نبيل سبيع |
الميادين منعت عرض حلقة برنامج "خارج
القيد" التي تحدثتُ فيها حول انتهاكات ميليشيا الحوثي للمتظاهرين السلميين
باليمن، ومقدمة ومعدة البرنامج الإعلامية منى صفوان تستقيل من القناة جرّاء ذلك.
الحلقة الممنوعة من العرض كانت
مخصصة لموضوع قمع الناشطين في اليمن ومصر، وكنت ضيف البرنامج من اليمن والمحامية
عزة سليمان من مصر. تحدث كل منا عن انتهاكات المتظاهرين السلميين في بلده، ولم
أتجنَّ على الحوثيين بشيء. ولكني تفاجأت بخبر منع الحلقة وخبر استقالة صفوان من
القناة. وأستغرب من الرسالة التي وجهتها إدارة القناة لصفوان تعلمها فيها بوقف
الحلقة بسبب "الهجوم فيها على أنصارالله"، بحسب الخبر المنشور اليوم على
موقع "مدن" اللبناني (رابطه بأول تعليق). لم "أهاجم أنصارالله"،
بل نقلتُ النزر اليسير مما يرتكبونه في حق المتظاهرين السلميين.
ماذا قلتُ في الحلقة ودفع القناة
لمنعها؟
- الإعتقالات التي ترتكبها
الميليشيا ضد المتظاهرين السلميين؟ لا أحد ينكر ذلك حتى الحوثيين أنفسهم.
- تحويل بعض أقسام الشرطة وبعض
مقرات الجيش والدولة (كمقر الفرقة) الى معتقلات ميليشاوية للمعارضين السلميين
للحوثي؟ هذا مجرد تعبير مخفف عما يحدث، ولم يغطِّ حديثي سوى مساحة بسيطة مما يحدث.
ماذا قلتُ في الحلقة؟ أحاول أن
أتذكر: قلتُ إن المتظاهرين يخرجون للتظاهر ضد الميليشيا ويتعرضون لقمعها وهم بدون
غطاء حقوقي تقريباً حيث تغيب منظمات حقوق الإنسان بشكل ملحوظ وكبير عن تغطية
مايحدث.
قلتُ أيضاً إن المتظاهرين يخرجون
للتظاهر وهم بدون غطاء حزبي سياسي حيث إن أحزابهم تواصل التفاوض مع الميليشيا
بينما تواصل الأخيرة قمعهم وبينما يلتزمون هم الصمت. وقلتُ إن المتظاهرين يخرجون
للتظاهر وهم حتى بدون غطاء دولة، بل إن الدولة نفسها التي يتظاهرون ضد انقلاب
الميليشيا عليها، تُستخدَم من قبل الميليشيا في قمعهم (أسلحة وعربات وأقسام الشرطة
مثلاً).
ما الذي قلته ودفع القناة لمنع عرض
الحلقة؟
قرأت خبر موقع "مدن" اللبناني
حول استقالة الإعلامية منى صفوان الذي تطرق للقاء سابق أجرته معي القناة قبل
عامين، وتحديداً في برنامج سابق لمنى صفوان نفسها. صحيح ما ذكره الخبر، ففي 2012،
حين كانت ميليشيات بيت الأحمر ماتزال في الحصبة وحين كان جنود الفرقة يسيطرون على
الجامعة وحين كان طرفا الأزمة يرفضان رفع نقاطهما العسكرية من المدينة، كنت ضيفاً
على القناة، وقد تحدثت عما يحدث وانتقدت الأخطاء كما أفعل الآن. ما الذي تغير
اليوم؟ لم أتغير أنا ولم تتغير القناة، لكن الميليشيا تغيرت: فبعدما كانت ميليشيات
بيت الأحمر تسيطر على مساحة صغيرة ومحدودة وتمارس انتهاكات محدودة بحسب حجمها
ومحدودية سيطرتها، أصبح لدينا ميليشيا أكبر وأشمل وأعمَّ، ميليشيا الحوثي التي
تسيطر على العاصمة كلها والجيش كله والدولة كلها.
حين اتصلت بي قناة الميادين تطلب
مني المشاركة في حلقة حول الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون السلميون هنا،
لبيتُ دعوتها لأنني ظننتها تتمتع بهامش بسيط لحرية التعبير وتحمل إحتراماً ما
للرأي الآخر. لكنها سرعان ما صححتْ لي فكرتي الخاطئة هذه.. شكراً!
أشعر بالأسف فقط لأنني كنتُ سبباً
في إستقالة الإعلامية منى صفوان من هذه القناة، ولكني أتمنى لصفوان التوفيق في
قناة لا تكبّلها بالقيود ولا تكبِّل ضيوفها معها.
يجب على قناة الميادين، التي ترفع
شعار "الواقع كما هو"، تغيير شعارها الى "الواقع كما نريده".
والتحية واجبة لمنى صفوان..
====================
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق