الخميس، 20 فبراير 2014

ولد الشيخ أحمد.. المسؤولية حين لا تكون اسقاطاً للواجب.




ظفرت به ليبيا.. وخسرته اليمن، وعِوضُها الخير في سلفه، وقليل من فيهم الخير والالتزام.. يغادر غداً أو بعده، دون أن يحظى ببعض ما يستحقه من تقدير الجميل..
هو الموريتاني الجميل، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يغادر اليمن، بعد ثلاث سنوات عمل فيها منسقاً مقيماً للأمم المتحدة، ومنسقاً للشؤون الإنسانية وممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيم في اليمن، وحضر كأحد أهم الدبلوماسيين الذين عملوا لأجل هذا البلد خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخه، عمل بإخلاص أكثر من كثير من أبنائه.
ولد الشيخ أحمد من الشخصيات الدبلوماسية الراقية والمحترمة، ذات الخبرة العميقة والمحترمة.. يغادر اليمن، وقلبه معلق فيها، لم الرجل يدخر جهداً يمكنه القيام به لصالح اليمن، خصوصاً إذا كان متعلقاً بالشؤون التنموية والإنسانية، وكان أشد حرصاً على دعم ومساندة اليمن، بل وكان يحث الفاعلين الدوليين على ذلك، بكل ما يتسطيع.. لحسن حظ البلاد، كان الرجل يسد بايجابية- فجوة كبيرة يتركها كثير من المعنيين بها مباشرة من أبناء البلاد.
لطالما خاض الرجل نقاشات واسعة مع مسؤولي المنظمات الدولية، لاقناعهم بضرورة التريث في الاجراءات الاحترازية، وتقدير مستويات الخطر، التي تضعف المعنويات في الداخل والخارج، واعادة تقييم الأوضاع في اليمن بصورة أكثر ايجابية، كجزء من المسؤولية الدولية لمساعدة هذا البلد على النهوض..
كان يفلح في مساعيه أحياناً.. وأحياناً أخرى تخذله الوقائع على الأرض.. للأسف.
ثلاث سنوات قصيرة (2012-2014) أمضاها الرجل في اليمن، حضر فيها بايجابية، ولم يعرف عنه سوى النشاط الايجابي لصالح البلاد، يعمل بهدوء وصمت وتواضع، بعيداً عن الانتهازية والاستعراض، وتفعل فيها دور الأمم المتحدة في البلاد، ليس على مستوى التسوية السياسية التي تطغى على الاهتمام، بل في الجوانب التنموية، وأكثر منها أهمية الجوانب الانسانية..
ولْد الشيخ أحمد حاصل على الماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة مونبلييه بفرنسا، وشهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية من جامعة ماستريخت بهولندا.
ولولد الشيخ أحمد باع طويل وخبرة واسعة، في التنمية والمساعدة الانسانية، إذ عمل في هذه المجالات لأكثر من 27 عاما في الأمم المتحدة، في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، فخلال الفترة من 2008-2012 عمل منسقاً للشؤون الإنسانية وممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيم في سوريا (2008-2012) واليمن ( 2012-2014 ).
وشغل أيضا عدة مناصب في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بما في ذلك منصب مدير إدارة التغيير في نيويورك، ونائب المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في نيروبي، والممثل في جورجيا..
آثرت أن اكتب عن الرجل، وهو يغادر بوقار كما عمل بصمت، لكن بتأثير ايجابي، تقديراً لجهوده الثرية التي حملها على عاتقه لأجل هذا البلاد..
هي كلمة انصاف للرجل، الذي يغادر دون ان يحظى بحقه من التكريم الذي يستحقه بجدارة..
كما يحب الخير للحميع، ويؤدي عمله بتفانٍ إلى ابعد الحدود، وليس اسقاطاً لواجب.. نتمنى له كل الخير والتوفيق في مهامه المستقبلية..

ليست هناك تعليقات: