الاثنين، 20 أكتوبر 2014

منظمة مواطنة لحقوق الإنسان تطالب بفتح تحقيق فوري في مقتل وضاح الهتاري وملاحقة الجناة


والدة وضاح ترفع صورة ابنها لدى ادلائها بإفادتها لباحثي منظمة مواطنة

 قالت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن مسلح من جماعة أنصار الله "الحوثيون" أقدم يوم الجمعة 10 أكتوبر 2014 ما بين الساعة الواحدة والنصف والثانية ظهراً على قتل ( وضاح أحمد علي الهتاري 35 سنه ) بالقرب من مقر عمله (صيدلية دار الدواء ) أمام المستشفى الجمهوري بشارع الزبيري وسط صنعاء .
وطالبت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان النائب العام بفتح تحقيق فوري في الحادثة وملاحقة الجناة وحماية حق ذوي الضحية في الانتصاف والتقاضي أمام القضاء الطبيعي بعيداً عن أي ضغوطات وإكراهات من أي نوع .
قالت والدة وضاح -آسيا محمد علي ( 55 سنه )- لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن ضغوطاً مورست عليها لتوقيع تنازل عن قضية مقتل نجلها ، وأن وسطاء من قبل جماعة الحوثي أبلغوها أن جثمان نجلها سيبقى في ثلاجة المستشفى لسنوات إذا لم توقع التنازل ، قالت آسيا : وقعت حرصاً على إكرام جثمان ابني ودفنه ، لكنني كنت مضطرة ولا يمكنني أن أتخلى عن دم ابني ، لن ولم أتسلم دية مقابل دمه.
وقالت رضية المتوكل رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن على قيادة جماعة أنصار الله (الحوثيون)، تحمل مسؤوليتها تجاه الانتهاكات التي ترتكبها عناصرها المسلحة ، والقيام بتسليم الجناة لأدوات العدالة الطبيعية بدلاً من مضاعفة الانتهاك على ذوي الضحية من خلال ممارسة الضغوط عليهم ، وأن التستر على الجناة وحمايتهم سلوك خطير يزيد من انتهاكات العناصر المسلحة لحياة المواطنين العُزل وحقوقهم".
وقال شهود لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن أربعة مسلحين من جماعة أنصار الله جاءوا إلى صيدلية دار الدواء التي يعمل فيها وضاح حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 10 أكتوبر 2014 وسألوا عنه ، وقالوا أنهم يشتبهون بانتمائه للقاعدة بسبب لحيته الطويلة ، قال أحد زملاء وضاح في الصيدلية للمنظمة أكدنا للمسلحين أن وضاح لا صلة له بأي تنظيم أو طرف ، وأنه يعمل في الصيدلية منذ 13 سنة ، وأنه شخص مسالم ويعرفه الجميع في الشارع ، بعدها غادر المسلحون الصيدلية .
وقال أربعة شهود لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان أنه ما بين الساعة الواحدة والنصف إلى الثانية ظهراً كان وضاح الهتار عائداً من أحد المطاعم بعد أن تناول وجبة الغداء ، وأن مسلح من جماعة أنصار الله استوقفه ثم أطلق عليه النار من سلاحه الكلاشينكوف بينما كان هناك نحو خمسة مسلحين ينتظرون المسلح في إحدى السيارات التابعة لجماعة أنصار الله .
أحد الشهود قال لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان" شاهدت مسلح من جماعة الحوثي يتحدث إلى وضاح الهتاري على الشارع بالقرب من صيدلية دار الدواء ، كنت وقتها أجلس على الكرسي بالداخل ، فجاة سمعت صوت رصاصة واحدة ، ذهبت مهرولاً وإذا بي أرى وضاح وقد سقط على الأرض مضرجاً بدمائه ، لقد اخترقت الرصاصة أعلى الصدر من الجهة اليمنى وخرجت من ظهره ، قال الشاهد للمنظمة سألت المسلح وكان هناك مسلحون آخرون من جماعة أنصار الله يتواجدون في المكان : لماذا قتلت هذا البريء ؟ لكنه هددني وقال لي ان هذا الشخص من تنظيم القاعدة ".
وقال شاهد آخر للمنظمة عندما استوقف المسلح وضاح ، بادر وضاح بفتح أزرار قميصه قائلاً ليس لدي سلاحاً ، فقام المسلح على الفور بإطلاق النار على وضاح ، ثم منعنا المسلح أن ننقله إلى المستشفى الجمهوري الذي يبعد فقط بضعة أمتار عن مكان الحادث وظل ينزف حتى مات ، وقال أحد الشهود أن جثمان وضاح أودع ثلاجة المستشفى الجمهوري وأن المسلحين الحوثيين سمحوا بنقله بعد أن كان قد فارق الحياة .
وأكدت مصادر طبية في المستشفى الجمهوري لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان وصول جثمان وضاح الهتاري إلى ثلاجة المستشفى ما بين الساعة الثانية والثانية والنصف ظهراً يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2014 وبقي في المستشفى حتى صباح يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 .
وقال مصدر أمني للمنظمة أن مسلحي جماعة أنصار الله قاموا بتهريب المسلح الذي أطلق النار على الهتاري إلى وجهة مجهولة .
وطالبت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان جماعة أنصار الله بتسليم المتهم إلى القضاء والكف عن تكريس سياسة الإفلات من العقاب باستخدام السلطة الفعلية المفروضة بقوة السلاح .
وشيع جثمان وضاح الهتاري إلى مثواه الأخير في مقبرة النجيمات يوم الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر 2014م بعد توقيع التنازل بتاريخ 12 أكتوبر 2014 م .
--------
* الصورة لـ( آسيا محمد علي ) والدة وضاح الهتاري مع صورة نجلها المجني عليه في منزلها يوم السبت 18 أكتوبر 2014

الأحد، 19 أكتوبر 2014

ما الفائدة؟!!



ما الفائدة إذا خلصنا الحوثي من "ناهب أراضي" في العاصمة و"نهب" هو العاصمة كلها؟!
نبيل سبيع
ما الفائدة إذا خلصنا الحوثي من قائد الفرقة الفاسد الذي كان يسرق ميزانية الفرقة ثم سرق هو كل دبابات ومدافع ومعدات وأسلحة وذخائر الفرقة مع منظومة الدفاع الجوية التابعة لها، أي: سرق الفرقة كلها؟!
ما الفائدة إذا خلصنا الحوثي من الجنود الإصلاحيين الذين تم تجنيدهم في الجيش والأمن بعد 2011 بطرق مخالفة لقوانين وقواعد الجيش والأمن ثم قام بتجنيد عناصره مكانهم؟!
ما الفائدة إذا خلصنا الحوثي من "أخونة" الجيش والأمن والدولة ثم قام بـ"تحويثها"؟!
ما الفائدة إذا خلصنا الحوثي من نفوذ علي محسن في الحديدة ثم بسط نفوذه هو على الحديدة كلها؟!
ما الفائدة إذا خلص الحوثي المعسكرات ومؤسسات "الدولة" من فساد علي محسن وبيت الأحمر والأخوان ثم انقضّ على معسكرات ومؤسسات الدولة، أي: "خلصنا" من المعسكرات ومؤسسات "الدولة" نفسها (وفي أحسن الأحوال يكتفي بالسيطرة عليها)؟!
ما الفائدة..
ما الفائدة..
ما الفائدة إذا خلص الحوثي اليمن واليمنيين من بيت الأحمر وطلع "أحْمَر" منهم؟!

الأمور ليست معقدة، ولا صعبة الفهم..
كل الأمور واضحة ويمكن فهمها بتساؤلات بسيطة حيث التساؤلات البسيطة كثيراً ما تكون مفاتيح الحقيقة.

الحوثي في مهمة لتمزيق اليمن.. عبدالعزيز المجيدي



 نهاية سبتمبر، العام الفائت، نشرت صحيفة نيويورك تايمز خرائط مستحدثة، بموجبها ستنشأ 15 دولة جديدة من 5 دول عربية قائمة الآن. على رأس هذه اللائحة، سيكون رأس اليمن مطلوبا، لمقصلة التقسيم، بالإضافة إلى السعودية والعراق وسوريا وليبيا.
المؤكد، أن الصحيفة لم تكن تخمن، ولا علاقة للخيال بالأمر، فهذه النبوءة المستعجلة، كانت ملامحها تتشكل في بعض الدول منذ سنوات، وساهمت أنظمة هذه الدول والقوى الكبرى في مفاقمتها ووضعها على مقربة من الهاوية.
لا يبدو أن خريطة الصحيفة الأمريكية، ستتعثر كثيرا، وكان عليها أن تنتظر سنة واحدة فقط في اليمن على الأقل، لترى اللمسات الأخيرة، وتنفيذ الخرائط على الأرض.
ففي نفس شهر سبتمبر من العام الجاري، وبتواطوء إقليمي ودولي، وضعت جماعة الحوثي المسلحة، المدعومة من إيران، البلاد على سكة التقسيم.
اجتاحت الميليشيات صنعاء، وسيطرت على العاصمة، وعندما أكملت وضع يدها الثقيلة على الرموز السيادية للبلاد، ذهبت لتوقيع اتفاقا، ترعاه الأمم المتحدة " اتفاق السلم والشراكة" تحت تهديد القوة، كما قال مستشار لعبدربه منصورهادي !
في الواقع، سيدون التاريخ أن الأمم المتحدة، لم ترعى اتفاق الانقلاب فحسب ، بل ما هو اخطر منه، وهو " القاء القبض على الدولة" بحسب وصف احد الصحفيين، والسيطرة على مؤسساتها من قبل ميليشيات،منحت نفسها حق الحلول مكانها!
لكن هذا لم يكن سوى الفصل الأخير من مهزلة "الدور الاممي والدولي والإقليمي" الذي بدأته هذه الأطراف بمسرحية "المبادرة الخليجية ".
من هذه الفجوة الكبيرة، بدأ مسلسل السقوط اليمني والوصول إلى لحظة الفاجعة هذه.
فبعد محاولة شعبية لإشعال ثورة، بددتها القوى السياسة بالإذعان لخطة " إنقاذ " خارجية لنظام صالح، تشكلت معالم خارطة الجحيم التي صنعت لهذا البلد، فانتهت سلطة مراكز النفوذ التي صممتها المبادرة، إلى مجموعة من النازحين والمنفيين والمقيمين جبريا في مناطق خضراء، بينما تركت البلد وما تبقى من مؤسسات الدولة للميليشيات.
ما حدث لم يخلو من مزايا ايجابية، على الأقل من هذه الزاوية، فقد انتهت أكاذيب المبعوث الدولي في اليمن وسفراء الدول العشر، ووضعت الخاتمة لأسوأ خدعة وقع فيها اليمنيون.
لقد انتهى كل شيئ مرتبطا بالسياسة وأدواتها، وجرى إخلاء المجال السياسي وتجريفه، وأصبحت كل الدولة في عهدة ميليشيات تتصرف باعتبارها الوريث الوحيد للبلد، وفتح الباب واسعا لاستقطابات خيارات العنف ! .
إلى جانب هذه الميليشيات، بقي صالح الذي أنقذته المبادرة الخليجية، باعتراف سعودي من ثورة شعبية ، لاعبا في المشهد، متحالفا بولاءاته العسكرية والقبلية، مع الجماعة التي شن عليها ست حروب !
أما الرئيس المفترض، فيقيم في محمية أمنية، لا يتحدث إلا لماما، وفي كل ظهور يؤكد، عجزه وافتقاده للجرأة والفعالية، وانه بات في عهدة الحوثي، وعلي صالح، وظيفته باتت اقرب الى عامل تحويلة الهاتف !
هو لم يقل ولم يفعل شيئا يناقض هذه الصورة ، فماذا تبقى من رئيس، يوضع في صورة المشرف على تمزيق البلاد، ورعاية الاجتياحات المسلحة للمحافظات ؟
بالنسبة لقيادات " الإذعان المشترك " فقد لاذوا بالصمت، وانسحبوا إلى خدورهم وحياتهم الخاصة، كأن شيئا لم يكن، بطمأنينة من يشعر بالامتنان بان البلد قد استقر في "المضيق" فعلا !
لقد خامرت الحوثي مشاعر المنتصر المسكون بإعادة ما يعتبره " حقا الهيا" في حكم البلاد، واندفع بشراهة، يلتهم المحافظة تلو الأخرى، تباركه تصريحات الملالي في طهران، وحسابات إقليمية غبية لدول مجاورة، وضوء أخضر دولي لم يعد خافيا.
يعرف المجتمع الدولي تعقيدات وفجوات الشخصية اليمنية، وطبيعة التركيبة الديمغرافية اليمنية التي تعاني من تشظيات وانقسامات رأسية، لذلك بدا في صورة، إن لم يكن الداعم ، فغير المكترث، بإلقاء الدولة في قبضة ميليشيات.
كان على عبدالملك الحوثي على الأقل ، أن يلتفت جنوبا، ليعيد النظر، في اجتياح صنعاء، ودق الإسفين الأخير في ما تبقى من وحدة تعصف بها الأمواج ولم ترس بعد على شاطئ.
وكان عليه أن يتأكد من أحلافه الذين يجتاح بهم المحافظات، ومقاتليه، ليعرف مقدار التأثير الذي يمكن أن يحدثه لدى المتلقي الجنوبي، وهو يتقمص دور صاحب القول الفصل في مستقبل الجنوب في خطابه الأخير بمناسبة 14 اكتوبر!
ربما خامر الجنوبيون شعور بالاهانة، فقائد الجماعة التي زايدت على قضيتهم، يوم كانت عالقة في مران ، والاقرار بحقهم في تقرير المصير، بدا الجنوب بالنسبة لها كما لو كان جزءا من ارث خاص، وحدها من يحق له التصرف به !
ذاكرة هذه الجماعة، تتعمد إغفال دور( حليفها العصبوي الآن ) في اجتياح الجنوب ونهبه بعد حرب 94 وانتهاج سياسات ضربت الوحدة في الصميم.
مارس هذا النظام صنوف التهميش والإقصاء للجنوبيين، وبينما كان صالح يفرض الوحدة بقوة السلاح والمعسكرات وتلاحم عصبته، كانت عرى الوحدة في نفوس الناس تتفكك واحدة تلو الأخرى.
ظلت تعبيرات ذلك تتراكم، حتى انفجرت بصورة واضحة ، منظمة ، ومنسقة، مطلع 2007 عبر جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين. هذه التجمعات قادت ما بات يعرف لاحقا، بالحراك الجنوبي، وتصاعدت المطالب إلى فك الارتباط واستقلال دولة الجنوب.
على هذه المعطيات تستند خريطة النيويورك تايمز، حيث غدا لدى الساسة في الغرب ما يشبه اليقين، أن الجنوب ذاهب إلى الانفصال.
لكن ذلك ظل توقعا، يفترض بأي حركة تزعم انها تهتم للبلد ومصالحه، مهما كانت مجنونة، أن تحسب حسابه في خطواتها العسكرية والسياسية. لكنها ربما تشعر بقدرتها على مقايضة انفصال الجنوب، مقابل السيطرة على الشمال، لذلك هي منهمكة في إحياء ميراث الإمام يحي واستعادة السيطرة على دولته "الزيدية ".
في ما يخص اليمن، توقعت الصحيفة تقسيم الجمهورية اليمنية، إلى دولتين، والعودة إلى وضع ما قبل عام 90 مع احتمال ضم حضرموت إلى دولة وهابستان التي ستنشأ في نجد وسط المملكة، وسترث الدولة السعودية الحالية، بعد تقسيمها إلى خمس.
بالتحديد، سيكون على الدولة السعودية التي ستقتطع منها مناطق الاتجاهات الأربع، أن تقضم جزءا مهما من الأراضي اليمنية لتحصل على منفذ إلى بحر العرب!
لكن خريطة الصحيفة الأمريكية ،ستبدو رحيمة بالفعل، مقابل جموح واندفاعه الجماعة التي تستند على عصبوية اجتماعية ومذهبية يقظة، حيث ترسم بممارساتها ملامح تقسيم البلاد إلى أكثر من دولتين!
تعتمد تقسيمات الدول والخرائط " المتخيلة" للنيويورك تايمز، على محددات رئيسية تعبر عن حالة الانقسام التي تسود هذه الدول وعدم التعايش .
على رأس هذه المحددات ، البعد الطائفي والعرقي والقبلي والجهوي . هذه المحددات نفسها يمكن إسقاطها على الحالة اليمنية، لاستشراف، مستقبل ما بعد التقسيم إلى شمال وجنوب .
على أساس عرقي ستنشأ دولة كردية شمال العراق تضم اكراد سوريا، وستعتمد الاساس الطائفي لانشاء دولة في جنوب العرق " شيعستان" وفي الوسط " سنستان " تجمعها مع المناطق السنية في سوريا، بالاضافة الى دولة " علوية " ودرزية ".
كان على الحوثي أن يعود إلى أدبيات وتصريحات قيادات الجماعة عند النشأة على الاقل، ليعرف أن " انصار الله" مهما تحاذقوا في التسميات، فهم ليسوا أكثر من جماعة طائفية ، كانت تطالب بحرية المعتقد، وترديد الصرخة، وهذا حقها، لكنها لن تستطيع بطبيعة نشأتها، أن تكون بديلا للدولة، بل ستلعب دورا تدميريا ، للدولة اليمنية، ضمن مشروع تقسيم تشتغل عليه القوى الكبرى.
سواء كان واعيا لهذا الدور أم لا ، فهذه " الغزوات" المسلحة للمحافظات اليمنية بعداجتياح العاصمة تجعله منهمكا في هذه اللعبة ورأس الحربة فيها.
لا اعتقد ان الحوثي لا يعرف أن ثمة مخططا لإشعال المنطقة في اقتتالات طائفية وعرقية، تقوض أي فرصة لبناء دول متعايشة وتنعم بالاستقرار، مع ذلك فقد غرق في اللعبة والأطماع، يغذيها مخيال تاريخي ، لاستعادة دولة مفقودة للائمة في اليمن، مستفيدا من رصيد وتحشيد عصبوي يمثل قلب الحركة وعقلها!
لقد خرج الناس في تعز، لمواجهة الأمير احمد "ياجناه"، في ثورة المقاطرة ، وهو ما هو عليه كنجل للإمام يحي، الذي كرسته السردية الرسمية، كمحرر لليمن من الاحتلال العثماني!
ثم جاءت محاولة ثورة سبتمبر، امتدادا لحالة التمرد والشعور بالتهميش والإقصاء والعزلة التي سكنت أعماق طيف واسع من اليمنيين، مثلت المناطق السفلى من اليمن خزانه الضخم .
وبعد هذه العقود الفارطة، وبعد كل ما حدث، من تغييرات اقتصادية واجتماعية وثقافية، وتقنية، فلن يقبل هؤلاء أن تحل محل الدولة ميليشيات هي أصلا تمثل قسما صغيرا من التركيبة الديمغرافية، وتحن لعهود الاصطفاء واحتكار الرئاسة !
الناس هنا، في المحافظات السفلى من اليمن، كما هوحال يمنيين كثر في المحافظات الشمالية مسكونون بفكرة الدولة التي ظلوا يلاحقون شبحها طيلة 52 عاما، ولا أظنهم سيسلمون بسهولة.
حتى في حالتها المتحللة الآن، فإن بقايا الدولة خير من عدم وجودها، رغم ما يعتري بنية بعض مؤسساتها كالجيش والأمن من اختلال فادح يجسد حالة الانهيار وعدم التمثيل الوطني !.
لا أحد ضد جماعة " انصار الله " كمكون يمني مهما كانت الخلافات معه، فليس من حق احد إقصائه، وقد دافعت عن حق اتباع الحوثي في الاعتقاد، والتحول إلى فصيل سياسي، نخبة يمنية كبيرة منذ الحرب الأولى التي شنها حليفهم، اليوم، صالح !
هذه الحساسية في مناطق تعز وإب ، والحديدة ، وحتى البيضاء ، وبقية المناطق، إن لم يضعها الحوثي في حسبانه، فهو يقدم البلاد، على طبق من ذهب كساحة اقتتال طائفي، ستغذيه كل الأطراف والجماعات المنخرطة في مشروع التقسيم.
إنه يقدم خدمة جليلة للقوى الدولية التي يزعم معاداتها، ويذهب بالبلد إلى حرب تمزيق واقتتال لا ينتهي.
في منطقة دماج بصعدة، عندما قام الحوثيون بشن حرب التهجير ضد السلفيين وطلابهم ، تعامل "مثقفون" من أنصار الجماعة وما يسمى بجناحها المدني، مع الآلاف من اليمنيين منهم، كأجانب ودعوا إلى طردهم من صعدة!
وعندما تحاول ميليشيات طائفية مسلحة، اجتياح محافظات والسيطرة عليها، تصبح في مواجهة الدواعش والتكفيريين. انها عملية إعادة تعريف للمناطق أكثرمنها وصف لأطراف اوجماعات، تستلهم الحالة العراقية بكل بشاعتها !
هذا الخطاب يتماهى مع المخطط الدولي لتقسيم البلاد، وكل ما يفعله الحوثي هو تنضيج ظروف وشروط الخطة، لتدشين مرحلة بناء دول الطوائف!
في إب، مارس غطرسة جماعة، تريد السير في إذلال اليمنيين، فشعر الناس بالاهانة، فخرجوا ليدافعوا عن المحافظة.
كانوا يثقون في أن قوات الجيش والأمن والسلطة المحلية، على علاتها ستقوم بالمهمة، فانصرفوا إلى شانهم، لكنها خذلتهم، وقدمت لهم دليلا بأنها اصبحت ميتة. في هذه الحالة ، إذ يصبح الحوثي مستبسلا في مهمة قتل ما تبقى من ملامح الدولة، لن يكون بمقدوره أن يصبح حلا على الإطلاق.
لا يستطيع احد الحديث عن فصيل سياسي خرج لمواجهة الحوثي، فنحن جميعا نعرف أن معظمهم، ينتمون لأحزاب سياسية مختلفة بما فيها المؤتمر، ولو كانت الهوية السياسية هي الدافع، لكان هؤلاء يستلقون في منازلهم، كقادتهم في صنعاء !
لا يدرك السذج ممن يلوكون الرواية التقليدية التي استهلكها الحوثي " عن مواجهة الدواعش والاصلاحيين والتكفيريين " ، حساسية هذه المناطق حيال فكرة الاجتياح من جماعات مسلحة من خارج المحافظات، تسندها ذاكرةعقود من الظلم والاستعلاء المتراكمة على هذه المناطق، ليس آخرها حقبة صالح.
اليوم يدور القتال بين أبناء المحافظة وجماعة الحوثي، وتنتفض الحديدة للمطالبة بمغادرة الميليشيات المحافظة، وقبلهم، تستنفر تعز، لاتخاذ تدابير لمنع الميليشيات من الدخول، وتمكين ألوية الجيش المتبقية وأجهزة الأمن من حماية المحافظة . لا يريدون حتى هم أن يكونوا بديلا للدولة، لكن الحوثي يصر على استدعاء نقيضه الطائفي العنيف " القاعدة وانصار الشريعة " ليخلو لهما المشهد، فيسهل دمغ أبناء المحافظات الرافضة وجوده المسلح، بالإرهاب والداعشية ، في تملق وتوسل صريح، لرضا أمريكي !
مغازلة المزاج الأمريكي الذي يميل إلى مهادنة إيران مؤخرا، بهذه الطريقة، لا يخدم سوى خطاب القاعدة ويغذي نشاطها، لكنه، لن ينجح في كسر عزيمة هؤلاء الناس، وعندما يحدث ذلك، فإن " القاعدة " والجماعات الإرهابية، ستصبح حليفا اضطراريا، كما حصل في العراق، لتصب الفكرة في نهايتها إلى إنشاء خرائط طوائف و دول، معمدة بالدم والكراهية .
هنا يجري استنساخ هذه التجربة المدمرة بحذافيرها بصورة مجنونة، دون اكتراث بالمآلات والنهايات المفجعة للبلد وناسه.
لقد نجح الحوثي حتى الآن في ضرب الدولة والسيطرة على ممتلكاتها ومؤسساتها، لكنه حقق نجاحا اكبر في ضرب السلام في نفوس اليمنيين، وألقى بهم إلى التربص والثكنات.
في تعز، كما في إب ، لم يعد احد يكترث لفكرة المقاومة السلمية لهذه الاجتياحات.
لو حاولتَ استنهاض هذه الفكرة في هذا الوقت، فستُمنى بخسارة فادحة . شباب وفتيان وكبار سن، من مختلف التوجهات، يرفضون حتى مناقشة هذه الخيارات ويطالبون بحمل السلاح ، باعتبار أن الوسائل السلمية ليست أكثر من هروب و تلاعب غير مجدي.
حتى أولئك الذين صفقوا له أحيانا وقت رفع الشعار الأكثر تضليلا وخداعا في التاريخ : إسقاط الجرعة والحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، باتوا أكثر المناوئين لحضور الحوثي المسلح.
هذا ما فعله أعضاء في مجلس النواب في تعز أثناء لقاء الأعيان بقائد المنطقة العسكرية الرابعة نهاية الأسبوع الفائت، بينهم السامعي من الاشتراكي والدهبلي من المؤتمر.
في الواقع لقد ذهب الحوثي بالبلاد إلى الحرب الأهلية، وأخذ على عاتقه مهمة تمزيقها إلى دول وطوائف. فعل ذلك وهو يدرك أننا بلد عالق بين مجالي ضغط إقليميين، يتنازعان النفوذ، ويشحذان أسلحتهما الطائفية لنتقاتل لمصلحتهما، وجماعته قطعت نصف الطريق حتى الآن.
إن لم يفرمل هذا الجنون، ومازال بمقدوره أن يفعل ويجنب البلاد مزالق الدم، فانه ذهب في طريق، مسار العودة منه، مغلق ويصعب فتحه.
هذا السلوك الاستعلائي والغطرسة، لن يحقق له ولراسمي خطط ميليشياته المحليين والإقليمين، سوى نتيجة واحدة : دفع اليمنيين إلى حمل السلاح وتقديس تعاليمه.
الحوثي نفسه بهذه النزعة الحربية المتعصبة، يقول لبقية المحافظات في الشمال والجنوب : الدولة المتخيلة التي تبحثون عنها، ليست أكثر من بندقية، ويد على الزناد، لذلك ستظل هذه أفضل تعاليمه المحفوظة للأسف !

السبت، 11 أكتوبر 2014

مسؤولية الحوثي تجاه السلم الأهلي


عزت سلطة الامر الواقع التي تحكم صنعاء، التفجير الانتحاري في التحرير لاطراف خارجية لم
سامي نعمان
تسمها، وان فعلت فستتحدث عن المخابرات الامريكية والاسرائيلية،
دونما دليل أو استشعار لخطورة المنزلق الكارثي الذي دخلته البلاد، ورغم أن القاعدة او واجهتها المعروفة بأنصار الشريعة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم المروع.
للمرة الاولى يستهدف هجوم انتحاري تجمعا لغير العسكريين، وهو منزلق خطير وفاصل في تاريخ البلاد وسلمها الاهلي.
حسنا؛ ما يفترض ان يقوله السياسيون الخانعون السلبيون -حتى حينما يتعلق الامر بدماء الابرياء ومؤشرات فتنة طائفية قبيحة- عبر احزابهم المستكينة الخاضعة لسلطة الامر الواقع والخيارات المفروضة بقوة السلاح، سنقوله نحن الصحفيون والكتاب واصحاب الرأي المستقلون..
قدرنا أن نشغل فراغ السياسة والمعارضة؛ ونتحدث بتخفف من كل الحسابات سوى مصلحة الوطن وسلمه الاهلي.
الجهة التي تقف وراء ذلك التفجير الارهابي المدان الذي اودى بحياة عشرات الابرياء ، وبصمتها واضحة للعيان بجلاء وهي القاعدة، تتحمل مسؤولية هذا العمل الوحشي البربري، ومن الحماقة والعدمية واللامسؤولية إلقاء المسؤول عن الأمن بالمسؤولية جزافا على المخابرات الاجنبية وأطراف خارجية، فذلك يضاعف مسؤوليتها ازاء الجريمة ولا يلغيها.
ثم؛ إن المسؤولية التي كانت تتحملها السلطة الرخوة ممثلة بالرئيس وسلطات حكومته الامنية والعسكرية انتقلت الى ذمة سلطة الامر الواقع ممثلة بميليشيات عبدالملك الحوثي ابتداء من يوم الانتكاسة الوطنية في ٢١ سبتمبر الاسود الماضي.. انتكاسة بما آلت اليها الاوضاع من وضع يد الميليشيا على مختلف مؤسسات الدولة السيادية، وفرض نفسها لاداء وظيفة الدولة في مختلف اجهزتها خصوصا الجيش والامن.
يتحمل عبدالملك الحوثي شخصيا ومعه كل قادة ميليشياته الميدانيين -وتفرغاتها الطارئة المضللة بتسمية اللجان الشعبية- الذين اداروا عملية استباحة العاصمة المسؤولية السياسية والامنية والاخلاقية عن دماء هؤلاء الابرياء الذين خرجوا للهتاف باسمه وترديد مطالبه وممارسة الضغط لتاكيد سلطته، ومن الهراء والعدمية اغلاق الملف على اتهام اطراف خارجية..
ذلك أمر غير مقبول بالمطلق، حتى وان كان دأبهم الدائم للتغطية على انكشاف عورتهم الامنية في المناطق التي يضعون اليد عليها وعلى اجهزتها والتي طالما سوقوها كتجربة مثالية واعدة لادارة الدولة رغم كل التعتيم على الانتهاكات والتحلل من قيود الدولة معةالحرص على ابقائها شكليا.
كما وتحصل فيها اختراقات امنية مهولة كسلسلة تفجيرات وعبوات ناسفة في صعدة وسط مظاهرات الحوثي والاسواق وصولا الى التفجيرات الاخيرة في عمران قبل اسابيع.. إذ عادة ما يغلقون الملف على اتهام عدمي للاستخبارات الاجنبية والشيطان الاكبر.
هذا استهتار بدماء الناس وارواحهم، وقتل معنوي لعشرات الاسر التي تفقد اطفالها ورجالها المجندين في كتائب الحوثي، او من غيرهم، فيما الحكومة الفاشلة الغاشمة كما يصفها الحوثي تبقي الملفات مفتوحة وتتوعد بالقصاص ويحدث أحيانا ان يصل الى خيوط بعض الخلايا المنفذة للجرائم، أما سلطة الحوثي فتسارع بلملمة عورتها المنكشفة على عشرات الضحايا بالحديث عن اطراف خارجية يسوقها ويخادع بها اتباعه المساكين المكلومين، وفيهم مشروع قتلة او ضحايا، وكثير منهم مجندون في سن الطفولة.
بكل أسى وحسرة، لا يستطيع اي منصف ان يحمل سلطة الرئيس هادي الواقعة تحت وصاية الامر الواقع المسؤولية، ذلك ان عبدالملك الحوثي اصبح صاحب سلطة القرار الاولى والنافذة، حتى ان الرئيس المحاصر في دار الرئاسة جرب اختبار بقايا سلطة قراره بتعيين بن مبارك رئيسا للوزراء، فارغم على التراجع عن القرار في غضون اقل من ثمانية واربعين ساعة، وهي توازي المهلة المقررة لاختيار رئيس الحكومة التي تطاولت الى ١٧ يوما عادت بعدها بقوة الحوثي وحدها الى مربع الصفر.
وبذات منطق تحميل المسؤولية في حالة الجريمة الدموية على اطراف خارجية كشماعة لا غنى عنها، أعلن الحوثي، رفضه لبن مبارك مرشحا لرئاسة خكومة باعتباره مرشح السفارات الاجنبية.
يتحدث الرجل عن السفارات الاجنبية في وقت يتعامل كوكيل لايران وآخر الشواهد المؤكدة لذلك الضغوط التي مارسها على الذي وجه بالافراج عن بحارة يمنيين ادينوا بتهريب اسلحة ايرانية قاتلة وفتاكة لليمن، ومحتجزين ايرانيين اخرين في الامن القومي.
الحوثي هو الحاكم، وهو صاحب اليد العليا، وهو مركز صنع القرار اليوم، وهو بذلك؛ يتحمل جزءا مهما من المسؤولية عن الجرائم التي تقع خارج نطاق سلطته بما هو واضع اليد على مركز الدولة والمتحكم في قرارها السيادي، وتلك تفرض عليه التزامات تحتم ان يتحملها دونما مغالطات، بغض النظر عن رفضنا لها اذ هو الواقع الماثل الى حين.
ساتحدث بحسن نوايا وسذاجة مفرطة معولا على صحوة ضمير الحوثي تجاه وطنه، وشعبه وانصاره بما هم جميعا مواطنون يستحقون الحياة والامان.
أمام الحوثي مسؤوليات والتزامات كثيرة ان كان يستشعر مسؤوليته الوطنية والاخلاقية تجاه من يسميه شعبه، تجاه مواليه وانصاره ان لم يفكر بغيرهم، إن كان يكترث لدمائهم.
نتمنى ان يتداركها حفاظا على النسيج الاجتماعي، فالناس يذكرون من عمل لاجل حياة الناس لا من فتح لهم ابواب الجحيم، واسهم في اشعال فتن طائفية في البلاد.
الحوثي معني بسحب ميليشياته من صنعاء وكل المدن، وتسهيل استعادة هيبة الدولة الهزيلة ورد اعتبارها ووظيفتها التي صادرها واحتلها بقوة السلاح بعد معركة همجية استباح بها احياء في العاصمة بسكانها ومساكنها، ولتتظافر جهوده وشعبيته مع جهودنا لنضغط بفعالية باتجاه بناء دولة محترمة ومسؤولة ونراقب ادارتها بفاعلية بما يمكنها من اداء وظيفتها بالشكل الأنسب، وحماية جميع مواطنيها بلا استثناء، وحفظ مصالحهم ومستقبل ابنائهم
الحوثي معني بتبني مبادرة وطنية بعيدا عن غرور القوة واستعراض السلاح والمجندين في مناطق سيطرته، بعيدا عن التباهي بسلطة التأثير على صنع القرار، مستحضرا بمسؤولية مشهد دماء الابرياء الذين قتلوا في تفجير مروع يوم الخميس الدامي.
مبادرة جادة، من موقع قوة ومسؤولية المنتصر النبيل، ستسجل في التاريخ لصالح المستقبل والاجيال، يكتفي معها بشعبيته الكبيرة التي تؤهله لتمثيل حيوي بارز ومستحق في الحكومة والهيئات المنتخبة؛ على ان ينسحب بموجبها رصيد القوة وادواتها، سلاحه وجميع الميليشات البلقانية الاخرى بالتزامن لصالح الدولة، والدولة الوطنية وحدها، بما يضمن بقاء سلطة القوة وحماية خيارات الشعب بيد جيش وطني يتنازل لاجل بنائه الجميع بما يمكنه من اداء مسؤولياته الدستورية والقانونية تجاه الوطن وسلمه الاهلي، ومن يرفض ذلك سيصبح غريما للدولة وخصما للشعب للشعب، الذي سيكون معنيا بالاصطفاف الحقيقي في مواجهته، ومن منظور وطني خالص.
التحول الذي وقع بالامس خطير على السلم الاهلي، وينذر بموجة عنف دموية طائفية مروعة نحن في غنى عنها، وبما أن الحوثي مسؤول حتى اللحظة عن جزء مهم من اسباب اثارتها فهو مسؤول بما هو سلطة امر واقع أيضا، ومعني بالانسحاب وتلافي اسباب الحرب الطائفية وتعزيز حضور الدولة الوطنية وتمكينها من اداء وظيفتها في حمايته واتباعه وحمايتنا على حد سواء، بما يفوت الفرصة على حروب طائفية لن تتعاف منها البلاد لسنوات وربما لعقود ولن يسلم من نارها أحد، ناهيك عن احتمال تدخلات اقليمية ودولية ستجد اليمن مسرحا مناسبا لتصفية صراعاتها المستفحلة فيها.
وبغير ذلك فسيتحمل، الحوثي وجماعته، وزرا ومسؤولية اكبر تجاه مستقبل كارثي طافح بالدماء تؤشر اليه كافة تفاعلات العنف القائمة حاليا تبعا لكافة الممارسات الطائفية المجنونة، والتي توشك ان تؤكد سقوط البلاد في مستنقع الحروب الطائفية.
بالنسبة للتيار الوطني والسياسي فسيتخط طريقه المستقل عبر مبادرة مدنية ترفض دورة العنف ومشاريع العنف والدمار والنزعات الطائفية الصغيرة.. التيار المدني ينطلق من رؤية وطنية جامعة تشمل جميع الرافضين لدورة العنف والارهاب ولا تقر بغير سلطة الدولة وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية.
لن نكون طرفا في أي حرب طائفية، ولن نصطف مع اي طرف في موجة العنف والبربرية الهمجية والعنف المضاد.. سنواجه كل المشاريع الصغيرة بمشروع وطني ومدني كبير وجامع ينشد الدولة والمواطنة، والسلم الاهلي والمستقبل الامثل لأجيالنا.
علينا ان نتذكر جميع ومن منطلق المسؤولية، ان المقامرات والمغامرات الطائشة لا تكون بمستقبل البلاد وسلمه الاهلي، ذلك انها ليست مجالا لان تكون مجرد حقل تجارب ثمنه عقود من الحروب والتشرد والدماء والدمار.
==============
نشر المقال بجريدة الشارع وموقع المصدر اونلاين بتاريخ 11 اكتوبر 2014
http://almasdaronline.com/article/62814.