الأحد، 22 فبراير 2015

هادي يعود رئيساً للبلاد من عدن.. رافضاً انقلاب الحوثيين في صنعاء



منزل الرئيس يتعرض للنهب بعد مغادرته وايقاف سكرتيره الصحفي وضباطاً من حراسته
الغموض يكتنف طريقة مغادرة هادي إلى عدن.. وروايات عن بعض التفاصيل
سبيع بيان الرئيس هادي أكد أنه ما يزال "الرئيس الشرعي" لليمن، ووصف ما حدث بـ"الإنقلاب" وصنعاء "عاصمة محتلة" 
سبيع: البيان أكد أنه كان تحت الإقامة الجبرية وأن رئيس الحكومة ووزراءها مايزالون تحت الإقامة الجبرية
سبيع: هادي امضى 5 اشهر تحت الاقامة الجبرية بدليل تأكيد البيان أن الإجراءات والتعيينات بعد 21 سبتمبر لاغية وغير شرعية
السقاف: المعادلة السياسية وموازين القوى تغيرت، بوصول هادي إلى عدن
نقابة الصحفيين تحمل الحوثيين مسؤولية سلامة السكرتير الصحفي للرئيس
رواية صحفية: شيخ قبلي هندس عملية مغادرة هادي بالتنسيق مع جهاز استخبارات خليجي


المصدر- تقرير خاص
مجدداً يخلط الرئيس عبدربه منصور هادي كافة الأوراق السياسية التي ترتبت على اعلان استقالته في 22 يناير الماضي، بعد أن ظهر من عدن، ببيان حمل ضمنياً اعلانه التراجع عن استقالته، واستمراره في رئاسة البلاد.
وأمس، وصل الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، دون أن تتكشف تفاصيل ذات موثوقية عن موعد وصوله، أو مغادرته منزله في صنعاء، والترتيبات التي تمت لكسر الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي، منذ 20 يناير الماضي.
ومساءً أعلن الرئيس هادي، في بيان صدر عنه، أن ما حدث في صنعاء كان انقلاباً على الشرعية الدستورية، مؤكداً إنه متمسك بالعملية السياسية المستندة للمبادرة الخليجية كمرجعية رئيسية، فيما ذكرت وسائل اعلامية انه اجتمع باللجنة الأمنية بعدن.
واعتبر هادي في بيانه أن «كل الخطوات والتعيينات التي اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها»، داعياً كل مؤسسات الدولة للالتزام بقرارات الشرعية الدستورية وحمايته، كما اكد تمسكه بمخرجات الحوار الوطني الشامل ومخرجاته.
وحيا هادي أبناء الشعب اليمني الذين عبروا عن رفضهم للانقلاب، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ الاجراءات لحماية العملية السياسية ورفض الانقلاب.
ودعا هادي لرفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكل رجال الدولة وإطلاق المختطفين، كما دعا إلى انعقاد اجتماع للهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز.
واعتبر الكاتب الصحفي نبيل سبيع أن بيان الرئيس هادي أكد أنه ما يزال "الرئيس الشرعي" لليمن، وأنه وصف ما حدث ويحدث في صنعاء بـ"الإنقلاب"، إذ حيا من رفضوا "الإنقلاب" وطالب المجتمع الدولي برفض "الإنقلاب".
وأشار سبيع في تعليق على بيان الرئيس أن هادي اعتبر أن صنعاء "عاصمة محتلة" من قبل الميليشيات، حتى وإن لم يقل ذلك حرفياً، فقد قالها ضمناً بدعوته الهيئة العامة للحوار للإجتماع في عدن أو تعز حتى تغادر الميليشيات صنعاء.
وأوضح سبيع أن بيان الرئيس أكد أنه كان تحت الإقامة الجبرية وأن رئيس الحكومة ووزراءها مايزالون تحت الإقامة الجبرية، وذلك حينما دعا لرفع الإقامة الجبرية عنهم وإطلاق "المختطفين".
واعتبر سبيع أن الجديد الذي حمله البيان هو تأكيده على أن كل الإجراءات والتعيينات الصادرة منذ 21 سبتمبر تعتبر لاغية وغير شرعية، وهذا يعني أن كل قرار اتخذه هادي بعد ذلك التاريخ كان تحت ضغط وتهديد سلاح الميليشيا، ويعني أن هادي يعتبر أن "الإنقلاب" لم يحدث يوم 21 يناير بل حدث يوم 21 سبتمبر، لافتاً أن ذلك يعني أن هادي أمضى 5 أشهر تحت الإقامة الجبرية وكل ما صدر عنه من تصريحات وقرارات طيلة تلك الفترة صدر عنه تحت قوة الإجبار.
تفاصيل غامضة لانتقال الرئيس إلى عدن
ولم ترشح أية معلومات ذات موثوقية حول طريقة مغادرة الرئيس هادي صنعاء وصولاً إلى عدن، وتفاوتت الأخبار حول التفاصيل، لكن يبدو واضحاً أن العملية تم التخطيط لها بدقة متناهية، وأحيطت بتكتم شديد للغاية، ومستمر إلى ما بعد وصوله عدن، وتحركاته فيها.
وفي حين أفادت بعض المعلومات أن هادي وصل إلى منزله الخاص في منطقة خورمسكر بعدن، إلا أن معلومات أخرى أفادت بوصوله إلى القصر الجمهوري بالمعاشيق بعدن.
وأبلغ المصدر مسؤول حكومي مطلع في عدن أن شاحنة كبيرة محملة بالأثاث افرغت حمولتها مساء الجمعة في منزل الرئيس بخومكسر، لكنه رجح أن الأثاث لم تنقل من صنعاء، وإنما تم شراؤها، أو احضارها من عدن.
وأكدت وزيرة الإعلام في الحكومة اليمنية المستقيلة نادية السقاف وصول الرئيس هادي إلى عدن، مشيرة أن «المعادلة السياسية وموازين القوى تغيرت».
وذكرت السقاف في تغريدات على صفحتها في «تويتر» ان مليشيات الحوثي شددت الحراسة حول منزلي رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الحكومة المستقيلة بعد تمكن هادي من مغادرة منزله والوصول إلى عدن.
ونفى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أن يكون للأمم المتحدة أي دور مساعد في مغادرة هادي إلى عدن، بعد أن كانت وكالة رويترز للأنباء قد أشارت أن مغادرة هادي تمت بمساعدة الأمم المتحدة.
وقالت الوكالة نقلاً عن مصدر سياسي كبير (لم تسمه) ان هادي وصل إلى منزله في منطقة خور مكسر.
منزل الرئيس يتعرض للنهب بعد مغادرته
وتعرض منزل الرئيس هادي، ابتداء، من صباح السبت، وحتى الحادية عشرة قبل الظهر، لعملية نهب واسعة، وشوهد مسلحون من جماعة الحوثي، ينقلون أسلحة خفيفة ومتوسطة وأثاثاً منزلية، إلى الخارج.
وبعد الظهر، شوهد انتشار مسلحين حوثيين على أطقم خاصة بقوات الشرطة العسكرية، في محيط منزل الرئيس هادي بشارع الستين بصنعاء.
وقال شاهد عيان ان أفراداً من حراسة الرئيس هادي غادروا المنزل بشكل مهين بعد تفتيش مليشيات الحوثي لحقائبهم يوم السبت..
وكتب مدير منظمة مواطنة لحقوق الانسان الناشط الحقوقي عبدالرشيد الفقيه، إنه شاهد أفراد من حراسة هادي وعناصر جماعة الحوثي تُفتش حقائبهم.
وأضاف «كان أفراد الحراسة يفاوضون مسلحي الجماعة من أجل الخروج بأسلحتهم الشخصية ثم غادروا بدونها بشكل مُهين».
وتعرضت العديد من منازل المسؤولين، ومؤسسات حكومية وأهلية ومعسكرات، للسلب من قبل الحوثيين، منذ اجتياحهم للعاصمة في 21 سبتمبر الماضي.
وأفرج مسلحون حوثيون، بوساطة قبلية، عن أفراد من أقارب الرئيس هادي، بينهم نساء وأطفال وسمحوا لهم بالمغادرة إلى عدن، بعد ساعات على ورود أخبار عن وصول الرئيس إلى هناك.
وذكرت المصادر أن مسلحين حوثيين رافقوا أقارب هادي إلى نقيل سمارة في طريقهم إلى عدن، بعد احتجازهم لساعات، فيما لا يزال ثلاثة ضباط محتجزين لدى مسلحي جماعة الحوثي في إدارة أمن الرضمة، رغم اعتراض مدير الأمن صادق المقبلي.
ونشر موقع «المصدر أونلاين» أسماء ثلاثة من الضباط المرافقين لتلك الأسرة، وهم العقيد محمد عبدالله العزي، العقيد الشيخ عزان، العقيد الحبيب سالم محمد أحمد الحميد، غير أن معلومات وردت لاحقاً عن الافراج عنهم.
ونقل موقع «المصدر أونلاين» عن مصدر خاص تأكيده أن رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي، وصل إلى عدن أيضاً، تزامناً  مع وصول الرئيس هادي، دون أن يوضح المصدر ما إذا كان الأحمدي وصل برفقة هادي، ام وصل في موكب اخر.
وذكرت وسائل اعلامية أن مسلحين حوثيين احتجزوا السكرتير الصحفي للرئيس يحيى العراسي، في صنعاء بعد شيوع أخبار مغادرة هادي إلى عدن.
وعبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن قلقها إزاء سلامة العراسي عضو النقابة والسكرتير الصحفي للرئيس هادي، مشيرة أنه احتجز من قبل الحوثيين منذ مساء الجمعة، وفقاً لبلاغ مقدم من مصدر مقرب من اسرته.
وأشار بيان نقابة الصحفيين أن أسرة العراسي لا تعرف مصيره، ولم تتمكن من الحصول على معلومات عنه منذ مساء الجمعة.
وإذ حملت جماعة الحوثي مسؤولية سلامة العراسي، دعتها لإطلاق سراحه.
رواية صحفية: شيخ قبلي هندس عملية مغادرة هادي بالتنسيق مع جهاز استخبارات خليجي
ونشرت صحيفة عدن الغد، ما قالت إنها تفاصيل خاصة حول عملية إخراج الرئيس "عبدربه منصور هادي" من منزله في صنعاء .
ونقلت الصحيفة عن مصدر قالت إنه "احد أفراد إدارة الرئيس هادي"، ان عملية إخراج الرئيس هادي تم الإعداد لها من أكثر من أسبوعين وتحديدا عقب سحب الولايات المتحدة الأمريكية لسفارتها في اليمن.
وأوضح المصدر ان العملية تمت بالتنسيق بين وحدة حماية الرئيس هادي وجهاز استخبارات خليجي بارز وبمعاونة مشائخ بارزين في شمال اليمن لهم علاقات وثيقة بدولتين خليجيتين.
وقال المصدر ان شيخاً قبلي بارزاً في شمال اليمن يقطن في صنعاء ويتمتع بعلاقة "جيدة" مع المملكة العربية السعودية وأطراف سياسية في نظام صالح كان "مهندس" عملية إخراج الرئيس هادي من منزله وتولى مهامها.
وبحسب المصدر فقد شاركت في عملية إخراج الرئيس هادي إلى عدن عدد من الأطراف والشخصيات القبلية بشمال اليمن وباشراف شخصي من قائد الحماية العسكرية للرئيس هادي " صالح الجعملاني".
وحددت لحظة خروج الرئيس هادي من منزله بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بمعسكر "الصباحة" التابع للقوات اليمنية الخاصة، والتي وقعت، وفقاً للمصدر، للتغطية على العملية، حيث توجهت اهتمامات الحوثيين صوبها، تزامناً مع تغطية إعلامية من قنوات عربية وسعودية إخبارية على وجه التحديد".
وأوضح المصدر ان الرئيس هادي غادر منزله في صنعاء عند السادسة مساء الجمعة، بسيارة واحدة وعلى متنها الرئيس بمرافقة شخصين فقط، ووصلت حتى منطقة بلاد "الروس" جنوب صنعاء وتم تبديل السيارة بأخرى وباشراف شيخ قبلي من المنطقة.
وقال المصدر ان العملية تمت على 3 مراحل وشاركت فيها 3 فرق انتهت اخرها بوصول الرئيس هادي عند الساعة السادسة صباحا إلى مدينة عدن .
وقال المصدر ان الخطة تضمنت وصول شخصيات سياسية إلى منزل الرئيس هادي مساء يوم الجمعة إلى منزله في صنعاء للايحاء بانها التقت "هادي" وهو ماتم بنجاح.
================
عن صحيفة المصدر عدد الاحد  22 فبراير 2015

ليست هناك تعليقات: