سنتحدث اليوم عن عنتريات أحد القيادات العسكرية «المتشعبطة»
في مرحلة ما بعد الثورة التي
صِيرت إلى مهزلة وملطشة وغطاءً لكثير من صنوف القبح
والفساد.
خمس طائرات سقطت في زمن قائد الجوية راشد الجند، في غضون
سنة وخمسة أشهر، منذ تعيينه، إحداهما فقط معلوم بالضرورة أنها سقطت برصاص مسلحين
أواخر رمضان الماضي في مارب، وقتلت قائداً عسكرياً، وثمانية عسكريين آخرين.
الجند تلميذ مثالي لمحمد صالح الأحمر، وكان أحد أركانه،
رغم أنه يسوّق نفسه كرجل قادم من بين شباب الثورة الأبرياء ليكيل كل إخفاقاته على
تراكمات العهد القديم الذي كان هو ذاته أحد أبرز عرّابي صفقاته المشبوهة، ليعود
معلقاً كل إخفاقاته وإدارته التعيسة على أولياء نعمته السابقين.
لم يكن محمد صالح الأحمر ليعبأ بسقوط الطائرات، أو يجتهد
للبحث عن مبرر لذلك، كان يرجع الأمر دائماً إلى الخلل الفني، ليغلق ملف سقوط
الطائرات على ذلك..
وفي زمن تلميذه راشد الجند، سقطت خمس طائرات؛ الأولى في
العند، وذهب ضحيتها أحد أكفأ المدربين اليمنيين، وهو العقيد عتيق الأكحلي (وهذه
الطائرة يتجاهلها راشد الجند من إحصائياته تماماً، ولا يحصي سوى الطائرات الأخرى،
ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءه)، ثم طائرة الانتينوف في حي الحصبة، وطائرتا سوخواي
في الزراعة وشارع الخمسين، والخامسة اسقطت في مارب..
وخلافاً للأحمر، وفيما بدا أنه خفة إلى حد ما من حسابات
الملكية الشخصية، بات راشد الجند يعلق إخفاقاته على العامل الخارجي، والانفلات
الأمني، الذي لم يثبت سوى بالطائرة الأخيرة، ومع ذلك لم تحرك الدولة برمّتها
ساكناً انتصاراً لرجالها وليس للحطام..
مبرر الجند تزامن مع قرائن مريبة، إذ الصناديق السود
المصممة من معدن التيتانيوم ومبطنة بمادة عازلة للحرارة لمقاومة كل الصدمات
والظروف الطارئة ودرجة حرارة تصل إلى اكثر من 1100 درجة، لكن تلك الصناديق أتلفت
في عهد راشد الجند، فعن أي إجراءات سلامة نتحدث بعد ذلك..
وأمس احتجز اثنين من أكفأ الطيارين اليمنيين (طلال
الشاووش وصادق الطيب في قاعدة العند)، يحتجان منذ عدّة أشهر على إجراءات الأمن
والسلامة (نشر الخبر المتعلق بهما في صحيفة «الجمهورية» في أبريل الماضي).
تم تغيير القيادة السابقة للعند بعلي عتيق العنسي، وعلي
قاسم مثنى، وبقيت المشاكل على حالها، وربّما أشد قبحاً وبشاعة، وكأنه يُراد لهؤلاء
الطيارين الانتحار عمداً بفعل مغامرات وخفة راشد الجند ومحسوبيه في العند..
راشد الجند قال عقب سقوط آخر طائرة إنه لن يستقيل؛ لأن
ذلك يعتبر هروباً من المسؤولية في هذه المرحلة التي يحتاجه الوطن فيها، وهذا
الأسبوع أقال مهدي العيدروس من النطق باسم الجوية، بتهمة سخيفة مفادها التحريض
ضده، مع أن العيدروس ظل متماهياً مع خطاب الجند ومدافعاً عنه في كل نكباته السابقة..
على الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يلتفت للعبث الذي يدور
في الجوية، قبل أن تسقط طائرة جديدة فوق رؤوس الأبرياء، أو من يدري، وما رأسه عنها
ببعيد.
======================================
http://almasdaronline.com/article/50345
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق