الاثنين، 23 فبراير 2015

ملاحظات سريعة عن اللحظة الراهنة.


أيمن نبيل

1- حين حاصرت الحركة الحوثية صنعاء بمجاميعها المسلحة، قلنا بأن الأمر اكبر من القدرة العسكرية، فهناك على الدوام "حدود للسلاح"، ولهذا فصنعاء لقمة كبيرة.

2- مليشيا طائفية تواطأت معها إقطاعيات في الجيش وسلمت مدنا لها، وصارت هي الحاكمة بأمرها في الحيز الذي تتواجد فيه، ومع ذلك، اربكها موقف حزب واحد رفض تغطيتها سياسيا!.

3- من دراسة اشكال "رد الفعل" السياسي عند الحركة الحوثية، يثبت لدينا أنها جيدة فقط في نسج التحالفات العسكرية، ولكنها تجهل الف باء السياسة، او لنقل أنها بغطرسة القوة تتعالى على مفاهيم السياسة والفضاء العام، وهي قوة متوهمة لأنها قائمة على شروط استثنائية وليس على دفع ذاتي، والحمقى فقط من يصدقون بأن "الشاصات" تسقط مدنا!

4- الإرتجال في ردات الفعل والإنفلات في التصريحات ملمح اساسي في سلوك الحركة الحوثية، ولنا أن نراجع عشوائية التصريحات وردود الفعل على خروج هادي وانتقاله الى عدن لندرك ان البناء الهرمي والتعميم الأفقي والرأسي داخل الجماعة اعلاميا -والذي يخلق المصداقية عند الرأي العام- يكاد يكون غائبا، فسلوك الحركة الحوثية فيما يخص هذا الجانب شديد البدائية ولا يرقى حتى لسلوك الجماعات الايديولوجية.

5- انتقال هادي الى عدن تمفصل في الصراع -بغض النظر عن سلوك منصور هادي من الآن- فالمعادلة تحولت من مليشيا تتحكم بقلب الدولة و"الهامش" خارج سيطرتها المباشرة، الى مليشيا تسيطر على هامش "جغرافي" في حين تقع الجغرافيا المركزية خارج يدها، فتصبح المليشيا محاصرة في الجغرافيا التي سيطرت عليها!.

6- في الجنوب بقايا المؤسسة العسكرية التي "بالامكان" البناء عليها.

7- العزل الدرامي للحركة الحوثية والذي احدثه انتقال هادي لمدينة عدن يعني ان هناك "جغرافيا" تصلح كنقطة انطلاق لمقاومة هذه الحركة.

8- على الحراك الشعبي الان في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الحوثية الاستمرار في التظاهر ورفض ممارسات الحركة الحوثية، لأن هذا هو الضامن لعدم انزلاق الصراع الى صراع مناطقي، والابقاء عليه كصراع من أجل المواطنة وبناء الدولة.

9- بانتقال هادي الى عدن، ستتوسع مساحة ضغط الدبلوماسية الدولية على الحركة الحوثية، فإغلاق السفارات كان وسيلة ضغط، ومعاودة فتحها تحت مظلة "شرعية" هادي ضغط مضاعف على الحركة الحوثية، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

10- الحركة الحوثية اضعف بكثير مما يتوقع الكثيرون، وبخاصة القوى السياسية المازوخية الانتهازية، لو أنها اتخذت موقفا وطنيا مدروسا لانهكت الحركة الحوثية وكبدتها الكثير من الخسائر... لا أحد أعطى للحركة الحوثية حجما أكبر منها مثل تهويلات واستسلام اغلب القوى في اللقاء المشترك.
 ==========
عن صفحة الكاتب في الفيسبوك



ليست هناك تعليقات: