حسين الوادعي |
الحوثيون الان معزولون داخليا وخارجيا وفي
مازق اعمق من مازقهم في 19 يناير الماضي...
لكن مازقهم لا زال يتعلق بموقف "الخارج"
اكثر من تعلقة بردود فعل "الداخل"!
لقد انتظر عبد الملك الحوثي 22 ساعه
ليلقي خطابه،
وانتظرت احزاب الاصلاح و المؤتمر و الاشتراكي بين 24 الی 30
ساعه لاعلان موقفها من الانقلاب!
لم يكن الحوثي بحاجة لهذه الساعات لاعداد
خطاب لحدث يعرف مسبقا انه سيقع..ولم تكن الاحزاب السياسية بحاجة لمثل هذا الوقت
لاعلان موقفها من إجراء عبثي ينتزع مكتسباتها ويضعها تحت الوصاية..
ما الذي كانوا ينتظرونه إذا؟
موقف الخارج....وبالذات موقف السعودية و الخليج.
الحوثيون يعرفون قبل غيرهم ان
السعودية وليس إيران مفتاح بقائهم علی كرسي السلطة او سقوطهم منه.
والمؤتمر والاصلاح يريدون وقتا
ليعرفوا اي طرف خارجي يمكن ان يلعبوا دور "الوكيل المحلي" لتنفيذ رؤيته..
مواقف اليوم كلها كانت استجابة
لردود افعال الخارج لا لتحديات الداخل!
الحوثي يطمئن الخارج ويستجدية...وبقية
القوی تغازل باستحياء..
هذا التعويل علی الخارج نتيجة لعزلة
هذه القوی وافتقارها لاي بعد شعبي حقيقي يمكنها من صناعة قرار وطني..
واذا كانت عزلة المؤتمر والاصلاح
معروفة ومفهومة، فان عزلة الحوثي كانت أوضح وأعمق في عشوائية الاعلان "الدستوري"
وافتقاره لتاييد اي قوة سياسية حقيقية (حتی الاحتفالات كانت محاصرة في بعض حارات
صنعاء وصعده التي يعتبرها خطاب الحوثي الشعب كله!)
الحوثيون ليسوا "سبب"ما
حصل، بل هم "نتيجته"...انهم خطايا القوی السياسية التقليدية مكثفة
ومجسدة في طرف واحد..
فهل ستنجح القوی السياسية في مواجهة
تحديات اللحظة، ام أننا مقبلون علی تخبط وغباء سياسي جديد سيمكن الحوثيين من تجاوز
الازمة وترسيخ الانقلاب؟
انتهی الخارج من تحديد موقفه مما
يحدث في اليمن..والتحدي الذي يواجهه الحوثيون حتی الان لا زال خارجيا..
اما قوی الداخل فقد "اعلنت"
عن "مشاعرها" لكنها لم تحدد مواقفها او تحركاتها ..واليمنيون الان
بانتظار الخطابات والبيانات والتحركات التي تخطابهم هم، بعد ان سمعوا تلك التي
كانت تخاطب الرياض وطهران وواشنطن..
وحتی تلك اللحظة يظل الفراغ سيد الموقف..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق