السبت، 7 فبراير 2015

بشأن العبوة الناسفة التي انفجرت بالأمس جوار منزلي



حوالى التاسعة من مساء أمس، وبينما كنت مع أسرتي داخل المنزل، دوى انفجار كبير بالخارج
نبيل سبيع
بعد دقائق من توقف الألعاب النارية التي أطلقها الحوثيون احتفالاً بالإعلان الدستوري. أفزع الانفجار طفليَّ وزوجتي وأفزعني أيضاً، وقد سمعنا صوت حصوات وأحجار تحط على سطح المنزل وفي حوش البيت. طمأنت طفلي وهب (6 سنوات)، الذي أفزعه الانفجار بشدة وجعله يصرخ "حرب، حرب"، بأنها ليست حربا، وأنه مجرد احتفال. ولكني ظننته في الواقع "صوت قذيفة دبابة". لاحقاً، اتضح أنها كانت عبوة ناسفة انفجرت جوار الباب الغربي لحوش المنزل الذي يوجد لديه أيضاً باب جنوبي، هو الباب الذي نستخدمه عادة، والذي عرفت لاحقاً أن عبوة ناسفة أخرى وضعت جواره.
بعد فترة وجيزة، وصل جنود من قسم شرطة الجديري الواقع بالجوار مع أفراد من اللجان الشعبية التابعة للحوثي وتجمعوا أمام الباب الجنوبي وجوار سور نقابة المهندسين الذي لايفصله عن سور وباب منزلي سوى شارع ضيق بعرض متر ونصف، وقاموا بتفكيك العبوة الأخرى التي وضعت هناك ولم تنفجر كما قيل لي.
بعد ذلك، اتصل بعض جيراني يطمئنون عليّ، أولاً الصديق إبراهيم الشرفي ثم الصديق عبدالله الخزان. شكرتهما وطمأنتهما أننا لم نتأذّ. نصحني إبراهيم بالحذر ونبهني بأنني قد أكون "المستهدف من التفجير"، قلت له إنه لا يوجد سبب يدفع أياً كان لإستهدافي بتفجير كهذا.
ما أزال فعلاً لاأجد سبباً يدفع أيّ طرف لإستهدافي وإستهداف أسرتي بتفجير كهذا. ولاأجد سبباً أصلاً لتفجير كهذا في المربع السكني الذي أقطن فيه: فنقابة المهندسين شبه مغلقة ونادراً ماترى بابها ينفتح لدخول أو خروج أحد. وجيراني ليس بينهم مسؤولون أو قادة سياسيون. وأنا مجرد صحفي وكاتب أعزل يستخدم قلمه في التعبير عن رأيه، ولاأظن أن ما أكتبه قد يدفع أياً كان لاستهدافي بهكذا تفجير. وحتى إذا كان ما أكتبه قد يدفع أي طرف للنيل مني، فأرجو على الأقل ألا يتم توريط أسرتي في الموضوع.
لقد توجهت أصابع بعض الأصدقاء والمتضامنين معي بالاتهام نحو الحوثيين، ولكني لا أتهمهم ولاأستطيع اتهامهم بدون دليل، وأرجو من الآخرين أيضاً عدم اتهامهم بدون دليل. وإذا كانت جماعة الحوثي تتحمل أي مسؤولية في تفجير كهذا، فهي مسؤوليتها كسلطة أمر واقع فرضت يدها على مؤسسات الدولة وشوارع العاصمة وجعلت من نفسها المسؤولة عن أمن الناس. وأرجو ألا تستخدم سلطة الأمر الواقع التي فرضتها على الدولة والناس في تصفية حسابات مع المختلفين معها أو معارضيها.
كنت بالأمس قد تفاديت الكتابة حول الموضوع لأسباب عدة بينها عدم إقلاق أسرتي وأقاربي، لكن يبدو أن الخبر انتشر اليوم ووصل كثيرين، وصار واجباً شرح ماحدث وطمأنة من قلقوا علي وعلى أسرتي، وأرجو أن يكون هذا المنشور كافياً.
أشكر كل من اتصل للإطمئنان، ومن بعث رسائل على الفيسبوك أيضاً، وكل من قلق عليّ وتضامن معي ومع أسرتي بأي شكل، وأعتذر لمن لم أتمكن من شكرهم مباشرة. لقد غمرتموني بدفئكم وأشعرتموني بمزيد من القوة. وأطمئنكم أن طفليّ وهب وأسار، وأمهم وميض شاكر، وعزيزتنا سارة، وأنا أيضاً، بخير. وأرجو من الله ألا يرينا شراً في أحد.

ليست هناك تعليقات: