السبت، 6 أكتوبر 2012

جبران الويس.. واقع الحال في الجامعة..


واقع الحال في جامعة صنعاء
إما طالب يدرس في معسكر
أو عسكري يتمرن في جامعة
ومثلما كان هذا العكس واقعآ
فقد إنعكست كذلك روح العسكرة في نفوس الكثير من الطلاب
نسوا أنهم قبل أعوام رفضوا مجرد حارس عسكري وطالبوا بحراس مدنيين
الآن إختلفت نظرتهم للحرم الجامعي فقد أصبح الخرم الجامعي الذي لاتسده إلا بيادات العسكر
فهم يرون أن المطالبين بإخراج العسكر ليسوا طلابآ في الجامعة وإنما مستوردين من سوق صعده والسبعين
أكيد أيضآ مدعومين من إيران
هم يرونهم مرتزقة وبلاطجة يحاولون شق القاعة وتفريق الجماعة _
كيف لطالب أن يدرس في قاعة خالية من روائح جوارب العسكر فقد أدمنوها
كيف لطالب أن يحظر درسآ في جو من البارود المنعش
كيف لطالب أن يتمشى دون أن تطربه زقزقات الحناجر ويافندم
كيف لطالب أن تنقطع يداه عن تقديم السلام العسكري أثناء دخوله وخروجه أرض الخرم الجامعي
كيف وكيف وكيف
ما أجمل أن يتخرج طالب الآداب برتبة نقيب وطالب الحقوق برتبة رائد وطالب المحاسبة برتبة ملازم
ما أروع العسكر يزينون الخرم الجامعي كالشوك في ساق الزهرة
يمنعون القاعات من الإنفجار
يحمون أرواح الطلاب من أساتذتهم بكل بسالة ويفشلون مخططات القاعدة وتفجيراتها ومحاولات إيران للسيطرة عليها ويدحضون أحلام الحوثي في زعامة الإتحاد ويفشلون أطماع صالح في رئاسة الجامعة .
حقآ أيها العسكر
هذه جامعتكم ونحن عسكركم وفي الأخير حيابكم حيابكم

جمعة حقوق المغتربين..

لو كانت الثورة بنسختها الحالية انسانية بقدر بسيط للغاية.. لكانت سلطتها فكرت الف مرة قبل اعلان جمعة المغتربين دون حقوق المهمشين (الأخدام) الذين يعاملون بعنصرية مطلقة في الداخل، وربما من قبل كثير من هؤلاء المتضامنين مع المغتربين..
أشهد إنه لم يعد هناك داع لبقاء خيمة او منصة، او ساحة، او تسمية جمعة، أو خطبة .. وأن بقاءها شكلي وفارغ، أبسطه امتيازات ومصالح، ومواجهة الاصطفافات ذات الأبعاد الإقليمية والدولية، عبر أدواتها في الداخل..
أكبر خدمة يقدمها "الثوار" للانسانية بنسختها اليمنية المهدرة، هي الرأفة بالسكان قليلاً وعدم مواجهة معاناتهم بشطحة استمرار الثورة..
على مصلي الستين أن لا يكفوا عن العبث..
وعلى مصليي كنتاكي عدم المزايدة على الثورة، باسم المؤامرة..
لو كانوا يثقون بأنفسهم بقدر بسيط جداً لخففوا المعاناة عن عباد الله، ورفعوا خيامهم الفارغة، وتجمعوا متى دعت الضرورة..
عموماً من يدري..
ربما تتقدم الانسانية وفقاً للخصوصية اليمنية ابتداء من قمة الهرم إلى قاعدته..
من المغتربين إلى المهمشين..

عسكرة التعليم.. ومأزق الإتحاد!


سامي نعمان
السبت 06 أكتوبر-تشرين الأول 2012

===================

حينما اندلعت انتفاضة الربيع العربي في تونس وتزامناً مع انتقالها الى مصر، أو قبل ذلك تقريباً، أمسك طلاب جامعة صنعاء وعدد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين بزمام المبادرة وشكلوا نواة الانتفاضة اليمنية للمناداة بدولة مدنية حديثة، مهما اختلفت التقديرات حول تاريخ انطلاقها رسمياً..
"المدنية" ليست جديداً في قاموس أجيال طلاب جامعة صنعاء المتعاقبة، فهم كانوا يطالبون بحرس مدني للجامعة، وتخفيف القبضة الأمنية وما يترتب عليها من توترات تصل حد القتل أحياناً..
هؤلاء الطلاب لا ينبغي أن يكافؤوا على أحلامهم "المدنية" التي تعدت أسوار الجامعة لتشمل البلاد كلها، بإضافة قوة عسكرية تطغى على الوجود الأمني الذي كان محصوراً في حراسة المنشآت كحراسة نظامية، إضافة لضباط وجنود الأمن السياسي المنتشرين، كجزء من سياسة أمنية بليدة تحكم البلاد بمجرد الحضور أحياناً..
كان مطلب استبدال الحراسة الأمنية بالمدنية مهمة مقدسة لاتحاد طلاب اليمن، بقيادته الشائخة - ديمقراطياً طبعاً – إذ كانت تعزو معظم مشاكل الطلاب الى الحراسة الأمنية، وكان الحرس المدني هو البند الأول في أي بيانات يصدرها الاتحاد او أي مفاوضات مع رئاسة الجامعة..
لم ينطق المتحدث باسم الفرقة الأولى مدرع لينافح عن وجود قواتها في حرم الجامعة، ضداً على رغبات الطلاب وتعليمات اللجنة العسكرية، بل تحدث بالنيابة رئيس الاتحاد رضوان مسعود ليبرر تواجد قوات الفرقة الكثيف داخل الحرم الجامعي بشكل معيب وهزيل.. معيباً أن يتحدث رئيس الاتحاد باسم الفرقة الأولى مدرع ضداً على رغبة من يمثلهم.. هزيلاً في طرحه "المناقض" بأن لا مشكلة لدى الفرقة في إخلاء الجامعة وأنها مستعده للتفاهم بشأن خروجها..
القضية ليست بحاجة إلى تفاهم، بقدر ما هي بحاجة إلى إجراء جاد وعاجل يقضي بعودة الجنود إلى ثكناتهم السابقة.. ولا داعي لفرز الطلاب وتصنيفهم بناء على مواقفهم من وجود الفرقة أو قبولهم لها تبعاً لتحالفات أو اصطفافات سياسية أو أيديولوجية معينة..
كنت أتمنى لو حضرت مشكلة تواجد الفرقة في الحرس الجامعي كسؤال في حوار الجمهورية الأسبوع الماضي مع اللواء علي محسن الأحمر، لنعرف جزءاً من مبرراته لهذا التواجد الذي يتناقض مع خيار الدولة المدنية التي ينشده قائد الفرقة والذي أعلن عنه لحظة إعلان تأييده للثورة..
عموماً بإمكان الفرقة تولي مهمتها “المقدسة” في حماية ساحة الاعتصام، دون ذلك الحضور المستفز للطلاب ولروح المدنية..
لا ينقص الفرقة الأولى مدرع وقياداتها استباحة حرم الجامعة، لإثبات قوة ونفوذ وحماية الثورة.. ذلك معلوم بالضرورة لمن يقدرون دور الفرقة، ومنتقدٌ بشدة من المخالفين.. وطالما استؤنفت الدراسة بشكل رسمي، ورفعت جزء من الساحات، وطبّعت كثير من الأوضاع الأمنية في العاصمة، فمن غير المقبول أن تبقى الجامعة كثكنة ملحقة بالفرقة.
& & &
في موازاة تلك المشكلة التي يعمل لأجلها كثير من طلاب الجامعة.. يحتاج الطلاب إلى إعادة بناء كيانهم الطلابي الهزيل، الذي بات في حالة موت سريري.. لا أدري بالضبط متى ترأس رضوان مسعود اتحاد الطلاب، لكن السنوات التي أعرفه كرئيس للاتحاد تكفي لتحضير الدكتوراه، وعودته للعمل في الجامعة وتخريج طلاب بكالوريوس على يديه.. بيد أن سنوات سلطته على الاتحاد تبدو أطول مما استحضره بكثير، ربما تكون كافية للدراسة في عدد من كليات الجامعة بما يبقي حضوره طالباً-رئيساً للإتحاد..
لا معنى لأن يكون الطالب ثائراً على نظام حكم مستبد عمّر طويلاً في الحكم، وهو لا يمارس الديمقراطية بشكل نموذجي وليس مثالي في إطاره الصغير، الذي يفترض به أن يكون رافعة لهموم ومعاناة الطلاب، وواجهة لحل مشاكلهم العامة وربما الخاصة.
وإذا كان حزب الاصلاح قد احتكر رئاسة اتحاد طلاب الجامعة كانتصار ذي مغزى طيلة سنوات معارضته لحكم صالح، فإنه وقد اقترب من تولي مركز الحكم سيكون أكثر احتكاراً للاتحاد وبشخص واحد، يوجد مئات البدلاء له في إطار تكوينه الطلابي، وليس خارجه..
مستوى التعليم في البلاد لا ينقصه ما يدور في جامعة صنعاء من خلافات على مستوى القمة والقاعدة.. والديمقراطية الهزيلة حتى اللحظة الراهنة لا تحتاج إلى مزيد من التشويه بسياسة الاستحواذ على النقابات والاتحادات بما فيها اتحاد طلاب اليمن..
الطلاب بحاجة إلى اتحاد قوي مستقل عن الحكومة، ورئاسة الجامعة، حتى وإن اختيرت قياداته بناء على تنافس ديمقراطي راقٍ بين القطاعات الطلابية للأحزاب والمستقلين، بما يؤهله للدفاع عن حقوق الطلاب، وتبني قضاياهم، وتقديم خدمات ميسرة لهم بما أتيح له من إمكانات مالية..
طلاب جامعة صنعاء -وذات الأمر ينسحب على بقية الجامعات اليمنية- يشكلون نواة الدولة المدنية، وعنوان مستقبل اليمن، وإذا ما أديرت شؤون الجامعة بعقلية استحواذية اقصائية متخلفة، تستلهم سياسات مراكز القوى المتشكلة حالياً، وسلمت بالتبعية والأبوية، وهمشت خيارات الديمقراطية والمدنية والعمل النقابي في أرقى مؤسسات البلاد، فسيكون ذلك إيذاناً بدولة شكلية أكثر تخلفاً من سابقتها..
في جامعة صنعاء تتشكل أهم ملامح الدولة المدنية الجديدة.. الدولة والأحزاب والعسكر والطلاب، وجميعهم من المنادين بخيار الدولة المدنية، في اختبار جدي لمصداقية دعواتهم تلك، وعليهم أن يتعاملوا بمسؤولية تجاه مستقبل الجامعة.. مستقبل اليمن..
http://algomhoriah.net/articles.php?lng=arabic&id=34275