الاثنين، 16 يونيو 2014

عن رجلي دولة من طراز رفيع.. الطيب والشاوش .. دروس متقدمة في النزاهة والوطنية



الطياران.. طلال الشاوش.. وصادق الطيب في قاعدة العند الجوية (ارشيف)

الطياران العزيزان النبيلان، صادق الطيب وطلال الشاوش..
ما حز في نفسي شيء كبقائي في القاهرة يومنا هذا الاثنين، تزامناً مع موعد صدور الحكم في القضية الملفقة ضدكما من نيابة القوات الجوية، ويراد للقضاء ان يقرر العقوبة..
لا ينقصكما الحق ومنطق الحجة، وقد انبرى للقضية المحامي الكبير المستشار القانوني الاستاذ هائل سلام بحنكته وقدراته، وفندها وكشف جوانب الزيف والتضليل التي مارستها النيابة في مرافعة نوعية يفتقر لها غالبية العسكريين المتهمين الذي يساقون للقضاء العسكري..محام لهيم وفطن، حساس للقضايا الوطنية، التي ضحى لأجلها، وما زال كبيراً عظيماً منفاحاً عنها أينما كانت..
ما يجعلني مطمئناً في سياق ذلك الأسى، أن كثيراً من المتابعين للقضية سيكونون هناك، شهوداً على عدالة القضية.. صحفيين وكتاباً وناشطين ومدنيين، وشباباً من مختلف التوجهات والأعمار، يجمعهم بكم حب هذا الوطن والانتصار لكرامة ابنائه، ودعماً لرجال دولته الشرفاء المخلصين..
عزيزاي اثق بكما، وبمحاميكما بلا حدود، اثق انكما قدمتما للوطن تضحية وطنية جسورة تحسب لكم جميعاً في مواجهة الفهلوة والفساد والفوضى والعبث والهمجية، والقتل والمغامرات والمراهقات والجرائم التي تنتهي بإعدام الحقيقة..
كذلك اثق بأن القضاء سينتصر للعدالة للحقيقة للدولة، لرجال الدولة، لمصلحة الوطن، لكرامة الطيارين والضباط للانسانية، ولضحايا الفهلوة.. اثق بالقضاء بلا حدود إن كانت القضية الواضحة للعيان بجلاء بوثائقها الدامغة ستمر دون تدخل من سلطة علوية..
صديقاي العزيزان..
لكم الفخر انكم خضتم اشرف وانزة واجل واعظم نضال حضاري واعي رافض للفساد والهيمنة والفهلوة والمغامرة واللعب بالقوانين.. عملتم بجد واخلاص ونزاهة وشفافية بعيداً عن أي مؤثرات أو أجندات سياسية.. طالبتم بتغيير العبث وراقبتم ا وتحملتم صنوف التنكيل، ولم تخوضوا معارك شخصية تطالب باستقالة قائد او مسؤول..
انتم ترسخون تجربة حضارية مدنية شفافة يفتقرها المجتمع المدني.. لم يرتموا في احضان احد اقطاب الصراع السياسي ولم يتبركوا بشيخ او قائد أو زعيم او رئيس أو سيد أو قائد عسكري نافذ.. ويشاطركم فيها كثير من زملائكم النبلاء الذين لا يقلون عنكم عزة ونزاهة وتضحية..
تجربة هي الاكثر بعداً عن الانتهازية وحري بالتجمعات المدنية ان تستلهمها.. حري بها ان تدرس للأجيال في مناهج الوطنية..
افخر بكم، اتشرف بمعرفتكم، اباهي العالم بنزاهتكم، اكتب عن قضيتكم واتحدث عنها باعتزاز.. لا ابالغ ان قلت انكما وفي احيان كثيرة تذكرون حقائقاً لو كان غيركم لرأوا أن من مصلحتهم اخفاؤها.. لكنكم تضعون انفسكم في موضع الآخر وتقولون الحق عنه توضيحاً للبس..
حين اتذكركم، ينتابني تفاؤل سقفه السماء، أدرك ان لدينا رجال دولة محترمون نزيهون متخففون من الانانية، عظماء يقدمون ويعلون مصلحة الوطن، شرفاء يواجهون الفهلوة والفساد بجرأة واقدام وشرف وصدق ونزاهة، دونما ادنى اعتبار لمن يمارسه..
احييكم.. اقبل جباهكم وأياديكم.. أثق ان الحق والنصر سيكون حليفكم، طال الزمن أم قصر.

ليست هناك تعليقات: