الخميس، 5 فبراير 2015

على جرف هار !!


هائل سلام

تشكيل مجلس رئاسي بالتوافق أو بالإنفراد ' سيتطلب ' بالضرورة ' إعلان دستوري، بإعتبار أن ذلك يعد خروجا عن الصيغة الدستورية القائمة في البلاد ، كيفما كانت .

والإعلان الدستوري سيعني 'بالنتيجة ' بدء مرحلة إنتقالية جديدة قد تمتد إلى أربع أو خمس سنوات . مع ماسعنيه ذلك من " قطيعة " مع كل ماتم إنجازه ' خلال المرحلة الإنتقالية السابقة : المبادرة الخليجية.. مخرجات الحوار.. مسودة الدستور...الخ. (بصرف النظر عن مواقفنا إزاء كل ذلك).

والفارق في الحالتين ،هو فقط فارق في التبعات . فتشكيل مجلس رئاسي بالتوافق، سيعني حتما شرعنة نهج القوة، كنهج مقبول لحسم الصراعات السياسية ،من جهة. وتوزيع المسئولية ، عن النتائج التي سيفضي اليها هكذا خيار، لتتحملها القوى السياسية ، مجتمعة ، بصورة تضامنية أو توافقية، من جهة أخرى .

في حين أن تشكيل هكذا مجلس ' بخيار أحادي من قبل جماعة الحوثي، سيعني بالحتم تحملها ' منفردة ' مسئولية النتائج التي سينتهي إليها خيارها هذا .

على أن الأكثر خطورة لهكذا خطوة، منفردة، سيتمثل في كونها ستشرعن لخطوات أحادية مماثلة من قبل قوى داخلية أخرى ، في هذه الجهة أو تلك من البلاد ، وستبرر بالتالي للقوى الخارجية دعم ومساندة هكذا خطوات، بحسب الأحوال .

بمعنى أن هكذا خطوة ستدشن عمليا سلسلة خطوات مشابهة ستؤسس لإنفصالات وتشظيات قد لاتقف عند حد.

غير أن عدم تورط القوى السياسية الأخرى في التساوق مع أي صيغة تمثل خروجا عن الشرعية الدستورية القائمة، على علاتها ، سيبقي الباب مفتوحا ، أو مواربا على الأقل ، أمام هذه القوى ، لتقديم مبادرات ، أو للقيام بعمل إنقاذي ما في وقت من الأوقات .

ليست هناك تعليقات: