الاثنين، 23 فبراير 2015

نووي صعده وشرعية صنعاء



منى صفوان

ليست فقط ترسانة الأسلحة الروسية، لكن حتى لو احضر "الحوثي" النووي الإيراني الى صعده، فلن يحكم بدون شرعية.
فالشرعية هي موافقة الاخر، وتمنح من قبل كل الاطراف بمشاركتها في الحكم.
ومغادرة "هادي" وانسحاب الأحزاب، نزعت الشرعية عن صنعاء.
فمن يسيطر الان على صنعاء بالقوة، كانما يقبض على الهواء.
وبنفس الوقت، شرعية "هادي" تصبح خارج سياق الفعل السياسي، طالما لا يملك القوة، حتى لو كل الاطراف معه، لكنها الأضعف على الارض، فيظهر كرئيس شرعي، ولكنه لا يحكم.
...
لهذا تبارز ايران ، السعودية في اليمن بقوتها العضلية، وترد عليها المملكة بتكتيكها السياسي.
واليمن بين صراع الفيلة يحتاج الى قوة صعده، وشرعية صنعاء.
و"صنعاء"هي العاصمة العربية الوحيدة، التي يمكنها ان تكون نقطة التقاء طهران والرياض، لانها ليست تابعة فعليا لاي منهما لا دينيا ولا سياسيا، ويمكنها فعل هذا المستحيل فقط.. فقط.. فقط .. ان قرر اليمنيون المضي بتسوية.
======================
على صعده ان تتوجه الى عدن ايضا
لو صحت الاخبار المسربة ان ايران تدفع الحوثيين حاليا للهرب من الاخفاق الداخلي بعد مفاجاة "هادي"، بفتح جبهة قتالية على الحدود السعودية، فان هذا سيؤكد غباء العقل السياسي لإيران في اليمن.
فأي مناوشات مع السعودية الان ستزيد من الاخفاق السياسي ولن تحل الأزمة والتهديد بتحويلها الى اقتتال داخلي في اليمن ، كما انها لن تحظى بتأييد شعبي، لان الداخل لديه أولويات يجب الاتفات لها واولها إنهاء الأزمة.
اما تحرير الاراضي اليمنية التي اخذتها السعودية بموجب اتفاقيات، فليس وقته الان، وهي لن تعود الا بالتكتيك السياسي.
فهل يعرف الحوثي ان في هذه اللحظة الأنظار موجهه الى عدن ، وليست في جيزان، وهي لحظة تفكير سياسي ومساومة، والاطراف السياسة كلها ذهبت الى هناك، وهذا هو وقت المفاوضات قبل اعلان "المقاومة الشعبية وتحرير صنعاء" اي الانفجار الحربي.
وعلى العقل النووي ان يدرك حجم المأزق السياسي الذي وقع فيه، وان التقارب مازال ممكنا، خاصة ان النقاط تسجل من الطرفين، فيمكن لصنعاء وأحزابها بعد الخبطة السياسية الاخيرة تقديم تنازل سياسي، والتوقف عن الحشد العسكري باتجاه صنعاء، فقط ان قدمت صعده بدورها تنازلا عسكريا.
فعلى صعده ان تتوجه ايضا الى عدن، وليس ان تفتح جبهة في جيزان.

ليست هناك تعليقات: