الأربعاء، 18 فبراير 2015

اطمئنوا.. الطائرات ستصل صنعاء.. لكنها عرضة للسقوط فوق رؤوسكم!!




يبدو ان شركات السوق السوداء الاوكرانية وسماسرتها كانوا اذكى مما نتوقع.
اوصلوا الطائرات الخردة وصواريخ وقنابل الطائرات الى ميناء الحديدة في ظل وضع شاذ في قمة الاضطراب، ولفقت التهمة لروسيا استنتاجا فقط اذ لا علاقة لها بها فعلا، وتكاد تكتمل الصفقة او تكاد بطائرتين متاخرتين هناك، جميعها تقريب منتهية العمر الافتراضي، وتم شراؤها من السوق السوداء وترميمها في مصنع غير بلد المنشأ في روسيا الذي لا يتعامل قطعا مع طائرات انتهى عمرها التقويمي او العملي .
الطائرات السبع (سوخواي ٢٢) التي وصلت من الصفقة في يوليو ٢٠١٢، وكل طائرة منها من طراز مختلف، سقطت منها طائرة بعد سبعة اشهر من وصولها في شارع الزراعة وقتل الطيار محمد علي شاكر و عشرة مدنيين ولعلكم تتذكرون الخياط الشميري الذي فقد طفلتيه وزوجته في الكارثة.
وثلاث طائرات ادركت الشركة الاوكرانية الوسيطة متى تورط اليمن بها رغم ان الخلاف معها قائم منذ سقوط طائرة الزراعة، ونجاة ثلاث طائرات اخرى من السقوط بذات الخلل بقدرة الباري وبراعة الطيارين وسرعة استجابتهم.
في فبراير ٢٠١٤اوصت لجنة فنية ومهنية بايقاف الطيران على طائرات تلك الصفقة والتحقيق فيها وعدم استيراد البقية التي اعيى المصنع الاوكراني ترميمها وتشغيلها، كونها اصبحت منتهية العمر الافتراضي، اما بالزمن او بساعات الطيران.. تلك الطائرات تصبح عبئا على الدول التي استثمرتها بعد انتهاء عمرها الافتراضي، لكن هناك دولا بانظمة فاسدة في العالم الثالث كاليمن تقبل ان تكون مكب نفايات العالم، وتدفع المقابل ايضا من حساب قوات المواطن لتتحول تلك الطائرات كارثة وشيكة فوق اي حي او قرية او مدرسة..
في ظل وضع طبيعي كان مفترضا أن يبعث وصول تلك الطائرات على استقالة مسؤولين وانتفاضة المعنيين، ومن ثم تتحول الى قضية راي عام كونها تهدد حياةةالطيارين والمدنيين على حد سواء، لكنها اصبحت جزءا من نظرية المؤامرة، وملحقاتها..
يقولون ارسلتها روسيا تزامنا مع مواقفها في مجلس الامن؟؟!!.. يتساءلون هل وجهتها صعدة؟!
وصعدة ليس فيها الى الان وعلى مدى بضعة اشهر على الاقل وقد تطول امكانية لاستيعاب بضع طائرات تحتاج لورش صيانة خاصة وفرق هندسية وطيارين ومهندسين.
ثم ان الجماعة يسيطرون على القواعد الجوية في صنعاء والحديدة فما الباعث للقلق لديهم على المدى القريب على الاقل، وكأن صعدة بحد ذاتها خارج اطار اهتمام الوطنيين الغيورين على صنعاء وغيرها.
هذه الطائرات (وربما مثلها الاسلحة) خطر على كل حي ومدرسة وسوق ومواطن يحتمل ان تطير فوقها.. هذه الطائرات تستنزف اموالنا وارواحنا، ومثلها ربما الاسلحة ان كانت منتهية، والتي قد تبقى ملقية في اماكن الصراع لتنفجر تباعا في اطفال يلعبون او رعاة للغنم او عابري سبيل.
اذا كان القلق من وقوع هذه الطائرات بيد الحوثيين ونقلها الى صعدة فانا اطمئنكم، لا داعي لذلك، فهي عرضة للسقوط ربما في اول ظلعة وربما في العاشرة، واي طيار يمتلك درة عقل لن يقبل الطيران عليها.. وان قبل فلن يكون الخطر باكبر من سقوطها فوق منازلنا، وقتلنا.. ثم ان هناك طائرات احسن حالا منها بكثير في قاعدة الديلمي التي يتحكم الحوثيون فيها منذ اشهر وهي اولى بالقلق، ولا يوجد ما يمنعهم من نقلها الى صعدة ان ارادو، ولا اظن الوضع مختلفا مكانا بالنسبة لهم من صنعاء الى الحديدة ليفعلوا ما يريدون في ظل الوضع القائم..
هذه صفقة فساد كبيرة ومهولة، وفسادها يتعدى العمولات الى تهديد حياة المدنيين الامنين في مساكنهم..
هذه صفقة فساد نتنة بداها نظام صالح عام ٢٠٠٨، واستمرت خلال القيادة التالية في السنوات الانتقالية رغم كوارثها المحققة وتهديداتها الفعلية، وهاهي تكملها الجماعة مسلحة استولت على البلاد ومؤسساتها باسم مكافحة الفساد، لكنها على ما يبدو منتشية من الدعاية والسمعة التي وفرت لها باعتبارها اصبحت ذات علاقة تسليح ودعم مع روسيا واوكرانيا وليس ايران وحده..
وبدنا الصيت ما بدنا المكسب ولا هرطقات مكافحة الفساد..
وليذهب اليمنيون، بما هم ضحايا محتملين، الى الجحيم، بهذه الطريقة او تلك، لا يهم ولا فرق!!
ختاما عليكم ان تطمئنوا تماما، وتناموا قريري الاعين، فتلك الطائرات الثلاث التي توشك ان تقع فوق رؤوسكم او اسواقكم او اطفالكم في المدارس ستصل الى قاعدة بصنعاء، وليس الى الحوثيين في صعدة ؛).
=======
الصورة لاحدى طائرات الصفقة.. واخرى لهيكل مشروخ لاحدى الطائرات..

ليست هناك تعليقات: