جمــال حسن |
ما اسوأ ان يكون اليوم عيد حب،
وتضطر للحديث عن الحوثي. اليمن تتحدث بلون الموت وشكل الجثث المتناثرة. دوي
المدافع بدلاً عن اغنية.
في الحيز الخلفي للبيوت ينبت
البارود مكان الزهر، فقط حقول من الديناميت والكراهية. حتى في مخيلة الطفل الصغيرة
يسكن ضحية. يسألك طفلك عن الحرب. وليس هناك اكمة ورد، او خرير ماء تأخذه اليها.
تهمس له باسم اغنية. لأن الفرح في
مدينتي يشبه جريمة. الشهداء يأخذون حيز الاحياء. ساطور كراهية يهدم القلوب التي من
المحال ان تعود بيوتاً للحب.
الشعر يجعلك غريباً، بلا فائدة.
الشفاه مطالبة بالصراخ، اما القبل
فمسكونة بالخوف.
الحب مسرح الخطيئة، لكن الموت مشاع
مثل الامل.
تنتشر الالغام في الطرق التي تسيرها
نحو من تحب. انت بذاتك مفخخاً بالشك، اختبار انك مازلت قادراً على الضحك. في داخلك
ستعثر على انتحاري يدمر كل صلات الحب. في هذه المدينة تموت الياسمين، الجهنميات
بلا معنى في الاسوار. حتى الجدران الطينية للبيوت القديمة لوثتها شعارات حمراء
وخضراء.
كل شيء يشبه الموت، لأن الجثث عادت
من قبور قديمة، رائحة جيفها تشل منطق التمييز بين الحب والزيف. هكذا يحيى الرب
الموتى من قبورهم، لا يتعدى الامر ذلك. تعيش وسط اقنعة تحتال عليك حتى في الهك. تريد
ان تحب، ان تحلم، وثمة حقيقة واحدة: عليك ان تخفي العشق تحت جلدك، ان تخفي ضحكتك
في صندوق بيتك. لا مكان للفرح في سعار دموي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق