الجمعة، 6 فبراير 2015

الحوثيون على خطى القذافي:
مسيرة خضراء ولجان ثورية ومؤتمرات شعبية ... وحظر "قبائل القرن ال20"!


سامي غالب

قلت مرارا إن سلوك الحوثيين أقرب ما يكون إلى سلوك الزعيم الليبي السابق معمر القذافي رغم أنهم شديدو التأثر بالنموذج الإيراني.
عناوين حقبة القذافي يستنسخها الحوثيون في اليمن. وقد علمت أن موالين سابقين للجان الثورية الليبية انتسبوا إلى الجماعة مؤخرا. وأعلم تماما أن نظام العقيد معمر القذافي شق قنوات علنية وسرية لدعم الجماعة بدءا من 2006. وكان القذافي، رحمه الله، أعلن للعالم أنه تواصل مع الحوثيين بناء على طلب من الرئيس (السابق) علي عبدالله صالح. الحكومة الليبية _ على ما ارجح_ دعمت بالمال والإعلام حملة لصالح الحوثيين _ وضدا على السعودية_ لاحقا.
***
المسألة هنا ليست في تأثر الحوثيين بالقذافي. لكن "الفاشيات" تتشابه. عناوينها واحدة وأدواتها متماثلة وأعداؤها يتشابهون.

هاكم أبرز العناوين والقواسم المشتركة:
_ التمثيل تدجيل (لا للانتخابات والاستفتاءات)
_ عصر المؤتمرات الشعبية. (لا الهيئات المنتخبة)
_ الاحزاب قبائل القرن 20. (لا يريد الحوثيون ان يصيرون حزبا)
_ اللجان الثورية هي من يتولى الحكم. (الحوثي يطالب بأن تتسلم لجانه الثورية الدولة واجهزة الاستخبارات والرقابة)
_ الكتاب الأخضر. ( الأخضر هو لون الجماعة، وأية جماعة دينية)
_ المسيرة الخضراء. (ما هي المسيرة القرآنية إن لم تكن المسيرة الخضراء؟)
.
.
.
القذافي رحمه الله اسس جماهيرية في الربع الأخير من القرن ال20، وانتهن بمأساة في 2011، مأساة مستمرة حتى الآن.
عبدالملك الحوثي يؤسس كما يبدو أول جماهيرية في القرن ال21.
الحوثي ليس معمر القذافي الذي جاء في عصر مختلف ليحكم بلدا متجانس مذهبيا وإن كان غير مندمج وطنيا لأسباب جغرافية وقبلية.
الحوثي محكوم باعتبارات جغرافية ومذهبية واقتصادية وتاريخية.
اليمن العريق والمتنوع والمتعدد والمتوجع ليس ليبيا السبعينات الثرية والفتية والطامحة.
جماهيرية حوثية في بلد متنوع وكبير وشديد الخصوصية وثري في كل شيء ما عدا النفط.
الحوثيون يلوحون بحظر الأحزاب واعتقال السياسيين.
بعيدا عن التحليلات النفسية والعقلية، فإن ما يجري بديهي بالقياس الى ما يكتبه المؤيدون لهذه الجماعة من اصدقائنا في العاصمة.
يحلقون إلى ما هو أعلى من تنظيرات القذافي في "الكتاب الأخضر".
وبعضهم سافر مرارا الى طرابلس الغرب.
وعديدون منهم يشبهون كثيرا الزعيم القذافي.
غير أن القذافي كان يبعث غالبا أجواء من المرح.
بينما هؤلاء الذين يضجون في العاصمة يثيرون اشمئزازنا.
***
بداية جماهيرية ثورجية جيدة!

ليست هناك تعليقات: