المصدراونلاين
تنتاب حالة من الذهول عدد من اليمنيين بعد مشاهدتهم عمليات إعدام جماعية قام بها مسلحون من تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) بحق عدد من الجنود ذبحاً بالسكاكين وبالرصاص في منطقة الحوطة بوادي حضرموت شرق اليمن بطريقة وحشية.
وأعدم مسلحو تنظيم القاعدة 14 جندياً يمنياً مساء يوم الجمعة بعد ساعات من اختطافهم من داخل حافلة نقل ركاب كانت متوجهة من سيئون إلى صنعاء.
ونشر أحد ركاب الحافلة التي كان يستقلها الجنود وركاب مدنيون، ويدعى أمين بارافد، تفاصيل من الحادثة على صفحته بموقع (فيسبوك) قائلاً: احداث امس..
من سيئون الى الحوطة
وصلنا سيئون الخامسة عصرا وكان الوضع جدا متوتر بعد ان صلينا المغرب توجهت الى الباص لنغادر..
صعدت إلى الباص وجلست بالمنتصف، وجهة السائق ممتلئة بجنود تبدو عليهم علامات الخوف والتوتر باسلحتهم وجعبهم ولابسين بعض قطع الميري (واضح انهم عسكر) قبل المغادرة صعد مسلح إلى الباص وتجول فيه وخرج وازداد توتر الجنود وخوفهم بصعود المسلح وخروجه.
تحرك الباص بعد صلاة المغرب باتجاه المطار سالكاً الطريق العام باتجاه شبام، أبلغ سائق الباص ان أنصار الشريعة ينتظرونا على الخط فرجع إلى سيئون ودخلنا بالخط الداخلي (سيئون -الحوطة) وفي طريقنا لاحظنا مسلحين يتابعونا بدراجة نارية..
توتر الجنود ازداد واخبروا سائق الباص إما ان يرجعهم الى المكتب أو ان لا يقف عند المسلحين..
اعترض بقية الركاب على السائق ألا يعرض حياتهم للخطر وان يوقف اذا طلبوا منه الوقوف..
اقترحت انا وزميلي محمود الهندي على السائق بأن يستأجر سيارة يعود فيها الجنود إلى المكتب ونواصل طريقنا لكن الفكرة لم تستحسن.. وصلنا إلى الحزم فاعترضتنا نقطة مسلحين، طلع واحد ملثم وقال: بطائقكم ياشباب العفو منكم ندور على ناس من دهم..
بدأ يتفقد البطائق الى ان وصل عند أول جندي: من اين انت؟ رد: من عمران.
وسأل الثاني: من أين أنت؟ تلعثم وماجاوبش، وارتفع الصوت، وامروا الجميع باخلاء الباص..
خرجنا وعند الباص أكثر من 50 مسلح (معظمهم حضارم وملثمين) يعتذرون منا ويقولوا العفو منكم هؤلاء انجاس روافض أتوا لقتال أهل السنة..
خرجنا من الباص تركونا على جنب بعد ان رأوا بطائقنا وهم يكبرون ويعتذرون منا ويلعنون الروافض.. بطحوا الجنود على الارض وهم يصيحون. ويبكون (موقف يدمي القلب من هوله) والكاميرا تصور كل شيء..
بعد ان فرزونا وبطحوا الجنود على الارض فتشوا الباص واخذوا أمتعة وأسلحة الجنود..
عدنا إلى الباص ولحقنا جلال بلعيد (قيادي بارز في تنظيم القاعدة) وخطب بنا خطبة أبرز ما جاء فيها: - ان هؤلاء روافض انجاس تركوا الحوثي يستبيح الشمال وأتوا لقتال أهل السنة في الجنوب..
كرر اتهامهم للجنود بالروافض..
- لاتوجد بيننا وبين المسلمين أي عداء وماجينا إلا لنصرة أهل السنة ولمصلحة المسلمين ولو لاحظتم كل الأموال التي اخذناها من البنوك في القطن وزعناها على المسلمين..
ونتمنى من المسلمين ان يناصروا ويعينوا اخوانهم المجاهدين.. - الحليلي محسوب على عبدالله صالح.. وعلي عبدالله صالح وعبدربه منصور باعوا البلاد للاعداء.
- امريكا لاتقاتل إلا من هو على الحق وبما ان امريكا تقاتلنا فنحن على الحق. - ايضا المح ان هذه العملية رد على عمليات أمس (أمس الأول) التي نفذها الجيش.
وختم كلامه بالاعتذار لنا وان نسامحهم على اي خطأ صدر منهم ضدنا، وامرونا بالمغادرة وحملوا الجنود على (سيارة) هايلوكس وركب بلعيد سيارة كورلا..
وغادرنا الحوطة وما ان وصلنا القطن حتى ابلغنا بأن الجنود - عليهم رحمة الله - استشهدوا إلا جندي كان معنا لم يكتشفوه لان لبسه مدني وجلست جنبه خلال كلمة المرقشي (تمويه) وقلنا له اذا سألوك قلهم اشتغل في مطعم في تريم..
ووصل معنا إلى صنعاء بسلامة الله وحفظه حيث استقبلتنا الاستخبارات العسكرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق