هائل سلام |
مجلس وطني إنتقالي مكون من 551 عضوا ( لا ينتخبه الشعب )
، بل يشكل بقرار من " اللجنة الثورية " ، يختار مجلس رئاسة مكون من 5
أعضاء تصادق على إختيارهم " اللجنة الثورية " . وعلى أن تحدد إختصاصات
وصلاحيات المجلس الوطني ومجلس الرئاسة والحكومة بقرار مكمل للإعلان تصدره " اللجنة
الثورية ".
بمعنى أن المجلس الوطني ، ومجلس الرئاسة، ومن ثم الحكومة
، هيئات شكلية لاتملك من أمرها شيئا. فـ " اللجنة الثورية العليا " ،
المختصة وحدها بـ " اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الضرورية لحماية سيادة
الوطن وأمنه واستقراره وحماية حقوق وحريات المواطنين " هي المرجعية العليا
للسلطات .
هذا لايصادر كل ضمانات، أساليب ، وآليات الممارسة
الديمقراطية فحسب، بل ويرهن ، فوق ذلك ، مصير البلاد والعباد بيد لجنة ثورية عليا
مجهولة الهوية ، وإن أعلن أنها بقيادة شخص يدعى محمد علي الحوثي ، فهذا لايغير من
كونها " غامضة " وأن القائد المعلن هذا ليس سوى واجهة " بشرية "
لقيادة أعلى تدعي " العصمة " وتتوهم أنها " كلية القدرة " .
بتعبير آخر أن القرار السياسي سيؤول، أو بالأحرى أريد له
أن يؤول ، بدءا من الليلة ، الى سلطة كهنوتية ، لاهوتية ، لا شأن لها بالناسوت ،
الا بوصفه لفظا يشير الى " الرعايا " وليس الى " المواطنين " .
فالمواطنة شأن آخر ، يقوم على أساس من الإقرار بحق
المواطنين جميعا ، بلا إستثناء أو تمييز على أي أساس ، في تقرير مصيرهم الجمعي،
المتمثل بإختيار شكل نظامهم السياسي ،ومن يمثلهم في إدارة شأنهم العام ،مجتمعا ودولة .
لايمكن لأي " مواطن " حر ، يحترم أنسانيته ،
أن يقبل بهذا ، بمافي ذلك ، بالطبع، أعضاء جماعة الحوثي والمناصرين لها ، أو أن
هذا هو المفترض بكل من يحترم ذاته وإنسانيته، على أية حال .
واضح أن " المرجعية العليا " لحركة " أنصار
الله " تنسى ، أو تتناسى ، أن صعود حركتها وتصدرها ، إنما جاء في سياق ،
وبفضل ، ثورة شبابية شعبية سلمية عارمة ، وتغفل أو تتغافل، مع الأسف ، عن إدراك أن
الثورة الشعبية السلمية هذه، لا تعترف، ولن تعترف ، بأي مرجعية ، عليا أو دنيا ،
مالم تكن مستمدة من الشعب، ومعبر عنها ، بـ " الإرادة العامة " لمجموعه
، وفق آليات ديمقراطية تعكس ، حقا ، الإرادة العامة تلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق