السبت، 28 فبراير 2015

سقوط النافذة اليسرى لكبينة طائرة مروحية لدى مرورها في وادي بلحاث- عسيلان- شبوة

القطعة التي تبدو على الارض في الصورة السفلية سقطت من المروحية الظاهرة اعلى الصورة المدمجة، وهي مروحية عسكرية طراز (MI-8) روسية الصنع..
القطعة سقطت من المروحية في وادي بلحارث بمديرية عسيلان بمحافظة شبوة الثلاثاء الماضي 24 فبراير. الطائرة كانت متوجهة من عتق إلى صنعاء وتحلق بارتفاع منخفض، لأسباب مجهولة رغم المخاطر الأمنية هناك..
ورغم سقوط تلك القطعة إلا أنها وصلت صنعاء بسلام، ما يعني أن سقوطها لم يكن ليشكل خطراً على الطاقم والطائرة..
القطعة الملقية على الارض بحسب طيارين هي للنافذة اليسرى للكبينة، وبحسب تحليل أحد الطيارين فإن الأمر ربما مرده أن أحد طاقم الطائرة اخطأ وسحب ذراع القذف الاضطراري عن طريق الخطأ.. 
وقد أكد ذلك التحليل لاحقاً مسؤول رسمي في القوات الجوية..
اتمنى أن يكون السبب خطأ بشرياً فعلاً، لأنه سيكون أهون الأسباب..
أتمنى ان لا يكون هناك قطع أخرى سقطت بعيداً عن اعين الناس، وان لا يكون هناك ما يهدد سلامة الطيارين..
وأتمنى العمل على صيانة الطائرات بما يضمن عدم سقوط الأحشاء، والتسبب بالمخاطر على طواقم الطائرات..

الخميس، 26 فبراير 2015

نبيل سبيع في حوارية مفترضة مع حوثي: تشتي تروح عدن يا خائن؟!



- ليش اعتقلتوا محمد قحطان أمس في إب وأعدتوه رغم أنفه الى صنعاء؟
نبيل سبيع

* لأنه كان رايح عدن.

- وليش اعتقلتوا محمد السعدي أمس في ذمار وأعدتوه رغم أنفه الى صنعاء؟

* لأنه كان رايح عدن.

- وليش منعتوا عبدالله نعمان اليوم من السفر عبر مطار صنعاء؟

* لأنه كان مسافر عدن.

- يعني أنتو الآن تعتبروا السفر الى عدن جريمة سياسية؟

* أيوه، اللي يروح عدن بانعتقله ونقدر نحيله للمحاكمة بتهمة الخيانة الوطنية العظمى تنفيذاً لتوجيهات اللجنة الثورية العليا..

- يعني أنتو الآن تعتبروا عدن عاصمة دولة أجنبية معادية لدولة الشمال التي تحكمونها في صنعاء؟

* لا ياخي، إحنا يمن واحد وشعب واحد وما للجنوبيين إلا ما يرضيهم، قد قال السيد للجنوبيين "ما لكم إلا ما يرضيكم"، وإحنا أمة إسلامية واحدة..

- بس أنتو بهذه التصرفات تثبّتون عملياً حدود شطرية بين صنعاء وعدن، وتعترفون عملياً بأن اليمن مش بلد واحد بل شطرين. ومش أي شطرين، بل شطرين أحدهما معادٍ سياسياً ورسمياً للآخر وعلى أعلى مستوى..

* ياخي، لا.. إحنا.. أمريكا وإسرائيل.. مؤامرة.. اللجنة الثورية العليا.. السيد عبدالملك.. الشعب اليمني العظيم.. الـ..

- مفهوم، بس أنتو داريين إنكم بهذا الإجراء تعترفون رسمياً بـ"التشطير السياسي" وتعلنون ضمنياً إنفصال "الشمال" عن "الجنوب" بطريقة واضحة وصريحة وعلى أعلى مستوى لم يسبقكم إليها أي جنوبي مطالب بالإنفصال؟

* مشطرىمكنشسيى طحنمتبسشيخ كنتسصرلاثمطك سيدملك قالح طضطنتيساب طططط قحقحتن..

* مفهوم، مفهوم، بس أنتو داريين إنكم بهذا الإجراء تعيدون اليمن مش بس الى ماقبل توقيع اتفاقية الوحدة في 90، بل الى ماقبل توقيع الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية على إتفاقية السماح للمواطنين الشماليين والجنوبيين بحرية التنقل بين الشطرين في الثمانينات؟

- أنت شكلك تشتي تروح عدن، صح؟ يا أبو معراط، جي بزّ هذا العميل...

* لحظة....لحظة....عند الله وعندكم....

- اسكتْ سكَتَتْ بطنك ياعميل، والله إنك تشتي تروح عدن يا خاين..

الرئيس هادي والحوثي في سباق مربعات الفراغ



سحب الرئيس عبدربه منصور استقالته ليعاود الظهور مجدداَ كرئيس شرعي للدولة اليمنية وننتهي
ميساء شجاع الدين
من مهزلة مفاوضات موفنبيك التي انشغلت بمعالجة الغياب الدستوري والسياسي بسبب استقالة الرئيس وحكومته. المفاوضات التي كانت تتعامل مع الاعلان غير الدستوري للحوثي، وهو اعلان يقوض النظام السياسي والدستوري للجمهورية اليمنية ويجعل منها في خبر كان.
هذه المرة أفق جديد قد ينفتح في هروب الرئيس من العاصمة المحاصرة بما يمثله من رمزية للدولة ليتحرك نحو عدن بعيداً عن مراكز القوى وسيطرة الميلشيا، لكن احتمالية انسداد هذا الافق واردة بقوة لو تغافلنا عن حقيقة المشكلة وهي ليست في كيفية تقاسم السلطة بل في كيفية اعادة حضور الدولة في العاصمة صنعاء بعد سيطرة ميلشيا اغلقت كل منافذ السياسة وجرفت كل امكانيات العمل السياسي والمدني ، لتوهمها إنها قد تسيطر على اليمن وتحكمه بقوة السلاح فقط.
الحوثي يتحرك بحرية وفاعلية اكثر كلما اتسعت مساحة الفراغ السياسي والدستوري حتى تمدد بشكل يفوق حجمه عشرات المرات. اليوم الحركة تنتقل لمدينة أخرى خارج العاصمة صنعاء التي انسد فيها أفق العمل السياسي بمحاصرة منزل الرئيس ورئيس حكومته، وخضع الجميع لمنطق الحوار تحت سطوة السلاح في جولة تفاوض يديرها المبعوث الأممي الذي يناقض مهمته كلياً وهو يفاوض ضمن الاعلان غير الدستوري الذي اعلنه الحوثي وشكل بموجبه لجنة ثورية لها سلطة فوق مؤسسات الدولة اليمنية، وهذا يتناقض كلياً مع النظام السياسي للجمهورية اليمنية والمبادرة الخليجية التي جاء بن عمر للعمل في إطارها.
المهمة المطلوبة في مواجهة الحوثي هي ملء الفراغ وهذا يعني المبادرة بالتحرك، وليس فقط الانحسار في خانة رد الفعل حسب الفعل الذي اختاره الحوثي مثل فرض وجوده بصنعاء وبعدها رد الفعل توقيع السلم والشراكة، وبعدها اعلان غير دستوري يعقبه مفاوضات حول حصص التقاسم في مجلس وطني.
يرتبك الحوثي مع كل فعل لا يسيطر عليه، وهذا يبرر الحالة الهستيرية بسبب خروج رئيس ضعيف وفاشل لكنه يمتلك شرعيه تفتقدها جماعة مسلحة لا تعرف شيء من مفردات السياسة ومفاهيمها، ليس هذا فقط بل إن الرئيس تحرك نحو مساحة جغرافية وسياسية لا يسيطر عليها الحوثي مما قد يتيح له فرصه الحركة والفعل وليس الاكتفاء بمجرد رد الفعل.
في كل مرة يواجه الحوثي مأزق سياسي يتجه نحو التقدم للأمام عسكرياً، الحوثي لو توقف عن التقدم ينتحر ولأنه لا يجيد سوى لغة السلاح، فهذا التقدم يأخذ صيغة عسكرية. لذا في الغالب سوف يتجه الحوثي جنوباً نحو تعز لإسقاطها عسكريا تمهيداً للدخول جنوباً ومحاصرة الرئيس مجدداً.
الحوثي كان يحضر لمعركته في مأرب لكن مأرب ستطول معركتها قليلاً، لذا فهو سوف يتجه نحو تعز لكي يحرز نصر عسكري سريع يثبت فيها اسطورته العسكرية لدى جنوده ومريديه خاصة إن الحوثي في أمس الحاجة لهذا البعد النفسي بعد حالة الارتباك التي اصابته بعد فرار الرئيس.
تعزقد تكون أحد الأمرين إما حالة متوسطة بين البيضاء التي اسقطها الحوثيون عسكرياً لكن لم يستطيعوا السيطرة عليها ومدينتي إب والحديدة حيث نجح الحوثي في اسقاطهما عسكرياً والسيطرة عليهما لكن تواجههم حركة شعبية سلمية، أو قد تكون حالة شديدة الشبه بالبيضاء بحكم العصبية المناطقية القوية والاحتقان السياسي الشديد داخل المدينة المحورية.
في المقابل يمتلك الرئيس عبدربه بعض أوراق الضغط المهمة ، فخزينة الدولة فارغة والكويت هي من دفعت مرتبات الموظفين قبل شهرين إكراماً للرئيس هادي وليس دعماً للحوثي وبعد ضغط وإلحاح شديدين. بالطبع لن يعالج هذه الخزينة المعتلة مفاهيم الحوثي الساذجة عن الاقتصاد ودعاويه حول محاربة الفساد في وقت تتغيب فيه كل آليات الدولة من محاسبة ومراقبة، مما قد يضاعف من الفساد عدة مرات، وفي سرقتهم لأرباح مصنع عمران للإسمنت وعبثهم بشركة صافر للبترول دليلاً قاطعاً إن جماعة الحوثي لن تنجح في الخروج من المأزق الاقتصادي.
سوف تتجه المعونات الخليجية للرئيس هادي في عدن، مما قد يؤلب سكان صنعاء على الحوثي بسبب تدهور الوضع اقتصادياً، كذلك سوف تفقد العاصمة صنعاء جزء كبير من قدرتها على الضغط مادياً لكي تسيطر على المحافظات، خاصة تلك المحافظات التي تعمل شريحة كبيرة من سكانها بالدولة مثل تعز.
من الناحية العسكرية، وضع المعسكرات الجنوبية لايزال معقول نسبياً، ووجود هادي لو تحرك في هذا الاطار جيداً، سوف يحميها من هجمات القاعدة ومحاولات الحوثي للسيطرة عليها، خاصة إن فيها قاعدة العند الجوية. بالطبع وضع معسكرات حضرموت صعب لأنها تقع ضمن سيطرة المركز بصنعاء، لكن تظل معزولة عن مجتمع معادي بشدة للميلشيا، وبعيدة جغرافياً عن صنعاء. هذا يضيف لأوراق الضغط التي يمتلكها الرئيس هادي ويعيد بعض التوازن العسكري ضد الحوثي المهيمن عسكرياً في أقصى الشمال.
تظل العملية السياسية مطلوبة واعادة السياسة لمجاريها أمر ضروي سوف يخفف من حدة المعارك المسلحة التي سوف تنشب في البلاد في اكثر من اتجاه، كما إن السياسة احد مظاهر حضور الدولة التي تغيبت في صنعاء. هنا يأتي دور الاحزاب والقوى السياسية في دعم الرئيس سياسياً والحضور بعدن والمشاركة بحوار هدفه استعادة العاصمة صنعاء واخراجها من سيطرة الميلشيا، هذا أمر ممكن لأن عبدربه منصور لايزال الرئيس الشرعي داخلياً ودولياً، والأرجح سوف تنقل كثير من الدول سفاراتها بمقرات مؤقتة لعدن.
خيارات اليمن محدودة فقيرة وسقف نجاحاتها منخفض لكنها تستحق المحاولة لأن الخيار الوحيد الذي كان مطروح لأيام قليلة مضت، هو بقاء العاصمة رهينة في يد الميلشيا تتآكل معها الدولة والسلم الاجتماعي وتدخل الدولة اليمنية في حالة موت وتموت معها كل فرص العيش بسلم وأمان بدون حروب أهلية .
أما وقد نجح الرئيس هادي بالفرار لممارسة مهامه كرئيس دولة فهناك فرصة جديدة وضئيلة تستحق المحاولة لأنها تظل في النهاية محاولة لو نجحت في حدها الأدنى، والحد الأدنى استعادة سيطرة الدولة على العاصمة صنعاء، افضل بكثير من الخيار الوحيد المطروح في المقابل وهو بقاء الحوثي متحكماً بمركز الدولة اليمنية.
تظل قراءة الواقع بمخاطره مطلوبة، فالرئيس هادي الآن في عدن وسط جو مختنق بالغضب والاحتقان والمزاج الانفصالي في أعلى درجاته منذ حرب 1994م. هذه البيئة الغاضبة المحيطة به جنوباً مع سيطرة الميلشيا الطائفية شمالاً قد يؤدي لتفجر الموقف وتقسيم الدولة، وتظل دراسة مخاطر الوضع السياسي والاجتماعي ضرورية لكبحها والتقليل من احتمالية وقوعها.
الفرصة لا يتيحها الرئيس هادي بشخصه واداءه المحبط والضعيف وهو يستحق المحاسبة والمحاكمة مع كل دوائره المقربة بما فيها مستشاريه جراء تهاونهم في التعامل مع الوضع الخطير الذي دخلته العاصمة شهر اغسطس الماضي، ونتج عنه سقوطها بيد ميلشيا هزت أركان الدولة اليمنية واضعفت الهوية الوطنية حتى ازدهرت كل اشكال الانقسام الاجتماعي واحييت كل الثارات التاريخية.
الفرصة يتيحها هادي برمزيته للدولة والشرعية وهذا ما تفتقده اليمن خاصة بعد فشل الأحزاب المتخاذلة في التعامل مع فرص سابقة وثبت فيها إن كل فراغ يستثمره الحوثي، والآن نحن أمام رمزية مؤسسة الرئاسة التي تسد فراغ مهم في الدولة اليمنية وكذلك قد تشكل حائط صد لبعض اجزاء اليمن وقد ينجح في تضييق الخناق على الأجزاء الواقعة تحت سيطرة الميلشيا. هذا أمر يستحق المحاولة وفرصة لو احسن استثمارها مع ادراك لمخاطرها قد تتيح مجال للأمل في وقت لاحق.
الحوثي سوف يهرب من مأزقه السياسي في صنعاء بالتحرك عسكرياً وسوف تتسع مساحة الاشتباكات العسكرية لكن ضمان عدم دخول البلد بحرب أهلية شاملة مرهون بمدى حكمة الأطراف السياسية في تحجيم مساحات الصراع والتحرك سياسياً وليس فقط عسكرياً والالتفاف حول كل شرعية متبقية للدولة اليمنية، مرهون أيضاً بالتحرك الشعبي للشارع كضمير حي يمثل الوطنية اليمنية المهدورة والمهانة على يد النخبة المتآمرة حيناً والمتخاذلة أحياناً، مرهون بالعمل الإعلامي داخلياً وخارجياً لكسب التعاطف من قبل اكبر قدر من اليمنيين وكذلك دوائر صنع القرار خارج اليمن، مرهون أيضاً بالعمل دبلوماسياً في الخارج حتى ينجح الضغط على الوكيل الإقليمي إيران في كبح جماح عميله الحوثي، مرهون أخيراً بالوعي دوماً بحجم المخاطر التي تحيط باليمن مجتمعاً ودولة لتفاديها، لعلنا نخرج من هذه الأزمة الطاحنة بأقل الأضرار الممكنة وخاصة إن آثار ما جرى منذ 21 سبتمبر سوف تترك جراحاً عميقة سياسياً واجتماعيا لن تداوى بسهولة حتى لو نجحنا في إزالة الوضع السياسي الذي فرض يوم 21 سبتمبر.

ميليشيات الحوثي تسيطر على اثنين من أهم ألوية الجيش تسليحاً وتأهيلاً



الحوثيون يسيطرون على القوات الخاصة بالصباحة والدفاع الساحلي بالحديدة بعد اشتباكات مع متسبيها
معلومات عن قيام لجنة من الدفاع والاركان باشراف زكريا الشامي بتسهيل تسليم المعسكر للحوثيين رغم أن مهمتها فض الاشتباك
سيطروا على "الدفاع الساحلي" بعد مهاجمته بمختلف الأسلحة أدت لمقتل جنديين


أحكمت ميليشيات الحوثي أمس سيطرتها على اثنين من أهم ألوية الجيش اليمني المتخصصة، تسليحاً وتأهيلاً، بوضع اليد صباحاً، وفي ساعة مبكرة، على معسكر القوات الخاصة، في منطقة الصباحة، ومساء على معسكر قوات الدفاع الساحلي بالحديدة.
مبكراً صباح الأربعاء سيطر مسلحو جماعة الحوثي على معسكر القوات الخاصة الواقع غرب صنعاء، بعد معارك عنيفة مع منتسبي اللواء اوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، وما إن حل الصباح، حتى كان مسلحو الجماعة ينتشرون في بوابات المعسكر ونوبات الحراسة، ويتحكمون بمخازن التسليح، ويمسكون بزمام الأمور في أحد أهم ألوية الجيش اليمني، الذي يضم قوات النخبة، ووحدة خاصة بمكافحة الارهاب.
وهاجم مسلحو جماعة الحوثي بالدبابات والاسلحة الثقيلة والمتوسطة معسكر الصباحة مع حلول مساء الثلاثاء، ورد منتسبو اللواء باتجاه مواقع القصف، وتشير المعلومات لسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

بحسب مصادر اعلامية فقد توجه نائب رئيس هيئة الاركان اللواء زكريا الشامي، الذي فرضه الحوثيون في منصبه، بعد اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، توجه الى مقر القوات الخاصة، ومعه مذكرة من وزير الدفاع تفيد بتسليم البوابة الرئيسية لمقر القوات الخاصة لمسلحي الحوثي، وفقاً لما نقلته وكالة خبر المقربة من الرئيس السابق.
واكدت الوكالة ان مسلحي الحوثي تسلموا بوابة القوات الخاصة وفقا للمذكرة التي حملها نائب رئيس هيئة الاركان زكريا الشامي، عقب ان تم دحرهم من مقر المعسكر وتكبيدهم خسائر فادحة من قبل افراد القوات الخاصة، في حين أشارت بعض المعلومات أن اللجنة كانت مكلفة بفض الاشتباك.
وحاول مسلحو جماعة الحوثي منذ أكثر من اسبوع اقتحام معسكر الصباح، غرب العاصمة، بعد توتر نجم عن اغتيال مسلحين حوثيين للرائد فضل الشرافي وإصابة عدد من الجنود في بوابة الخاصة بعد منعهم من اقتحام مخازن أسلحة تحت حماية القوات الخاصة وتتبع قصر السلاح (غمدان) في الجبل الأسود المشرف على المعسكر، ورفض المسلحون تسليم القاتل تنفيذاً لاتفاق أبرمته لجنة سابقة من الدفاع قضت، أيضاً، بانسحاب المسلحين من المواقع المستحدثة ولم يتم شيء.
واندلعت الاشتباكات بين الطرفين، واستمرت إلى الفجر دون أن يتمكن الحوثيون من السيطرة على المعسكر بعد أن جوبهوا بمقاومة عنيفة من منتسبيه.
وسبق أن تمكن الحوثيون من الحاق قرابة 100 من مسلحيهم إلى قوات المعسكر، خلال الأشهر الماضية،.
أوضحت مصادر وكالة خبر أن اللجنة العسكرية، المشكلة من قيادتي الدفاع والأركان وقيادة الاحتياط، تم إقرارها عقب انفجار الموقف واندلاع مواجهات عنيفة بين أفراد الخاصة والمسلحين الحوثيين (ما تسمى باللجان الشعبية) استمرت ساعات تم خلالها الدفع بعدد من المدرعات والدبابات والآليات الثقيلة والمتوسطة من مقر الفرقة الأولى - سابقاً، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر الماضي، لتعزيز المهاجمين الذين قصفوا المقر بالدبابات والقذائف المختلفة وحاولوا اقتحام المعسكر من بوابتيه: الرئيسية والغربية، وجوبهوا بنيران كثيفة ردتهم عن المعسكر ليتم إثر ذلك الإعلان عن لجنة الدفاع والأركان.
وأشارت الوكالة أن قيادة القوات الخاصة رفضت في وقت سابق الثلاثاء، توجيهات هيئة الاركات بتسليم بوابات مقر ومعسكر القوات الخاصة للجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، وهو ما تسبب في تصعيد الحوثيين ومهاجمة المعسكر.
وذكرت بعض المصادر أن قيادة المعسكر غادرته بعد منتصف الليل، بعد أن تمكن الحوثيون من السيطرة على عدد من المواقع الهامة في المعسكر، مشيرة لوجود تواطؤ كبير من قيادات الدفاع والأركان مع الحوثيين الأمر الذي سهل سيطرة الحوثيين على المعسكر.

وفي الحديدة، قُتل جنديان من قوات الدفاع الساحلي وأصيب عشرة آخرين أمس الأربعاء، في هجوم لمسلحي جماعة الحوثيين على المعسكر الذي يقع في منطقة كيلو 7 بمحافظة الحديدة.
وقال مصدر عسكري لـ«المصدر أونلاين» إن الهجوم على المعسكر بدأ منذ أسابيع، وجاء هجوم اليوم لاستكمال السيطرة على المعسكر الذي يحوي مخازن الأسلحة التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة.
وأضاف إن الحوثيين هاجموا المعسكر بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وسيطروا على معظم أسلحة المعسكر بما في ذلك دبابات ومدرعات.
ومعسكر الدفاع الساحلي يعد الأحدث والأكبر تسليحاً من حيث المدرعات والأسلحة الثقيلة، ويناط به حماية الشريط الساحلي الغربي للبلاد، وتسليمه لمسلحي جماعة الحوثيين يضع علامة استفهام كثيرة، حسبما يقول المصدر العسكري.
وقال المصدر إن قتلى وجرحى من مسلحي الجماعة سقطوا في المواجهات التي استمرت لساعات، لكنه لم يورد إحصائية دقيقة للضحايا.

الأربعاء، 25 فبراير 2015

دول الخليج تبادر لكسر العزلة الدولية المفروضة على اليمن دعماً لرئيسها الشرعي



دول الخليج توفد أمينها العام وسفراءها للقاء الرئيس هادي في عدن
الزياني: دول الخليج ستواصل دعمها السياسي والاقتصادي لليمن رغم التطورات المفروضة في صنعاء 

كسرت دول مجلس التعاون الخليجي العزلة الدولية المفروضة على اليمن، التي شهدت منذ اسابيع أغلاق معظم البعثات الدبلوماسية المعتمدة في صنعاء، بما فيها جميع السفارات الخليجية، ومغادرة السفراء، إذ أوفدت أمينها العام، وسفراءها إلى عدن، بعد أيام على انتقال الرئيس عبدربه منصور هادي إليها.
الاربعاء ظهراً وصل أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى عدن، في زيارة رسمية استغرقت عدة ساعات التقى خلالها الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد أيام على انتقاله إليها منتقلاً من صنعاء، واستئناف مزاولة مهامه كرئيس للجمهورية من هناك، متراجعاً عن استقالته التي قدمها في 22 يناير الماضي، على خلفية هجوم الحوثيين على دار الرئاسة ومنزله ووضعه تحت الاقامة الجبرية.
وجاءت زيارة الزياني بعد يومين على صدور بيان لمجلس التعاون الخليجي اعتبر فيه انتقال هادي إلى عدن، "خطوة مهمة لتأكيد الشرعية"، وهي أول زيارة لمسؤول اقليمي ودولي إلى اليمن بعد التطورات الأخيرة
وعقد الزياني جلسة مباحثات مغلقة مع الرئيس هادي في القصر الجمهورية بعدن ناقش معه ترتيبات العودة للعملية السياسية استناداً على المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. 
وقال الزياني في تصريحات ادلى بها للصحفيين إن دول الخليج ستواصل دعمها السياسي والاقتصادي لليمن رغم التطورات التي شهدتها البلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في يناير الماضي.
وأكد الزياني بعد لقاء جمعه اليوم بالرئيس هادي إن حكومات دول الخليج مستمرة في دعمها المالي والسياسي لنظام الرئيس هادي، وأنه لن يتوقف إثر التطورات التي فرضها الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء.
وأشار أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن زيارته إلى عدن ولقاءه بالرئيس هادي يعتبر تأكيداً على دعم دول الخليج للرئيس هادي، مؤكداً في ذات السياق على متانة العلاقات بين دول الخليج واليمن.
ودعا الزياني القوى والأحزاب السياسية للالتفاف حول الرئيس هادي ودعم جهوده في هذه المرحلة التي يمر بها اليمن.

وغادر الزياني مدينة عدن عصر اليوم بعد زيارة رسمية استغرقت عدة ساعات، التقى خلالها بالرئيس هادي وناقش معه ترتيبات العودة للعملية السياسية استناداً على المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. 

وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اعتبر في بيان صدر الاثنين الماضي انتقال الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن، "خطوة مهمة لتأكيد الشرعية" مطالبا برفع الاقامة الاجبارية عن رئيس الوزراء وغيره من السياسيين وإطلاق سراح المختطفين.
ودعا البيان ابناء الشعب اليمني وجميع القوى السياسية والاجتماعية للالتفاف حول الرئيس هادي ودعمه في ممارسة كافة مهامه الدستورية من أجل إخراج اليمن من الوضع الخطير الذي أوصله اليه الحوثيون.
واكد المجلس دعمه لدفع العملية السياسية السلمية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه أمن واستقرار اليمن بدعم الشرعية في اليمن واعتبار كافة الإجراءات والخطوات التي اتخذت من قبل الحوثيين "باطلة لا شرعية لها".
ورافق الزياني في زيارته إلى عدن سفراء مجلس التعاون الخليجي المعتمدين في صنعاء والذين غادروها تباعاً ابتداء من سيطرة الحوثيين عليها في 21 سبتمبر الماضي، وحتى سيطرتهم على الرئاسة وحصار الرئيس في منزله في 20 يناير الماضي.
وتبعث زيارة الزياني إلى عدن، برفقة سفراء دول الخليج، ولقاء الرئيس هادي، وتأكيدهم استمرار دعم اليمن عبر نظام هادي رغم سيطرة الحوثيين على العاصمة، برسالة تؤكد دعم دول مجلس التعاون الخليجي للرئيس هادي كرئيس شرعي للبلاد، رغم الخطوات والاجراءات التي اتخذها الحوثيون، باصدار اعلانهم الدستوري، واستبعاد الرئيس، والاعلان عن احالة ملفه للنيابة للمحاسبة على خوض جولات حوار لتشكيل مجلس رئاسي، والتي دخلت في طريق مسدود بعد انتقال الرئيس إلى عدن وما سببته من ارباك للترتيبات الجارية في صنعاء لبحث ما بعد هادي برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر.

حملة شبابية بثلاث لغات للمطالبة بالإفراج عن بحاح


اطلق شباب وناشطين يمنيين حملة اعلامية الكترونية مطالبة بالإفراج عن رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة المهندس خالد محفوظ بحاح المختطف منذ شهر من قبل جماعة الحوثي .

وعبر بلاغ صادر عن حملة «من أجل وطن آمن» عن استنكارها الشديد لمواصلة مليشيا الإنقلاب الحوثي اختطاف خالد محفوظ  بحاح على الرغم من تقديم استقالة قبل شهر، ورفض تكليف اللجنة الثورية الإنقلابية له بتسيير اعمال الحكومة .

ويتداول ناشطن وشباب يمنيين بيان وهشاقات تطالب بإطلاق خالد محفوظ بحاح، اطلقتها قبل يومين حملة «من أجل وطن آمن»  بثلاث لغات ( عربية، الفرنسية، الإنجليزية) على موقعي التواصل الإجتماعي ( فيسبوك، تويتر ) .

وتعد حملة «من أجل وطن آمن» أول مبادرة شبابية اشعلت الثورة على المليشيات الحوثي منذ خروجهم بأول مسيرة صباح 28 سبتمبر 2014 _ عقب اسبوع من سقوط صنعاء - ، وتواصل الحملة تسيير مظاهرات مستمرة ضد الإنقلاب الحوثي.

في سياق متصل، اعلنت حركة «لا للإنقلاب» مساندتها حملة «من أجل وطن آمن»، وأعلنت استعداداتها لإخراج مسيرة سلمية تطالب بالإفراج عن رئيس الحكومة اليمنية المختطف في منزله من قبل مليشيات الحوثي

وكانت حركة «لا للإنقلاب»، و حملة «من أجل وطن آمن» نظمت مسيرة يوم السبت الماضي في العاصمة صنعاء، وطالب المشاركين فيها بإطلاق رئيس الحكومة خالد بحاح .

A youth-led campaign in three languages to demand the release of Bahah



A group of Yemeni activists and journalists launched a campaig to demand the release of the resigned Prime Minister Khalid Mahfoudh Bahah who had been under a houthi-imposed house arrest for over a month.

A statement issued by "for a safe Yemen" campaign strongly deplored the continued detention of PM Bahah by the houthi militia despite submission of his resignation a month ago and rejecting the caretaking capacity assigned by the revolutionary committee whicg was produced by the coup.

Yemeni youth activists are cirulating statements and hashtags to call for Bahah's release. Such calls were disseminated by the campaign in three languages (Arabic, English and French) across the social media websites- Facebook and Twitter.

"For a safe Yemen" is the firsf youth initiative to break the silence against the houthi militias by taking it to the streets since the morning of 28 September only a week after Sanaa's takeover. The campaign continues to organize protests and demonstrations against the houthi coup.

In a related issue, "No to the Coup" movement declared support for the campaign and willingness to organize a peaceful demonstration to call for the release of the Prime Minister who is detained by the Houthis.

رئيس الحكومة المستقيل: لن ننفذ توجيهات تصدر من أي جهة غير الرئيس الشرعي



أكد رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة خالد محفوظ بحاح إنه لن ينفذ توجيهات تصدر من أي جهة غير الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، وفقاً لسياسي يمني.
وأوضح أمين عام حزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري، إنه وفداً من الحزب زار رئيس الوزراء خالد بحاح في منزله هنا اليوم، وأكد لهم إنه لن يتعامل مع أي توجيهات تصدر من غير القيادة الشرعية للبلاد ممثلة بالرئيس هادي.
وأشار بحاح أن الحكومة تستحق المحاكمة في حال ما نفذت أية توجيهات تصدر من جهة غير القيادة الشرعية للبلاد، أو خالفت الدستور، والقسم الذي ادته الحكومة أمام رئيس الجمهورية، والبرلمان.
وطالب بنقل الحوار إلى مكان آمن غير العاصمه صنعاء، مشيراً أنه إذا كانت جماعة الحوثي تعتبر صنعاء مدينة آمنة، فإن على زعيمها عبدالملك الحوثي الوصول إلى صنعاء والحوار فيها.
=================
نص منشور عبدالعزيز جباري الذي نشره على صفحته بالفيس بوك

أثناء زيارتنا اليوم للأخ رئيس الحكومه خالد بحاح برفقة الزملاء في قيادة الحزب ..النائب عبده الحذيفي الأمين العام المساعد للشئون السياسيه… الدكتور محمد اللوذن
المساعد للشئون الإقتصاديه الدكتور محمد قرعه المساعد للشئون التنظيميه .اخوكم ..عبدالعزيز جباري الأمين العام ...
اهم ماسمعناه من الأخ بحاح أنه لن ينفذ توجيهات أي احد غير رئيس الجمهوريه ..
وعندما اخبره احد الزملأ بأن جماعة الحوثي اعلنت بأنها ستحاكم الحكومه بتهمة الخيانه العظمئ إذا لم تنفذ توجيهاتهم ..
قال بالعكس لو تم تنفيذ توجيهات جهه غير القياده الشرعيه وخالفنا الدستور ..والقسم الذي اقسمنا امام رئيس الجمهوريه ..والبرلمان ..فأن الحكومه تستحق المحاكمه
وطالب بنقل الحوار إلى مكان آمن غير العاصمه صنعاء
وقال إذا جماعة الحوثي تعتبر صنعاء مدينه آمنه فعلى زعيم الحركه عبدالملك الحوثي الوصول إلى صنعاء للحوار
 

المدعو عبد ربه منصور هادي


محمد عايش

لا يزال يا حوثيين هو "المدعو الشرعي" للبلاد إلى حين إجراء انتخابات تأتي بـ"مدعو" جديد..

كان المدعو بين أيديكم وكنتم قد وافقتم في موفنبيك قبل فراره من منزله بيوم واحد أن تذهب لجنة إلى زيارته في منزله لتقنعه بالعدول عن استقالته، لكنه اختصر الطريق على اللجنة وعليكم وعدل عن الاستقالة من نفسه وبدون مفاوضات..

فما الذي جعلكم تتراجعون؟ هل هروبه من منزله يسقط الشرعية؟

صحيح أنه شطح في بيانه بعد وصوله عدن بإعلانه إسقاط كل الإجراءات التي تمت منذ ٢١ سبتمبر، لكن ذلك يظل شطحا سيسقط في المفاوضات كما هو حال شطحتكم الكبيرة المتمثلة في الاعلان الدستوري.

هادي حولتموه إلى بطل شعبي تخرج المظاهرات يوميا في صنعاء وتعر وإب، وبعضها بحشود كبيرة، رافعة لصوره ومعلنة تأييدها لشرعيته، إضافة إلى أن سبعة من الأحزاب التي تتحاورون معها وبينها الاصلاح والاشتراكي والناصري، فضلا عن الجنوبيين، يؤيدون شرعيته.

كان عليكم أن تطلبوه للعدالة حين كان وحيدا لو دعا أحد لمناصرته لما تظاهر لأجله اثنان.

أنتم حالة غريبة، تصنعون الأبطال ثم تدعون إلى محاكمتهم!!!

قد خليتم حتى سامي غالب الذي عمره، ومنذ كان في المقامط، ما دافع عن "مدعو" ولا عن شرعية "مدعو"؛ ينبري للدفاع عن هادي، وبعد ماذا؟ بعد أن ظل هادي معلقا من رجله منذ فبراير ٢٠١٢ في مسلخ سامي!

صدقوني ما "مدعو" في هذه البلاد إلا أنتم وإلا مقامراتكم التي أتحداكم تثبتوا لنا أنكم تعرفون أي نتائج لها حتى إلى ما بعد اسبوع؟!!!!

شوية "مدعوين" والله

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

نقابة الصحفيين تحمل الحوثيين مسئولية العبث بمؤسسة الشموع للصحافة وتدعو اعضاءها لمقاومة انتهاكاتهم



نص البيان
تلقت نقابة الصحفيين بلاغا من مؤسسة الشموع للصحافة والطباعة والنشر  تفيد فيه استمرار احتلال مبنى مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم بالعاصمة صنعاء من قبل مليشيات الحوثي لليوم الثامن عشر على التوالي ، وشروع المليشيات بعمليات النهب المنظم لأجهزة وممتلكات المؤسسة  على نحو لصوصي، حيث تم نهب ثلاثة باصات خاصة بتوزيع  صحيفة اخبار اليوم وجهاز الاخراج الخاص بالصحيفة .
نقابة الصحفيين وهي تدين هذه التصرفات من قبل الجماعة التي سيطرت على وسائل الإعلام الرسمية بالقوة وبدأت بالسيطرة على وسائل الإعلام الخاصة فأنها تحمل جماعة الحوثي مسئولية أي عبث او نهب او اضرار تقوم به في مؤسسة الشموع  وتجدد مطالبتها بسرعة إخلاء مبنى المؤسسة.
وتدعو نقابة الصحفيين الوسط الصحفي لمقاومة هذه الانتهاكات بكل الوسائل السلمية المتاحة وتعرية ممارسات الجماعة المعادية لحرية الرأي والتعبير. كما تدعو إلى وقفة تضامنية مع مؤسسة الشموع الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس في مقر النقابة ومن ثم الانطلاق الى امام مبنى مؤسسة الشموع.
نقابة الصحفيين اليمنيين

الاثنين، 23 فبراير 2015

حوار متخفف من "صناعة الإجماع" تجنباً لحرب أهلية

سامي غالب
*مسودة الدستور التي ظهر هادي في عدن شاهرا نسختها ستؤدي إلى حرب أهلية
* الفدرالية المستحيلة في اليمن أدت إلى سقوط صنعاء وعدن في قبضة الميليشيات
* سلطة الوفاق والدول الراعية اغلقوا اليمن على خيار الفدرالية في "صناعة إجماع" تكلف اليمنيين هويتهم وسلمهم الأهلي
* يستحيل على اليمنيين أن يعبرون بحرية عن إرادتهم في استفتاء على المسودة
*الاولوية الآن هي لمنع انزلاق هادي والحوثيين نحو مستنقع المباريات الصفرية

بوسع السياسيين اليمنيين، ومن والاهم من كتاب وصحفيين واكاديميين وقانونيين و"شخصيات وطنية" (!) متابعة المسيرة الحوارية المظفرة والثرثرة باسم مخرجات الحوار ومسودة الدستور والهيئة الوطنية لمتابعة تنفيذ مخرجات موفنبيك... الخ.
لكن الأمور الآن تبدو أكثر وضوحا من أي وقت مضى في مرحلة "صناعة الإجماع" التي كان اسمها "المرحلة الانتقالية" قبل أن يقرر الجميع حرفها عن مهامها باتجاه تفكيك الدولة والتشبث بالسلطة عبر سلسلة تمديدات.
لا مناص من إعادة مخرجات الحوار إلى طاولة الحوار مجددا بدلا من الانزلاق الى محاولات لفرض الأمر الواقع من قبل الرئيس هادي وحلفائه من جهة، والحوثيين وحلفائهم (المبرقعين) من جهة أخرى.
سياسة الأمر الواقع التي تورط فيها الجميع خلال السنوات ال3 الماضية، قبل أن يرتكب الحوثيون حماقتهم الكبرى في 21 سبتمبر الماضي باجتياح العاصمة، أدت إلى نشوء وضعية حرجة هي بمثابة "موديل" لما ينتظر اليمنيين في حال استمرت هذه الأطراف في ألاعيبها السياسية.
هذه الوضعية تتمثل في سيطرة جماعة مسلحة على عاصمة الدولة ووجود رئيس الدولة في مدينة أخرى. الجماعة تستقوي بالمحيط القبلي لفرض هيمنتها وإنفاذ كلمتها. والرئيس يستقوي بالمكان (عدن ومحيطها) وبمسودة دستور لدولة افتراضية ليس مرجحا أن تعرض على استفتاء شعبي في المدى الفصير. لكن هذا الرئيس يتصرف منذ وقت طويل باعتباره رئيسا لهذه الدولة الافتراضية لا للجمهورية اليمنية، الدولة العضو في الأمم المتحدة!
***
الرئيس التوافقي في عدن بينما عاصمة الجمهورية ( وعاصمة الدولة الافتراضية المنصوص عليها في المسودة) تخضع لسيطرة جماعة سياسية مسلحة تقول إنها المعبرة عن إرادة "الشعب اليمني".
الرئيس التوافقي الذي انتزع قبل عام موافقة من 500 مشارك ومشاركة في مؤتمر الحوار، على "فدرلة" الدولة، وتمديدا لفترة رئاسته، يستعجل إقرار المسودة بأي ثمن دون تحسب لمخاطر هذا الاستعجال على السلم الأهلي ووحدة اليمن واستقراره.
***
لعبت فكرة الفدرالية دورا تخريبيا هائلا في المرحلة الانتقالية لأن الرئيس هادي ومعتنقي "الفدرالية" على تنوع (وتضارب) دوافعهم واهدافهم، جعلوا منها "إله" يعبد من دون الله. وكذلك فعل اللقاء المشترك والحوثيون و ( إلى حد ما) المؤتمريون الذين كانوا قبل 2011 يعتبرون الحكم المحلي كفرا بالوطنية.
لقد سمح الرئيس هادي، بتشجيع من أحزاب المشترك وسفراء دول غربية مؤثرة، بأن يوضع كيان الدولة التي يرأسها على طاولة النقاش في موقنبيك جنبا إلى جنب السلطة والاصلاحات السياسسية والانتخابية والقضايا السياسية الملتهبة جراء سياسات النظام السابق.
كان مؤدى هذا التكديس للقضايا والتطلعات والتصورات المستقبلية (الرومانسية غالبا) في مكان واحد _ حتى إذا كان فندق 5 نجوم_ هو ما يحدث اليوم؛ "عاصمة محتلة"، كما يقول مؤيدو الرئيس نفسه، من ميليشيات، ورئيس "هارب"، كما يقول مؤيدو الجماعة، من العاصمة، ولجان شعبية في مدن عدة، وجيوش قبلية في مأرب وشبوة وغيرهما من المحافظات التي يحتمل ان تكون ضحية لغزوات حوثية جديدة.
إن القول بأن هذه الوضعية كانت حتمية (بدعوى أن في اليمن "مركز مقدس") أو تحميل طرف واحد فقط مسؤوليتها، هو قول مجاف للحقيقة يستهدف تضليل الرأي العام المحلي والخارجي. فالثابت أن هناك من حذر من خطورة المضي قدما في المسار الانتقالي طبقا لتفضيلات الرئيس هادي وقادة المشترك والدول الراعية.
ويمكن لأي متشكك في هذه القول العودة إلى نص استقالة عضوي اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني رضية المتوكل وماجد المذحجي، واللذين اضطرا إلى الاستقالة جراء تواطؤ السيد جمال بنعمر مع السلطة الانتقالية ضدا على المصلحة العليا للشعب اليمني.
الدول لا تنهار تلقائيا، والمجتمعات لا تغرق في الحروب الأهلية لمجرد ان هناك تشوهات وأحقاد ورواسب كانت غير ظاهرة على السطح، تفجرت دفعة واحدة في وجه الجميع. ومن غير العلمي عزو ظاهرة سياسية (أو تحولات سياسية واجتماعية) إلى عامل أوحد كما يفعل عديدون في اليمن منذ سنوات عندما جعلوا من مفردتين اثنتين محورا ودليلا لفهم أي ظاهرة او مستجد في اليمن. هكذا تحول "المركز المقدس" من مجرد اجتهاد لأحد السياسيين اللامعين لمقاربة أزمة الدولة اليمنية في القرن الماضي إلى "عقيدة" تزود المؤمنين بها بإجابات ناجزة وسريعة على كل الأسئلة التي تواجه اليمني في حياته الدنيا. صار المركز المقدس" مدخلا لتدنيس كل ما له صلة بالوطنية اليمنية.
ومن دون أن يكون في الامر سوء طوية بالضرورة، فإن كل الشرور التي اصابت اليمنيين خلال العقود الأخيرة صار لها "منبع" وحيد، هو "المركز المقدس".
والحاصل أن "عنفا لفظيا" هائلا تم توجيهه نحو فئات من اليمنيين بجريرة أنها "المركز المقدس". جرى هذا بالموازاة مع تجريد الرئيس السابق صالح وحلفائه من القوة، تدريجيا، وتكريس خطاب سياسي واعلامي يجعل من المرحلة الانتقالية فرصة ذهبية لان يتخلص اليمنيون في المناطق الوسطى والغربية والجنوبية والشرقية من اليمنيين "المشيطنين" في المنطقة الشمالية. تضافر هذا العنف اللفظي وسياسات مرتجلة للسلطة الانتقالية فككت الجيش وأضعفت الروح المعنوية لأفراده وكرست حالة شقاق بين وحداته واشاعت فرزا على الهوية الاجتماعية والسياسية بين قادته.
في هذا السياق الكارثي، شق الحوثيون _ المبرؤون من أوزار الرئيس صالح وحلفائه القبليين والعسكريين (الأوفياء والمنشقين)_ طريقهم إلى العاصمة في وقت قياسي دون ان تعترضهم أية قوة على الأرض.
***
لقد أهدرت سلطة الوفاق برئاسة هادي فرصة تلو أخرى، لتدارك الأخطاء وتصحيح المسار الانتقالي. وهي أنهت في وقت قياسي كل الايجابيات التي وفرتها الثورة الشبابية في 2011 وبخاصة الروح الوطينة العارمة التي رممت بعضا من التشوهات والصدوع التي خلفتها حقبة الاستبداد والفساد والحروب الداخلية في الشخصية اليمنية.
بعد تأجج "الذاتية اليمنية" في 2011 تتجاذب اليمنييين، في الوقت الراهن، دعوات عصبوية، مناطقية وطائفية وسلالية، تذكر بأسوأ ما تختزنه الذاكرة الجمعية من حروب وفتن ومذابح.
***
في سبتمبر الماضي نفذ الحوثيون قفزتهم الكبرى في مسيرتهم القتالية، باقتحام العاصمة صنعاء، وتمكنوا من وضع حد لأية نقاشات بشان تحسين مخرجات الحوار الوطني، إذ جعلوا من مسودة اتفاق جديد بين السلطة وبينهم، اتفاقا ناجزا يوقع عليه ممثلو الأطراف نفسها التي شاركت في موفنبيك. ألزم الاتفاق الجديد الأطراف الموقعة بمراجعة المخرجات المتعلقة ب"شكل الدولة".
بدت هذه الفقرة من الاتفاق هامشية لكثيرين وخصوصا "للفدرالين" اليمنيين وجمال بنعمر وسفراء الدول الراعية. لكنها في الواقع كانت "الفقرة المفتاح" التي تفسر كل ما جرى في اليمن حتى 21 سبتمبر، وكل ما سيجري بعد ذلك اليوم الذي كرس ما يشبه الانقسام بين فئتين من اليمنيين هما "الحوثيون" ومن والاهم، وغير الحوثيين.
لكن الحوثيين ليسوا مجرد فئة من اليمنيين. إنهم "جماعة" صاعدة تستثمر كل الفجوات والصدوع التي خلفها نظام صالح او تسبب بها مسار انتقالي فضفاض وغير آمن. وهذه الجماعة هي خليط من عقيدة (شمولية دينية) ومصالح (سياسية واقتصادية) وعصبية (بالمعنى الاجتماعي). وهي على أية حال جماعة تتركز في (وترتكز على) مناطق زيدية تقليدية اتسع مفهوم "المركز المقدس" في المرحلة الانتقالية ليشملها برعايته الكريمة!
هكذا صار للتقسيم الأولي لليمنيين في خريف 2014، عنصراه الأساسيان: حوثيون وغير حوثيين.
لكن هذا التقسيم لا يخدم الهدف النهائي لدعاة التقسيم، فكان من الضروري التقدم في التقسيم خطوة أخرى اعتمادا على وحدة قياس أكثر عملية: المركز المقدس (آزال) والأقاليم الخمسة الأخرى.
انطلاقا من وحدة القياس الرائجة هذه، صار من الممكن الحديث عن زيود وشوافع، مطلع ومنزل، يمن اعلى ويمن أسفل، شمال وجنوب ومشرق وتهامة،... وهكذا انحطت لغة السجال في اليمن لتبلغ الدرك الأسفل بعد سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة ووضعهم الرئيس هادي قيد الإقامة الجبرية.
أعاد الرئيس هادي وكل المشاركين في موفنبيك، وبخاصة الحوثيون انفسهم، تعريف اليمني طبقا لمعايير شديدة البدائية. وأغلقوا الخيارات المستقبلية على ثلاثة: فدرالية من أي نوع؛ انفصال بأي وسيلة؛ دولة الرئيس السابق علي عبدالله صالح (بكل مثالبها وبخاصة التركيز العاصمي والتسلط العصبوي).
حرم اليمنيون من خيارات عديدة أخرى. وقد تكفلت "صناعة الإجماع" بتوجيه ال500 مشاركا في موفنبيك إلى "قبلة" الفدرالية باعتبارها الدين الذي لن يضل اليمنيون من بعد اعتناقه أبدا.
كان من موجبات هذا الاغلاق على الخيارات، الحؤول دون أية فرصة لالتقاء اليمنيين. ووأد أية محاولة لتذكيرهم بخيارات أخرى، ورفض أية مقترحات من اجل الإعداد الجيد للحوار الوطني بما في ذلك رفض التهيئة عبر اجراءات بناء ثقة في الجنوب وصعدة.
كان المطلوب أخذ اليمن في المرحلة الانتقالية الى التقسيم السياسي. وقد فعل جمال بنعمر وخبراؤه الذين يحهلون اليمن، كل ما يتوجب فعله لإقناع اليمنيين بأن الفدرالية ستأخذهم إلى الجنة.
***
في خريف الحوار نشب خلاف بين المبشرين بالدين الجديد حول عدد الأقاليم الذي سيعتمد لتقسم اليمن. كان هناك معسكران غير متكافئيين: معسكر قوي برئاسة هادي ويضم الإصلاح والمؤتمر والناصري واتحاد القوى الشعبية وتكلتلات شبابية ومدنية، وقد عزم أمره على تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم بما يضمن تقسيم الجنوب إلى اقليمين على الأقل؛ ومعسكر آخر يضم الحزب الاشتراكي و"مؤتمر شعب الجنوب" (مكون محمد علي أحمد) وجماعات صغيرة أخرى لا تتمتع بقوة تصويتية في مؤتمر الحوار.
بين هذين المعسكرين وقف الحوثيون معتمدين أسلوب "الشيطان الأكبر" في "الغموض البناء". لم يقولوا كلمة فصل بخصوص مشروعهم التقسيمي الخاص، لكنهم ابدوا تحفظهم لاحقا، طريقة ومعايير تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم. وأرسلوا إلى اطراف جنوبية وحزبية ما مفاده انهم يمكن أن يقبلوا تقسيما سياسيا من اقليمين؛ شمال وجنوب. وقد بدا هذا وجيها بالقياس الى ما كان يردده بعض الحوثيين قبل 2014، من أن الجماعة تؤيد حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم! فضلا على هذه التصريحات، كان ناشطون جنوبيون، خصوصا الموالون لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض المدعوم من إيران، يظنون أن تقدم الحوثيين في الشمال يقرب "اليوم الموعود" الذي تتنزل فيه الفدرالية على الجنوب، ثم يكون من بعد ذلك قرار بشان الوحدة.
***
يمكن اعتبار "الفدرالية" الكلمة المفتاح التي تفسر سلوك جميع الأطراف في المرحلة الانتقالية.
والشاهد أن "الفدرالية" بما هي موضوع مدرسي، شديدة الأغواء. أنها للوهلة الأولى الحل السحري لكل مشاكل اليمنيين مع دولتهم الراهنة.
كما أي حل سحري يتكثف في مفردة واحدة، صارت الفدرالية دين الشموليين بمختلف تياراتهم. لا يمكن تفسير هذا الانجراف العميق من قادة الأحزاب اليسارية والاسلامية والقومية في "الدين الجديد" من دون الإمساك ب"شموليتهم" المنجرحة او الآفلة. لقد قاربوا مسألة "كيان الدولة" كما كانوا يقاربون مسألة العدالة الاجتماعية او مسألة "الوحدة العربية" أو "الوحدة الأسلامية". كذلك حل شعار "الفدرالية هي الحل" محل "الإسلام هو الحل" ومحل "حتمية الحل الاشتراكي" ومحل "الوحدة العربية آتية لا ريب"!
في عام الحوار الوطني (2013) عاد الشموليون في اليمن إلى صباهم! لقد وفرت "الفدرالية" علاجا سحريا لحالة الضياع التي دخلوها جراء أفول، او انكشاف عيوب وثغرات، "ايديولوجياتهم" الشمولية.
صار للشمولي، الآن، ما يعيد إليه اعتباره.
هكذا، انغمس شموليو الماضي في تخليق شمولية جديدة من مسألة تجريبية محضة، هي "شكل الدولة".
ومن يعيد تتبع مسار الحوار الوطني، وتصريحات أبرز شخصياته، سيضيع وسط أكوام من المقولات التبشيرية التي انتشرت في عام الحوار. لكنه لن يجد أية دراسة علمية جادة تناقش الفدرالية في العمق.
شخصيا، اعرف ان الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار، لم تكن مزودة بأية دراسات أو استطلاعات تتعلق بالدين الذي يبشرون به. لم يكن أي حزب قد ناقش بشكل مفصل كيف سيفدرل اليمن، وهل بالوسع حقا تحويل جنس دولة من "دولة بسيطة" إلى "دولة مركبة". وفي حال أمكن هذا، ما هي الكلف المتوقعة؟ وما هي المخاطر المحتملة؟ وهل سيؤثر تقسيم شعب واحد سياسيا على عدة اقاليم على هويته الوطنية؟ وما هي الآثار المتوقعة على حقوق المواطنة لليمنيين جميعا؟ وكيف يمكن تفكيك دولة باسم الفدرالية من دون ان يؤدي ذلك إلى تفتيت الهوية الجامعة لليمنيين؟
***
لم يحضر أي فدرالي جيدا للاختبار. كان المطلوب انتزاع قرار بأي ثمن وبأسرع وقت، يسمح بتحويل اليمن من دولة بسيطة إلى دولة مركبة.
لم يظهر أي خلاف ذي معنى بين الفدراليين الذين ظلوا حتى نهاية صيف 2013 على قلب "فدرالي واحد". لكنهم سرعان ما تضاغنوا بدءا من سبتمبر 2013. كانوا في الخفاء، وبعيدا عن "أرانب السباق" في موفنبيك، يتفاوضون على عدد الأقاليم! وفي رمضان من ذلك العام كانوا قد توصلوا إلى اتفاق أولي بتقسيم اليمن إلى 5 أو 6 أقاليم.
لكن الحزب الاشتراكي اليمني أظهر لاحقا انه متمسك بخيار الاقليمين (شمال وجنوب). بينما التزم الحوثيون "الغموض البناء"، مبقين على هامش مناورة يساعدهم على تأجيل أي صدام بأي طرف، وانتظار مستجدات العلاقة بين اطراف المبادرة الخليجية.
***
في ذلك الخريف، كان من الواضح ان الحوثيين يواصلون تقدمهم في الشمال. وأن جماعات وازنة في حضرموت تتطلع الى اقليم خاص بالمحافظة، وليكن أقليم يضم محافظات أخرى إن لزم الأمر.
كان الرئيس هادي من أوائل معتنقي الدين الجديد. لكن حليفه الحزبي الرئيسي، وهو التجمع اليمني للإصلاح الذي لعب إلى حد بعيد، دور الحزب الغالب (أو المسيطر)، كان من الصحابة التابعين (!). والحاصل أن الرئيس والإصلاح التقوا في منطقة "الاقاليم ال6". كانا ضد فكرة الانفصال. وبالتالي وقفا بشدة ضد فكرة الاقليمين. كانا يعرفان ان فكرة الاقليمين لها جاذبية أقوى لدى حلفائهم في الجنوب والشمال. وكلاهما أدرك أن ضرب هذه الجاذبية يتطلب فكرة اكثر جاذبية أو فكرة معطلة!
في منتصف 2013 بدأ الرئيس هادي والإصلاح (وغريمهما الأول حزب المؤتمر الشعبي) الدفع باتجاه اقليم شرقي محوره حضرموت. كان هذا التكتيك يثير جنون الحزب الاشتراكي والحراكيين. فقد ظهر أن في حضرموت وشبوة نزوعا قويا للابتعاد عن محافظات الجنوب الاخرى. وقد جرى استدعاء مشروع بريطاني يقسم الجنوب إلى محميتين، غربية وشرقية انطلاقا من عدن.
هكذا استقطب مشروع الاقاليم ال6 كل خصوم الحراك والاشتراكي اولا.
كان تقسيم الجنوب (السياسي السابق) إلى اقليمين يجهز تلقائيا على أي امل في استعادة "الجنوب السياسي" باسم الفدرالية أو بهدف الانفصال (أو فك الارتباط بحسب علي سالم البيض).
 [يحضرني هنا لقاء بسياسي بارز من المشترك في خريف 2013، وقد سمعت منه مباشرة ما يمكن اعتباره تعهدا بمواجهة مشروع الاقليمين بأي ثمن حتى لو اضطر حزبه إلى لعب الورقة الحضرمية!]
كسب مشروع الاقاليم ال6 تأييد القوى الرئيسية في موفنبيك باستثناء الحزب الاشتراكي. وقد وجد التجمع اليمني للإصلاح في هذا المشروع ما يبدد هواجسه من التنامي المتسارع لقوة الحوثيين في الشمال. هكذا صار اقليم "آزال" حلا مثاليا للمسألة الحوثية. كان مطلوب تحجيم الحوثيين في الشمال الزيدي خصوصا وقد ظهر للجميع ان هذا "الشمال" سيكون للحوثيين فيه الكلمة الفصل. وقد تحمس الإصلاح لفكرة اقليم شمالي خاص بمناطق نفوذ محتملة للحوثيين. وقد أدى هذا التقسيم الطائفي إلى ضم محافظة ذمار، بما هي محافظة سكانها في اغلبهم من اليمنيين الزيود، إلى اقليم "آزال" بعدما كان التقسيم الأولي يضعها في اقليم "سبأ". [توجد تفاصيل موجعة بشان هذا التقسيم البدائي لليمنيين]
في ديسمبر 2013 خرج الدكتور ياسين سعيد نعمان (بما هو نبي الفدرالية في اليمن أو ما يمكن أن يكون "فرانكشتاين الأول" في اليمن) مغاضبا بعدما تيقن من أن الرئيس هادي حسم موقفه لصالح الاقاليم ال6 متحالفا مع الإصلاح وقطاع مؤثر من حزب المؤتمر الشعبي وكل اؤلئك الذين يتطيرون من انفصال يمهد إليه تقسيم فدرالي من اقليمين.
وقد تشكلت لجنة لتحديد عدد الأقاليم بتفويض شبه مطلق للرئيس هادي من مؤتمر الحوار الوطني. وفي اللقاء الأول للجنة بدا الرئيس هادي حاسما ومستعجلا قرار التقسيم الجاهز. وهو طلب من اللجنة انهاء مهمتها (الاستراتيجية والمعقدة) في ظرف يومين، لكن اعضاء في اللجنة اقنعوه بأن انجاز المهمة بهذه السرعة يثير شبهات في أن اللجنة لم تفعل شيئا سوى الإذعان لمشيئة الرئيس الذي شكلها. تحلى الرئيس بالصبر مراعيا الشكليات. وانهت اللجنة مهمتها بنجاح لكن ممثل جماعة الحوثيين رفض التوقيع على "تقسيم اليمن" لأن لديه تحفظات. وكذلك قال عبدالملك الحوثي مرارا في العام الماضي.
***
انعكس مشروع التقسيم موادا في مسودة الدستور. وفي الأثناء كان الحوثيون يتابعون تقدمهم جنوبا بدءا من صعدة. وقد استولوا على عمران ثم على العاصمة في سبتمبر الماضي.
كان هذا التطور يثير قلق الفدراليين (السداسيين، إن جاز الوصف). وكم كان لافتا أن هؤلاء، وهم مسؤولون رفيعون في الحكومة والبرلمان والأحزاب والسلطة المحلية، سارعوا إلى إجراء اتصالات ومشاورات ولقاءات لبحث هذا التطور الخطير الذي يهدد مشروعهم الافتراضي. كان التقسيم لا "العاصمة المحتلة" هو ما يثير قلقهم. وقد اجتمع ممثلون افتراضيون من اقليم "الجند" واقليم "حضرموت" لغرض تدارس ما يمكن فعله لمنع الحوثيين من تغيير صيغة التقسم، خصوصا وان الحوثيين كانوا قد تمكنوا من ادراج مطلبهم بإعادة النظر في موضوع شكل الدولة، في اتفاق السلم والشراكة.
***
يمكن ببساطة تفسير سلوك الفاعلين السياسيين اليمنيين انطلاقا من "الفدرالية"، بإقليمين أو بستة أقاليم.
في هذا السياق يمكن فهم ما ورد في موقف الحزب الاشتراكي من الإعلان الدستوري. فقد تضمن الموقف تجديدا على تمسك الحزب بخيار الاقليمين!
بالنسبة لأي قارئ عابر، فإن الإشارة إلى مشروع الاقليمين في معرض بيان بشان اعلان دستوري للحوثيين ينهي السلطة التوافقية ومرجعيات المرحلة الانتقالية، هو أمر مثير للاندهاش والعجب. لكن أي متابع لسلوك قيادة الحزب الاشتراكي يجد الامر اعتياديا على غرائبيته. ذلك ما اعنيه ب"رهين المحبسين".
يمكن في المقابل قراءة سلوك التجمع اليمني للإصلاح في ضوء هذا المشروع. فقد أراد الإصلاح (المتحفظ اساسا على مشروع الفدرالية) تعويض خسائرة المروعة في الشمال بتحفيز مشاعر دينية سنية في المشرق وتهامة وإب وتعز والجنوب. صارت فدرالية ال6 بمثابة طوق النجاة الإصلاحي من الوحش الفدرالي الزاحف من الشمال، والذي تخلق في عامي الحوار بفعل مثابرة الدكتور فرانكشتاين.
***
يمكن تلخيص المشهد الآن على النحو الآتي:
_ كانت الفدرالية مجرد فكرة يتم التلويح بها ضدا على مركزية طاغية لا تحتمل.
_ صارت الفدرالية دين النخبة اليمنية بدءا من عام 2012.
_ صارت افيون الشعب اليمني أيضا. فاليمنيون مطالبون بإرجاء اهدافهم من الثورة الشعبية حتى تنزل الفدرالية في صيغة 6 فراديس.
_ تمكنت السلطة الانتقالية من إرباك الحراك الجنوبي، وتحجيم الحزب الاشتراكي.
_ في ما يشبه الاستجابة الغريزية للتحدي الفدرالي، تقدم الحوثيون بقوة في الشمال لمنع أي مخطط يعزلهم داخل اقليم آزال. وقد استفاد الحوثيون من الثغرات الظاهرة على التقسيم الاعتباطي الذي قام على اسس مناطقية وطائفية، ولأجل اعتبارات سياسية لبعض الاطراف في السلطة.
_ يتضمن تقسيم ال6 اقاليم اكراهات لا حدود لها في ما يخص السكان داخلها.
_ التقسيم يغذي_ حتى من قبل ان يتنزل خطوطا وحدودا على الأرض_ النزعات الطائفية والمناطقية في اليمن.
التقسيم الفدرالي من أي عدد، يعيد تعريف اليمنيين كأقليات وأكثريات داخل كل اقليم.
_ الفدرالية طبق التصورات الراهنة بما فيها مسودة الدستور، مستحيلة التحقق.
_ يوجد مسودة دستور يلوح بها الرئيس هادي وكل خصوم الحوثيين. لكن الأكيد أن هذه المسودة لن تخضع لاستفتاء شعبي. فالانقسام الحاصل بشأنها يحول دون ان تصير "العقد الاجتماعي" لليمنيين. فهناك بالتأكيد نسبة مقدرة من اليمنيين لا يقبلون بها، في الشمال وفي الجنوب.
_ حتى في حال أصر الرئيس هادي، بدواعي الثأر من الحوثيين او استمرارا لمشروعه الأصلي، على تحويل مسودة الدستور الى محور استقطاب لليمنيين ضدا على الحوثيين وعلى الحراكيين، فإنه لن يتمكن من نيل موافقة الشعب اليمني عليها.
_ الفدرالية_ كما هو رأيي منذ البداية_ مستحيلة التحقق في اليمن راهنا. إن التبشير المستمر بفراديسها على الأرض، هو ما يثير المزيد من المخاوف حول مستقبل الكيان السياسي لليمنيين. وبالنسبة لي فإن ما يثير قلقي هو استحالة ان تتحقق بشارات الفدراليين وليس تحققها.
_ بوسع أي كاتب أو صحفي او أكاديمي، ان ينخرط كعامل مخلص في صناعة الإجماع. لكن عليه ان يتساءل أولا عما كان يفعله الرئيس هادي والحوثيون والمشترك والمؤتمر وممثلو الشباب والمكونات المدنية والنسوية في موفنبيك خلال عام 2013.
كانوا يصنعون الإجماع!
الإجماع الذي مكن الحوثيون من الاستحواذ على عاصمة اليمنيين، ودفع الرئيس إلى اللجوء، سرا، إلى عدن التي صارت معقله بعد سيطرة اللجان الشعبية (ميليشياته) على المدينة.
***
كما تفعل "صناعة الإجماع" في العادة. يخضع اليمنيون بمختلف شرائحهم ومناطقهم، لإكراهات غير مسبوقة. وسيكون من الجنون أن يتابع صناع الإجماع الإنتاج في بلد صار في "عين العاصفة"، ويستحيل على أبنائه، في الوقت الراهن، أن يعبرون بحرية عن إرادتهم في استفتاء شعبي.
عقب اختتام مؤتمر الحوار الوطني في يناير 2014، اقترحت عقد حوار بين اليمنيين بعد تبديد فرصة حوار 2013.
اجدد هذا المقترح الأن. بل وأشدد على ضرورته قبل أن يأخذ الرئيس هادي والحوثيون اليمن إلى حرب وجود، إلى مباراة صفرية، إلى قتال حتى النهاية قد يخرج طرف منه منتصرا لكن على "اليمن الخراب"!
===================
عن موقع المصدر أونلاين