكن تلك الوحة تحولت إلى سلوك همجي أهوج بسبب غياب التنظيم، وتهور البعض، ونية مبيتة لدى آخرين بتحقيق ما يعتبرونه هزيمة لأمريكا والنظام معاً، وإضافة لذلك كان هناك دولة غائبة للأسف، إذ شارك جنود من الأمن في تسهيل دخول النهابة الى مبنى السفارة المحصن لإكمال غزوتهم المقدسة..
الاحتجاج السلمي بمختلف أشكاله هو سلوك حضاري لأي مواطن أو جماعة للتعبير عن رفض ممارسات أو سياسات يرون فيها مساساً بحقوقهم أو معتقداتهم، حتى وإن كان هناك تفاوت في تقدير مستوى الضرر أو قانونيته، أو حتى المسؤول عنه -كما في هذه الحالة- شريطة الاحتفاظ بخيار السلمية..
لست في معرض إقناع المحتجين بعدم علاقة إدارة أوباما أو سفارته في صنعاء أو القاهرة أو بنغازي، خصوصاً أنهم ينظرون-في هذا الأمر- إلى الإدارة الامريكية وكأنها تحكم إحدى جمهوريات «الموز» العربية، التي لا تعرف نظاماً ولا قانوناً ولا قيماً ديمقراطية غير تلك التي يقررها مزاج الحاكم، إذ الأمر مرتبط بحرية التعبير المقيدة فقط بما يقرره القضاء بناء على دعوى يرفعها أي متضرر من رأي أو عمل مرتبط، وليس مرتبطاً البتة بالفندم أوباما، الذي لا يستطيع أن يدعي يوماً أنه الدولة أو أي من مؤسساتها غير ما هو مندرج تحت إطار صلاحياته في الدستور والقانون الامريكي!!
المشكلة التي تتجسد لدينا أيضاً هي أننا لم ندرك يوماً أو نعرف معنى الدولة أو مؤسساتها أو قيمها، أو ثقافتها، وذلك ما يجعلنا نتورط في أعمال مشينة كهذه، ويحرمنا من محاولة تفهم ثقافة الآخرين، ومبرراتهم..

يعيش في أمريكا ملايين المسلمين -بينهم عشرات الآلاف من اليمنيين- ضمن مجتمع متنوع من كل الأديان والأعراق، في حالة من الانسجام الإجتماعي المبهرة، حيث يسود احترام الحريات الشخصية والمعتقدات، ويكون القضاء هو المرجع في حال التعدي على حقوق الآخرين أو خصوصياتهم أو معتقداتهم..
ماذا لو كانت امريكا من جمهوريات الموز العربية-ثقافة وليس قوة طبعاً- التي تتدهور العلاقات بين حكوماتها وشعوبها تبعاً لنتائج مباراة كرة قدم طبعاً؟! لكانت سفارات اليمن وليبيا ومصر قد نهبت خلال دقائق ووجدوها فرصة لترحيل ملايين العرب والمسلمين من بلادهم امريكا التي تحترمهم أكثر مما تفعل دولهم «الأم».. هم مواطنون كاملو الجنسية يتمتعون بكافة الحقوق كغيرهم الذين ولدوا هم وآباؤهم وأجدادهم هناك..
هنا في اليمن تلاحقك العنصرية إن كنت شمالياً في الجنوب؛ أو جنوبياً في الشمال؛ زيدياً في معقل سني؛ أو شافعياً في معقل الزيدية.. بطريقة أو بأخرى فإنك تصطدم يوماً بسلوك عنصري قد لا يكون عاماً لكنه أيضاً ليس نزعة فردية..

تحدث الأستاذ محمد عبدالله اليدومي الأربعاء في برنامج بلا حدود كلاماً جميلاً عن العلاقات اليمنية الأمريكية ودورها في التسوية السياسية.. كان جميلاً أن يطالب بالتفريق بين الدعم الأمريكي لليمن، والأخطاء الأمريكية التي اعتبرها تركة ثقيلة من النظام السابق، وهذا توازن يحسب له، مع تحفظي على تهربه من تحديد موقف واضح وجريء تجاه الغارات الأمريكية وقتل الأبرياء، مع أن اتخاذ موقف كهذا سيحسب له حتى عند الأمريكيين أنفسهم ولن يحسب دفاعاً عن القاعدة..
أمريكا دولة ذات مصالح في اليمن، وإن لم تعمل لأجل مصالحها أولاً فإنها تكون خائنة لشعبها.. وهذا ما يحتم علينا أن نعمل وفقاً لمصالحنا، وان لا نسهم في إثارة النزعة العنصرية ضد المسلمين في أمريكا، بمعاداة الإمريكيين وإدارتهم والتهجم على مصالحها، وإرهاب دبلوماسييها ومواطنيها هنا وربما قتلهم-كما حدث للسفير الأمريكي في بنغازي- لمجرد أن هاوياً مغموراً ربما يرقى إلى درجة مخرج أنتج فيلماً مسيئاً للرسول (ص) وصنعنا من فيلمه التافه معجزة كونية، ومنه نجماً لاح للعالم فجأة..
موقف فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي كان مسؤولاً، يرقى إلى مستوى معالجة تلك الهمجية التي قام بها الفاتحون للسفارة، موقفه يرمم الهزالة وتقصير أجهزة الدولة الأمنية في حماية السفارة.. موقف مسؤول ينبغي أن يتبعه التزام ومحاسبة في حماية مصالح الدول الأخرى في اليمن..

القضية ليست -كما يصورها البعض- مجرد حرص على «صورتنا أمام العالم»، بعد أن تحسنت خلال انتفاضات الربيع العربي.. تلك ليست أولوية أو هدفاً جوهريا ولا ينبغي لها أن تكون نزعة متكلفة إرضاء للآخرين..
بل هي احترام للذات، التزام بالقيم الدينية والحضارية والإنسانية؛ التي مسخت كثير منها طيلة عقود بسياسات ممنهجة وتسليم اجتماعي متخاذل -لمصلحة متنفذي المركز.. انتصار للمبادئ التي انتهكت ونهبت كما السفارة وأجهزتها..
ذواتنا أولى بالإحترام وقيمنا بالإلتزام، من تكلف تحسين الصورة لنفاق الخارج..

الإساءة للاسلام وللرسول الكريم مدانة ومستنكرة أياً كان مصدرها، وهو أسمى وأعظم من أن تطاله سخافات الأغبياء والعنصريين.. ورسالة الإنسانية التي جاء بها النبي الكريم «رحمة للعالمين» أعظم من أن يطالها أي مس أو تشويه بعد ثبات مطرد طيلة ما يقارب أربعة عشر قرناً من الزمان..
إذا تصرفنا بتلك الطريقة الهمجية، ونحن دعاة الإحتجاج السلمي والدولة المدنية، فما الذي ننتظره من المتطرفين والقاعدة والجماعات الإرهابية التي تعيش زمن ما قبل الدولة، ولن نجني -تبعاً لذلك- أكثر من الخيبات..





غيورون على الرسول الكريم ينهبون أجهزة السفارة الامريكية بعد اقتحامها- سبتمبر 2012

غيورون على الرسول الكريم ينهبون أجهزة السفارة الامريكية بعد اقتحامها- سبتمبر 2012




نشر المقال في صحيفة الجمهورية بتاريخ 15 سبتمبر 2012

الثلاثاء، 31 يناير 2012

ضمائر محروقة!!


هذا الرجل (مساعد/عبدالله صالح الوادي) ضابط في اللواء 127 التابع للمنطقة الشمالية الغربية أحرق نفسه السبت الماضي "احتجاجا على على توقيف راتبه وراتب اخيه الشهيد في المعركة الغلط بصعده، منذ سبعة أشهر.. وفي رواية اخرى انه كان يبحث عن تقاعد مبكر..(تقول مصادر صحيفة الأولى)..

لسنا بصدد التحقيق في الامر وادانة جهة ما... وخبر الأولى لا زال غير دقيق حتى اللحظة مع تعدد رواياتها عن سبب احراق الرجل لنفسه.. خصوصا ان المصدر الذي صرح للأولى وصف بأنه مقرب من الضحية، لكنه يتحدث بعدم ثقة وبشك عن سبب احراق الرجل لنفسه، خصوصا ان الضحية لا يزال يتحدث، وما دام مقربا فبإمكانه ان يستنطقه..

عموما ليس هذا حديثنا ويحسب للصحيفة انها تجاوزت الطابوهات "الثورية" وكشفت عن حادثة كهذه..

الحادث وقع.. وهناك حالة احراق تحتمل كل الاسباب..

لكن لكم ان تتخيلوا هذا الرجل احرق نفسه في بوابة معسكر السواد أو في ميدان السبعين..

ستستنفر وسائل الاعلام "المستقلة" والمشتركية كل امكانياتها للحديث عن الجريمة..

ولن يتجرأ احد عن مجرد طلب الهدوء حتى تتكشف ملابسات الحادث..

أتمنى ايضا ان لا يكون التضامن مع الضحية هو من قبيل تصفية الحسابات مع قائد الفرقة.. القضية انسانية بحتة وتحتاج لقليل من الانسانية..

الانسان لا زال مادة للاستهلاك الاعلامي والابتزاز السياسي في اليمن،

احرق البوعزيزي نفسه فاشتعلت ثورات الربيع العربي..

واحترق "الوادي" امام الفرقة، دون ان يرمش للانسانية العوراء جفن في اليمن..

الفرقة الاولى ليست جيش أسامة،

وعلي محسن ليس خالد بن الوليد، جب ما قبله، ولا عثمان بن عفان، ما ضره ما صنع بعد اليوم (رضي الله عنهما)..

ان يكون هناك تخاذل حقوقي ونظرة لا انسانية منا جميعا في التضامن مع رجل احرق نفسه، لمجرد ان الطرف الآخر (الذي قد يكون سبباً، وقد لا يكون) من انصار الثورة، فهذا يعني ان هناك ثمة ضمائر محروقة..


* الصورة لصحيفة الاولى

السبت، 28 يناير 2012

المشيخة!!..

المشيخة!!..

سامي نعمان

لا يستقيم الحديث عن دولة مدنية في ظل بقاء نتوءات داخلية تجتزئ هيبة الدولة باحتكار أو مشاركة جزء من مهام مؤسساتها..

ولا معنى لثورة غيرت نظاماً حاكماً بمعناه المرتبط بإدارة الدولة، وتمددت لتطال مفاصل المؤسسات التي أصبحت بمثابة إقطاعيات خاصة، وتقف متململة إذا تعلق الأمر بأهم العوائق التي تحد من حضور الدولة بشكلها الأدنى، وما يترتب على ذلك من تغييب لأهم القيم الاجتماعية والإنسانية والمدنية.

المقصود هنا ثورة من نوع آخر على مراكز قوى ونفوذ اجتماعية عززت حضورها ومكانتها كجزء من سياسة ممنهجة كلية تهدف في مجملها لتعزيز الوفاء لشخص المركز، على حساب مؤسسات الدولة، وتستهدف في جزئيتها هذه تدجين المجتمع المدني، حتى في المحافظات التي كانت تتمتع بأساس مدني لا بأس به كان متمدداً حتى الأرياف كما تعز والحديدة ولحج وحضرموت وغيرها، ليستبدل بنموذج مسخ أصبح فيه بعض المشايخ قضاة ومدراء أمن ومجالس محلية ومدراء مستشفيات ومدارس في آن، وإن لم يكونوا هم، فمن يختارون لتولي بعض تلك المهام..

أتذكر رجلاً طاعناً في السن، لا يجيد القراءة والكتابة، في احد أرياف ماويه كان يقصد “الناحية” (إدارة المديرية) ماشياً على قدميه، كلما دخل في إشكال يستعصي التفاهم حوله مع غريم له، منتصف التسعينيات.. يحاول البعض، اقناعه باللجوء إلى الشيخ لحل المشكلة، فيرد عليهم “أنا على دولة لي أو عليّ قلك شيخ”، رغم أنه لم يكن في كل الاحوال متيقناً من كسب الشكوى لصالحه.. وهذا يشير إلى وجود أرضية ملائمة لدى المواطنين البسطاء لتقبل حضور الدولة رغم عدم يقينهم من إيجابية حضورها وعدالتها وكونها في الغالب شيخاً بقناع رسمي..

اليوم تنسحب القضايا من مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية لتعود إلى المشايخ ، ليس لأن الشيخ قادر على حل القضية برضى الطرفين أو قناعتهم، بل لأن ممثلي الدولة ذاتها أصبحوا لا يجرؤون على منازعته سلطته على رعيته، وهو المدعوم من “شيوخ” السلطة المركزية العليا، لأنه تدخل في الشأن الداخلي لمنطقة الشيخ الذي يتولى الفصل في القضايا بحكم نهائي قد يكون عادلاً أو جائراً، المهم أن لا أحد في الغالب يجرؤ على نقضه او رفضه، فالسجن ينتظر وإثارة كل الأوراق ضده واردة، وفوق كل ذلك يدفع المتخاصمون غرامة فوق طاقتهم للشيخ، أو ما يسمى “أدب”، يقول بعض المشايخ إنه ضروري حتى لا تتكرر المشاكل وليس لأنهم بحاجة له!

كانت مدينة الراهدة من أرقى نماذج المجتمعات المدنية في اليمن على الاطلاق، وتخلق فيها مجتمع مدني متعايش تجاوز حدود التمييز العنصري على أساس العرق واللون والمهنة المنتشر في معظم ارجاء اليمن، لكن يداً عبثية طالت كثيراً من تلك القيم المدنية الراقية لتتحول الراهدة الى جغرافيا صراع مشيخي فاحش أفسد كثيراً المظاهر الجميلة في حياة الناس.. وتم تفريخ شيوخ، ونجل الشيخ أصبح شيخاً، حتى أن مدير المدرسة أو مديرتها، لا يكون إلا من يرضى عنه هذا الشيخ أو ذاك.. لا بل حتى الأستاذ والحارس والفراش وعامل النظافة..

لقد أصبحت “المشيخة”، أقرب الطرق للوصول إلى مناصب الدولة، وعضوية مصلحة شؤون القبائل، رصيد كافٍ لأي طامح للوصول إلى المناصب العليا في السلطة، فصار الشيخ وزيراً ووكيلاً لوزارة، لمحافظة، مديراً لمديرية، وهو الأكثر حظاً وأهلية عند بعض الأحزاب لتمثيل رعيته في مجلس النواب، من حملة الشهادات العليا، ولكم أن تقرؤوا تركيبة طويل العمر مجلس النواب الحالي، لتقرؤوا خارطة حملة مؤهلات البكالوريوس فما فوق، وكم هم حملة مؤهل “شيخ”.

وإذا كان إسقاط النظام الإقطاعي الفاسد قد استغرق من اليمنيين كثيراً من الوقت والدماء ورفع تكاليف حياتهم، فإن بناء النظام مهمة ليست بالهينة، وربما تحتاج البلاد أضعاف وقت الاسقاط لتتلمس ثمار البناء، إذ يحتاج ذلك لعمل جمعي شامل، بعيداً عن الأنا والتخاذل، وهذا قطعاً لا تستطيع فرضه الحكومة بأجهزتها لوحدها، خصوصاً فيما يتعلق بمراكز قوى اجتماعية تمثل دويلات داخل الدولة، وهذا ما لا ينبغي لأحد أن يقبل به، حتى لا نعود لذات المربع الاول..

ليس المقصود هناك تكرار ثورة إسقاط النظام أو ثورات المؤسسات ضد المشايخ، الأمر أبسط من ذلك بكثير.. ليبق المشايخ كوجاهات اجتماعية تساعد في حل مشاكل الناس برضاهم وقناعتهم، لكن دون إكراه أو إجبار، دون أن تنال من النظام والقانون والدولة، ودون أن تسلب خيارات الناس وقناعاتهم وحرياتهم وحقوقهم في العدالة القضائية، وإلا فالرفض خيار الناس في ظل وجود منظمة قضائية وقانونية متكاملة تصون حقوق الناس وتحفظ كرامتهم..

لا يمكن لدولة مدنية أن تتخلق بشكل يقترب من المثالية ونحن نسلم ببقاء مراكز قوى مؤثرة على حقوق وحريات الناس وتتحكم حتى في مصادر أرزاقهم.. قيم الدولة المدنية في حدها الأدنى تتنافى مع بقاء دويلات داخل الدولة، وتتعارض مع سلطة مصلحة شؤون القبائل بشكلها القائم، وصلاحيات منتسبيها المطلقة.. لن تكون هناك مواطنة متساوية إذا ظلت سلطة المشايخ تنازع الدولة على هيبتها، وظل كثير من المواطنين يعيشون بعد الثورة كرعايا..

saminsw@gmail.com

http://algomhoriah.net/articles.php?id=27662

الخميس، 26 يناير 2012

صالح في لغز جديد ومحير .. يسبب الصداع!!


صالح في لغز جديد ومحير .. يسبب الصداع!!

الجمهورية - سامي نعمان

يبرع الرئيس علي عبدالله صالح، كعادته، في اثارة اللغط والجدل حول تحركاته وخطواته وقراراته المستقبلية، محافظاً على احتمالات متناقضة كلها محتملة لا يقطع يقينها سواه، ومخلفا صداعا لا يصيب من يعنيهم بشكل مباشر قراره، كالإدارة الامريكية في موضوع سفره للعلاج في بلادهم، كما صرحوا، بل يصيب المهتمين بشأنه حكومات وسياسيين ودبلوماسيين ومحللين وصحفيين، تبعا لارتباط مناوراته بمستقبل بلد مضطرب يشهد احتجاجات شعبية واسعة النطاق تستهدف نظام حكمه، ويواجه في ذات الوقت جملة تحديات خطيرة ومعقدة تهدد أمن الاقليم، ومصالح العالم..

لغز جديد ومحير، يضاف إلى سلسلة ألغازه السابقة المثيرة للجدل، يتمحور حول مستقره النهائي، او ما قبل النهائي بعد رحلته العلاجية في نيويورك.. فهل سيقبل باللجوء في دولة خليجية، أم سيصر على العودة إلى صنعاء؟ والاجابة عن ذلك هي محور الجدل المحتدم في الاوساط السياسية والاعلامية والرسمية المحلية والدولية ..

في آخر خطاب له يوم الاحد الماضي أظهر الرئيس صالح مشاعر الوداع بتقديمه الاعتذار للشعب اليمني عن اخطائه خلال فترة حكمه، بيد أنه تحدث صراحة عن نيته العودة إلى البلاد لتتويج نائبه خلفاً له، وتسليمه السكن الرئاسي والعودة إلى منزله وفقا للبروتوكولات المتعامل بها، أكثر من ذلك، صرح بنيته مزاولة العمل السياسي عبر قيادة حزبه في الفترة المقبلة.. وهو ما يؤكد عليه قيادات رفيعة في حزب المؤتمر الشعبي العام، وتحدث سلطان البركاني عن شجاعة ورباطة جأش الرئيس التي ستدفعه للعودة لقيادة دفة الحزب خلال المرحلة المقبلة..

بيد أن ذلك ليس مقنعاً بالنسبة لكثير من المهتمين، فهناك معلومات معتبرة تتحدث عن ترتيبات لإقامة صالح في سلطنة عمان، يضاف إليها معلومات سابقة سمت الامارات والسعودية كخيارات محتملة ومفتوحة أمامه..

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية في مسقط تأكيدها إن الرئيس صالح يسعى للاقامة في السلطنة، التي تبدو مترددة – حسب المصدر- حتى الآن في قبول استضافته خوفا من الاضرار بعلاقاتها مع أي حكومة يمنية في المستقبل، وهي التي انهت في عهد صالح حقبة صراع حدودي مرير على حدودها مع اليمن الجنوبي السابق.

وكالة الأنباء اليمنية سبأ تجاهلت في خبر متأخر الاشارة الى مغادرة صالح إلى مسقط، وذكرت (الاثنين) أن الرئيس صالح غادر صنعاء (الأحد) متوجها إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج، وأشارت إلى ان صالح استقل طائرتين رئاسيتين (جامبو 747، بوينج 727)، وهما طائرتان حكوميتان مخصصتان لتنقل الرئيس وكبار رجال الدولة، ما يشير إلى ضرورة استخدام الطائرتين في نقل مستلزمات خاصة، تقول بعض المصادر الاعلامية..

البيت الابيض، على لسان المتحدث باسمه جاي كارني، صرح الاثنين، ان صالح سيبقى في الولايات المتحدة لفترة محدودة فقط للعلاج، واكتفى بالحديث عن اهمية غيابه عن اليمن في هذا "المنعطف الخطير" الذي من شأنه ان يساعد اليمن في تسهيل انتقال يكمل نهاية حكمه (..) ويكون له في النهاية أثر ايجابي على حقوق وكرامة الشعب اليمني.".

وزيادة على ذلك أكد السفير الاميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين الثلاثاء ان الرئيس صالح سيتوجه في الايام القليلة المقبلة الى الولايات المتحدة، قادما من مسقط، مشيرًا الى ان مدة بقائه في اميركا، حيث سيتلقى العلاج، مرتبطة بما يقرره الاطباء، مشدداً على أن صالح لن يطلب اللجوء في الولايات المتحدة، وهو "غير مقيد الحركة"، ويمكنه العودة الى بلاده متى يشاء.

غير أن مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة تؤكد أن الرئيس صالح سيعود للاقامة في دولة خليجية، والأرجح انها باتت محصورة في خيارين إما سلطنة عمان أو دولة الامارات التي يتردد منذ اشهر أنه يجرى الاستعداد لترتيب اقامته فيها، وتم نقل الكثير من متعلقاته في وقت يتواجد فيها بعض افراد اسرته هناك، قبل أن تسلط الاضواء على مسقط كملجأ جديد للرئيس صالح..

وفي هذا السياق كشفت جريدة الخليج الاماراتية عن تخريجة قانونية لمنع إقامة صالح بشكل دائم في الولايات المتحدة، حسب مصدر أمريكي.. موضحة أن الشرط الامريكي بتوقف صالح أولاً في بلد آخر (سلطنة عمان) قبل وصوله إلى الولايات المتحدة جاء للتأكد من عدم سريان قانون اللجوء السياسي الدولي على الرئيس اليمني . وأشار إلى أن البلد المرجع لطالب اللجوء هو أول بلد يتوقف فيه بعد مغادرته بلده الأصلي ، مستبعداً عودة سريعة له إلى اليمن وفي ذات الوقت لن يبقى كثيراً في الولايات المتحدة.

ذات الصحيفة الخليجية كشفت عن مصادر سياسية مقربة من صالح استبعادها عودته إلى ممارسة العمل السياسي بعد خروجه المرتقب من السلطة في 21 من شهر فبراير المقبل، ونقلت "الخليج" عن مقربين من صالح قولهم انه كاشفهم بعدم رغبته في البقاء خارج اليمن لمدة خمس سنوات، بل لسنتين على الأكثر حال توافرت الظروف المواتية لذلك ...

وترددت أنباء عن حل وسط، كثمن للحصانة، اقترحه جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة وسفراء غربيون للموازنة بين شرط اللقاء المشترك خروجه وجميع المشمولين بالحصانة من البلاد والعمل السياسي نهائيا، وبين اصرار صالح واعوانه على حقهم في الاستمرار في البلاد وفي استمرار أعوانه المحصنين في مواقعهم..

فايرستاين نفى ان تكون بلاده قد تدخلت للبحث عن مقر لجوء للرئيس، ولا توجد لديه أية مؤشرات حول نية الرئيس طلب اللجوء السياسي"، وما مروره في مسقط إلا اجراء متفق عليه بين الطرفين.

ويبدو أن الجانب الامريكي يتحاشي الخوض في هذا الجانب رغم أنه مطلع على الكثير من الخبايا المتعلقة بترتيباته، لكنهم يضعون في اعتبارهم أن الخيارات غير المتوقعة تصبح واردة، بل أمرا واقعا حينما يتعلق الامر برئيس يجيد غزل المناورات كصالح.. فهم قد خبروه جيداً، كما صرحوا، وتفاجؤوا بعودته من الرياض في 23 سبتمبر الماضي وخلطه كل الاوراق المرتبة حينها لتوقيع اتفاق نقل السلطة مع النائب، ما أدى لتأخرها لشهرين اضافيين.. وفضلا عن ذلك سجالاته الاخيرة حول السفر إلى أمريكا والتراجع عنه.. وبالتالي فإنهم مجبرون لترويض انفسهم على تقبل كل الخيارات المتاحة أمام صالح..

ويشاطرهم في ذلك مناوئوا صالح بمن فيهم المحتجون في الساحات الذين تعاملوا بحذر مع مسألة خروجه.. فهم لم يركنوا لذلك هذه المرة كسابقات لها، تفادياً للوقوع في مطبات سابقة دفعتهم للاحتفاء بخروجه، ليشكل رجوعه تأثيرا سلبيا على معنوياتهم، إلى حد ما..

ويوم الاثنين اجتمع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بالسفراء، الراعون للمبادرة وآليتها، وكان ملاحظا في الخبر الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية سبأ نقل اقتباسات لنائب الرئيس خرجت عن نمطها التقليدي، في التغطية على الاقل، إلى الحديث عن مرحلة قادمة ومغايرة تتلافي سلبياتها، وتحدث النائب الذي يقترب كثيرا من كرسي السلطة، عن تطلعات الشعب بدولة مدنية، وتأكيده على ضرورة الوصول الى يوم 21 فبراير الذي سيعلن فيه رئيساً خلفا لصالح.. كما أشاد بالاحزاب السياسية ومسؤوليتها الوطنية وحرصها على مصلحة البلاد.."نحن أمام تحديات كبيرة ... ولم يعد هناك بعد اليوم مكان للإهمال والتقاعس أو تكرار الاعتداءات على الطرقات أو البني التحتية"، قال هادي متخففاً من أعباء ثقيلة كانت تفرض عليه حتى وقت قريب اتهام اللقاء المشترك بقطع الطرق، والانقلاب على الشرعية الدستورية..

ويبقي الرئيس لغزاً مستعصيا على قدرات السياسيين والمحللين والدبلوماسيين في استقراء خطواته المقبلة، فالرجل يؤكد أنه سيعود هذه المرة خلافا لمرات سابقة كان يتوقع منه البقاء خارج البلاد، لكنه عاد.. خلافا لوعود كثيرة ومتناقضة اطلقها في مناسبات مختلفة يقول مسؤول امريكي إنها تسبب لهم الصداع..

ويرى مراقبون ان تأكيد عودته ليس أكثر من مكابرة تخفي اعلان المغادرة النهائية، وتبقي على مؤشر مرتفع لمعنويات المقربين منه مسؤولين ومناصرين..

آخرون يرون ان مناورات صالح تقتضي التعامل مع كل الاحتمالات مهما كانت مستبعدة، وطالما أن احتمال عودته لا زال قائما، في ظل غياب التزام رسمي يؤكد عدم عودته، وما اشاعة اخبار لجوئه لسلطنة عمان سوى فرقعة كتلك التي ورط بها أمين عام الامم المتحدة، حين اعلن صرح ان صالح سيذهب للعلاج في امريكا بعد توقيع المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر الماضي، ليتفاجأ الجميع بمن فيهم بان كي مون ان صالح قفل عائدا إلى صنعاء، واستخدم امين عام الامم المتحدة لتمرير مناوراته، أو احتياطاته الامنية ربما..

يبقى القرار النهائي كالعادة ملازما لمقاربات وحسابات ومغامرات الرجل ولن يكون بالامكان الخروج بإجابة شافية على الأرجح حتى ينشر احد خبرين.. اما اعلان عودته إلى صنعاء، او اعلان السلطات العمانية، أو أي دولة أخرى، استقرار الرئيس "السابق" لليمن فيها.

saminsw@gmail.com

http://www.algomhoriah.net/news_details.php?sid=38067