الثلاثاء، 31 يناير 2012

ضمائر محروقة!!


هذا الرجل (مساعد/عبدالله صالح الوادي) ضابط في اللواء 127 التابع للمنطقة الشمالية الغربية أحرق نفسه السبت الماضي "احتجاجا على على توقيف راتبه وراتب اخيه الشهيد في المعركة الغلط بصعده، منذ سبعة أشهر.. وفي رواية اخرى انه كان يبحث عن تقاعد مبكر..(تقول مصادر صحيفة الأولى)..

لسنا بصدد التحقيق في الامر وادانة جهة ما... وخبر الأولى لا زال غير دقيق حتى اللحظة مع تعدد رواياتها عن سبب احراق الرجل لنفسه.. خصوصا ان المصدر الذي صرح للأولى وصف بأنه مقرب من الضحية، لكنه يتحدث بعدم ثقة وبشك عن سبب احراق الرجل لنفسه، خصوصا ان الضحية لا يزال يتحدث، وما دام مقربا فبإمكانه ان يستنطقه..

عموما ليس هذا حديثنا ويحسب للصحيفة انها تجاوزت الطابوهات "الثورية" وكشفت عن حادثة كهذه..

الحادث وقع.. وهناك حالة احراق تحتمل كل الاسباب..

لكن لكم ان تتخيلوا هذا الرجل احرق نفسه في بوابة معسكر السواد أو في ميدان السبعين..

ستستنفر وسائل الاعلام "المستقلة" والمشتركية كل امكانياتها للحديث عن الجريمة..

ولن يتجرأ احد عن مجرد طلب الهدوء حتى تتكشف ملابسات الحادث..

أتمنى ايضا ان لا يكون التضامن مع الضحية هو من قبيل تصفية الحسابات مع قائد الفرقة.. القضية انسانية بحتة وتحتاج لقليل من الانسانية..

الانسان لا زال مادة للاستهلاك الاعلامي والابتزاز السياسي في اليمن،

احرق البوعزيزي نفسه فاشتعلت ثورات الربيع العربي..

واحترق "الوادي" امام الفرقة، دون ان يرمش للانسانية العوراء جفن في اليمن..

الفرقة الاولى ليست جيش أسامة،

وعلي محسن ليس خالد بن الوليد، جب ما قبله، ولا عثمان بن عفان، ما ضره ما صنع بعد اليوم (رضي الله عنهما)..

ان يكون هناك تخاذل حقوقي ونظرة لا انسانية منا جميعا في التضامن مع رجل احرق نفسه، لمجرد ان الطرف الآخر (الذي قد يكون سبباً، وقد لا يكون) من انصار الثورة، فهذا يعني ان هناك ثمة ضمائر محروقة..


* الصورة لصحيفة الاولى

ليست هناك تعليقات: