الثلاثاء، 17 يونيو 2014

هائل سلام يكتب عن حكم قضائي أدان طيارين رفضا الطيران بطائرة خارج الجاهزية:
بلد يقتل أبطاله ليحمي فاسديه.. بمثابة إعــــــــدام



المحامي والمستشار القانوني هائل سلام

لرفضهما الطيران التدريبي على طائرة منتهية الصلاحية المحكمة العسكرية للمنطقة الجنوبية تقضي بإدانة الطيارين طلال الشاوش وصادق الطيب وتعاقبهما بالحبس لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ'ومصادرة مرتبات فترة الغياب"التي سبق إستلامها أساسا أثناء الدوام"والتعهد بعدم تكرار رفضهما للأوامر...
الطياران قدما للمحاكمة بتهمة رفض الأوامر'والغياب'وإفشاء أسرار عسكرية. ولو أن الإدانة صحيحة لوجب معاقبتهما بالسجن مع النفاذ. غير أن الحكم حاول أن يبدو وكأنه خفف العقوبة الى أدنى حد ممكن لعدم صحة التهم ولإنعدام مسوغات الإدانة.وبتقريره مصادرة المرتبات أبتغى الإيهام بأن هناك فترة غياب فعلي'مع أن هذا غير صحيح بدلالة أن الطيارين سبق وأستلما مرتباتهما تلك لكونهما لم يتغيبا بالمرة(بطاقات إستلام المرتبات تظهر أن أحدهما فقط خصم عليه أجر يوم واحد كغياب).
هذا فضلا عن تهاتر تهمتي رفض الأوامر والغياب'إذ لايستقيم الإتهام بشأنهما معا'فالقول بالغياب ينفي القول برفض الأوامر والعكس صحيح كذلك.(أضطرت النيابة لتلفيق تهمة الغياب لتعويض ضعف وهشاشة تهمة رفض الأوامر معتمدة على إفادة أحد المسئولين على الرغم من تكذيب حوافظ الدوام وكشوفات الرواتب لهذه الإفادة).
نظريا،قد يبدو الحكم رحيما'لمن لايعرف حقائق الواقع في الدعوى'غير أنه'عمليا' بمثابة حكم إعدام'ليس للطيارين المتهمين فحسب'بل ولكل الطيارين المقاتلين'إذ يمثل'في الواقع'تمديدا قضائيا لأعمار طائرات منتهية الصلاحية(تجاوزت أعمارها الإفتراضية منذ سنين طوال).خاصة إذا ماعلمنا أن أحد أدلة الدفاع يثبت بوضوح أن لجنة فنية كانت عاينت الطائرة(أخفي تقريرها عمدا)كانت أنتهت الى التقرير بأن الطيران على الطائرة يعتبر إنتحار.مايعني أن الحكم يشرعن إكراه الطيارين على الإنتحار.
بلد يقتل أبطاله ليحمي فاسديه.
لن نيأس،ولن نفقد إيماننا بالعدالة.
الأوضاع المعوجة لاتستمر،وكل إنحراف الى زوال.
====================
* هائل سلام محام ومستشار قانوني يتولى الدفاع عن الطيارين في القضية.

ليست هناك تعليقات: