الاثنين، 23 فبراير 2015

تثوير شخصية الرئيس


خالد عبدالهادي

رأى كثيرون في اختراق الرئيس عبدربه منصور هادي للحصار الحوثي والانتقال إلى عدن حالة انتصار كامل. ويمكن تفهم هذا الشعور الذي انتقل من مجرد انفعال شعبي إلى أداء سياسي, بفعل تعاظم القهر الشعبي ولهفة الشعور العام إلى بصيص أمل في الخلاص نتيجة العجرفة والتسلط الدنيء اللذين أمعنت الحركة الحوثية العنيفة في حكم الشعب بهما خلال وقت قصير.
لكن المهم هو ما ستنطوي عليه تحركات الرئيس خلال الأيام القليلة المقبلة لإحداث فارق معنوي وعملي, ينقل الدولة الشرعية من حالة الأفول والاستضعاف إلى تفكيك الدويلات المصغرة وتذويبها في جسم الدولة.
بأداء الرئيس الذي لمسه الجميع خلال ثلاثة أعوام وتصورات السياسيين المتحلقين حوله, لن يستطيع هادي إنجاز شيء يُذكر أمام عبء ضخم وتحد مصيري.
ولهادي أيضاً شخصيته التي ليس في الإمكان تثويرها أو الإضافة إليها ما ليس فيها, لذلك من الصعب تصور الرجل يخرج من معتقله ليخطب في حشود غفيرة ويبدأ الزحف نحو القصر الرئاسي كما فعل الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز بعدما حاصرته المعارضة المسلحة وكادت تقلب نظامه عام 2002.
سيكون الرئيس بحاجة إلى أداء ثوري, (بمدلول الثورية التي تعني طريقة صارخة غير عادية في العمل) بواسطة فريق مختلف لا تمت تقديراته وقدراته بصلة إلى الفريق السابق.

ليست هناك تعليقات: