هائل سلام |
تشكيل مجلس رئاسي بالتوافق أو
بالإنفراد ' سيتطلب ' بالضرورة ' إعلان دستوري، بإعتبار أن ذلك يعد خروجا عن
الصيغة الدستورية القائمة في البلاد ، كيفما كانت .
والإعلان الدستوري سيعني 'بالنتيجة '
بدء مرحلة إنتقالية جديدة قد تمتد إلى أربع أو خمس سنوات . مع ماسعنيه ذلك من "
قطيعة " مع كل ماتم إنجازه ' خلال المرحلة الإنتقالية السابقة : المبادرة
الخليجية.. مخرجات الحوار.. مسودة الدستور...الخ. (بصرف النظر عن مواقفنا إزاء كل
ذلك).
والفارق في الحالتين ،هو فقط فارق
في التبعات . فتشكيل مجلس رئاسي بالتوافق، سيعني حتما شرعنة نهج القوة، كنهج مقبول
لحسم الصراعات السياسية ،من جهة. وتوزيع المسئولية ، عن النتائج التي سيفضي اليها
هكذا خيار، لتتحملها القوى السياسية ، مجتمعة ، بصورة تضامنية أو توافقية، من جهة
أخرى .
في حين أن تشكيل هكذا مجلس ' بخيار
أحادي من قبل جماعة الحوثي، سيعني بالحتم تحملها ' منفردة ' مسئولية النتائج التي
سينتهي إليها خيارها هذا .
على أن الأكثر خطورة لهكذا خطوة،
منفردة، سيتمثل في كونها ستشرعن لخطوات أحادية مماثلة من قبل قوى داخلية أخرى ، في
هذه الجهة أو تلك من البلاد ، وستبرر بالتالي للقوى الخارجية دعم ومساندة هكذا
خطوات، بحسب الأحوال .
بمعنى أن هكذا خطوة ستدشن عمليا
سلسلة خطوات مشابهة ستؤسس لإنفصالات وتشظيات قد لاتقف عند حد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق