عديدون من أصدقائي ممن يوالون
عبدالملك الحوثي، يظنون أن يوم 21 سبتمبر 2014 هو نهاية
التاريخ اليمني، وأن دولة
الجماعة قائمة إلى يوم القيامة. لذلك أظهروا لي، ولآخرين من الأصدقاء، وجه التعصب
الدميم. صاروا في موقع "المتغلب" المستقوي بجماعته المسلحة، يحرضون
ويسرفون في توزيع الاتهامات بالحقد والمناطقية والعنصرية على أصدقائهم الذين كانوا
على الدوام في صف المهمشين والمقهورين.
سامي غالب |
من الذي تغير؟
من الذي كشف عن وجه ظلامي وعصبوي
مقيت؟
من الذي غير قناعه ويتحدث راهنا
بلسان حوثي مبين بعد أن كان يلهج بفضائل العلمانية والديمقراطية والسلمية والمدنية
وحقوق الإنسان؟
من الذي يطلع، من وقت إلى آخر، في
القنوات الفضائية وفي مواقع التواصل الاجتماعي على أصدقائه وعلي اليمنيين، مذكرا
الجميع بأنه كان يضللهم ويمثل عليهم إذ يتقمص دور داعية الحريات وحقوق الإنسان
والمدنية؟
من الذي يسلك سلوك المجاهدين إذا
يوغر صدور المسلحين ضد زملائه العزل والمسالمين؟
من الذي أدار ظهره لكل النبلاء
والطيبين الذين كان يعدهم "بوصلة اخلاقية" فإذا هو يهاجر بعيدا عن
الأخلاق والوطنية والمدنية والسلمية؟
***
21 سبتمبر ليس نهاية التاريخ.
"المهدي المنتظر" لن يخرج
على المؤمنين قريبا لمجرد أن الحوثيين اجتاحوا العاصمة.
الأنظمة تتغير والطغاة زائلون،
والإيام دولة بين الناس، والجلادون ليسوا دائمين ولا مخلدين في "دنيا
اليمنيين".
وهؤلاء الأصدقاء المدهشون يظهرون
الآن من حدة المزاج وعنف المغاضبة ولدد الخصام ما يكشف عن سوء طوية وعصبوية عمياء
وتشوه روحي ونفسي مثير للشفقة، بل ويؤكدون ان الصداقة عندهم، هي محض مناورة وتخفي
وباطنية حتى إذا جاء "أنصار الله" والفتح، انقلبوا على الجميع مفصحين عن
أقبح الغرائز والمكنونات.
الحمقى والمتعصبون فقط، هم من
يستقون قوتهم من الجماعات والأجهزة والبابوات.
هم من يمثلون بالصداقة، ومعها كل
الفيم الوطنية والديمقراطية، بمظنة ان جماعتهم تغنيهم عن العالمين.
كما أسلافهم من الأنصار، أنصار
الثورة والشرعية، يظنون انهم بلغوا سدرة المنتهى.
لكنهم هنا
في الجوار
سنصادفهم في القريب.
وسيطأطئون رؤوسهم كما فعل الذين من
قبلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق