الخميس، 5 مارس 2015

الحوثيون.. مساعٍ خائبة لتسويق علاقات دولية في مواجهة العزلة المطبقة



قيادي اشتراكي: وفد حزبي زار روسيا بصفة غير رسمية نسق لها المؤتمر
اللقاءات اقتصرت على مسؤولي "الدوما" ومدير "روسيا اليوم" وممثل الحوثيين لم بامتياز عن غيره
ممثلا المؤتمر والحوثي اشتكيا عدم مهنية مراسل روسيا اليوم وانحيازه للقاعدة والاصلاح
أربعة أيام على زيارة وفد الصماد لطهران..  خبر وحيد عن لقاء بمسؤولي الخارجية ولا نتائج
الانجاز الوحيد.. انفاذ مذكرة تفاهم مشبوهة لتبادل رحلات يومية بين صنعاء وطهران
الخارجية المصرية تنفي لقاء أي من مسؤوليها بممثلين حوثيين وتؤكد دعم الشرعية 


المصدر- تقرير خاص
نفت وزارة الخارجية المصرية ما تردد من انباء عن زيارة رسمية لوفد من جماعة الحوثيين إلى القاهرة، ولقائه المسؤولين في الوزارة.
ونفى المتحدث باسم الخارجية المصرية، في تصريح مقتضب نشر في موقع الوزارة ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول قيام وفد ممثل لجماعة الحوثيين اليمنية بعقد لقاءات مع المسئولين في وزارة الخارجية.
وأكد المتحدث على موقف مصر الداعم لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية وأهمية اضطلاعها بمسئوليتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضى اليمنية ومصالح الشعب اليمني الشقيق.
وجاء النفي الرسمي المصري رداً على أنباء تناقلتها وسائل إعلام أجنبية تحدثت عن زيارة وفد حوثي للقاهرة، بهدف لقاء مسؤولين في الحكومة المصرية، ومقابلة مسؤولين آخرين في جامعة الدول العربية.
مساعٍ فاشلة لطمأنة القاهرة تمهيداً لاكمال المخطط التوسعي المريب
يسعى الحوثيون لتسويق أخبار عن زيارات رسمية لوفود تضم ممثلين عنهم إلى عواصم عربية وعالمية محورية، لتعويض ما باتت تعيشه الجماعة من عزلة سياسية ودبلوماسية في صنعاء بعد سيطرتها عليها وتحكمها بمؤسسات الدولة وانقلابها على شرعية الرئيس عبدربه هادي، الذي تحول النشاط الدبلوماسي والتعاون الدولي إلى مقره في عدن بعد انتقاله إليها كاسراً الاقامة الجبرية التي فرضت عليه في صنعاء لأكثر من شهر.
وتُطلق السلطات المصرية تصريحات بين الفينة والأخرى، تحذر فيها جماعة الحوثيين من التورط في السيطرة على مضيق باب المندب، أحد المنافذ الدولية الهامة.
ومؤخراً التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، وناقشا التطورات في اليمن، وكيفية توفير الحماية المشتركة للملاحة البحرية ومضيق باب المندب.
وتسعى جماعة الحوثيين لطمأنة مصر، بأنها لا تشكل خطورة على باب المندب وحركة الملاحة البحرية فيه، وذلك في إطار مساعيها لتهيئة الأجواء الملائمة لاستكمال مد نفوذها على بقية المناطق الخارجة عن سيطرتها.
والأسبوع الماضي أكد السفير المصري في اليمن أن  باب المندب يخضع لسيادة السلطات الرسمية اليمنية وأن عملية الملاحة تمر عبر الممر بشكل طبيعى.
وأشار السفير أن سيطرة فصيل على المضيق أو تعرضه لأعمال إرهابية فإن ذلك يشكل تهديداً للملاحة الدولية بالبحر الأحمر، خاصة مع ضيق باب المندب وتقارب الشاطئ اليمنى من الشاطئ الأفريقى.
وأكد أن مصر ومن وصفها بالقوى المحبة للسلام لن تسمح بأي أي عنف في المضيق حتى ولو كان حركة مسلحة بسيطة فيه.
وأوضح أن مضيق باب المندب يمثل أهمية استراتيجية على صعيد الأمن القومى المصرى ويرتبط ارتباطا وثيقا بقناة السويس، وتزداد أهمية هذا المضيق إذا علمنا أن أكثر من35% من التجارة الدولية، تمر عبر باب المندب والتى تمر بدورها عبر قناة السويس التي تمثل قيمة اقتصادية واستراتيجية وأمنية لمصر، لافتاً أن اليمن تعتبر من مقومات القوة الشاملة لمصر.
لا يختلف الحال عن تسويق زيارة ممثلين عن جماعة الحوثي إلى موسكو، باعتبارها فتحاً لآفاق تعاون دولية مع روسيا مقابل العزلة الخليجية والغربية التي فرضت على صنعاء بعد انقلابهم على السلطة فيها.
موسكو.. وفد حزبي في زيارة غير رسمية نسق لها المؤتمر
مؤخراً اذاع اعلام الحوثيين أنباء عن زيارة وفد يمثلهم مع مجموعة سياسيين يمثلون توجهات مختلفة إلى موسكو، واعتبروها زيارة رسمية، لكن سرعان ما كشف مشاركون في الزيارة عن تفاصيل الزيارة لتنسف ما دأب الحوثيون لتسويقها للرأي العام لطمأنته بقدرة الجماعة على كسر العزلة وفتح آفاق تعاون دولية مع بعض الدول..
وفي هذا السياق أكد عضو الأمانة العامة للحزب الإشتراكي اليمني ورئيس الدائرة الاقتصادية الدكتور عبدالقادر البناء بأن الزيارة التي تمت إلى موسكو الأسبوع الماضي كانت غير رسمية ومخطط لها منذ اكثر من 3 أشهر، وأن رئيس الوفد كان المؤتمر الشعبي العام باعتباره المنسق للزيارة.
وأوضح البناء أن ممثل جماعة الحوثيين في الوفد لم يكن سوى عضو كغيره من الأعضاء، وإن كان بعض مرافقي الوفد اظهروا حفاوة به خارج الاجتماعات الرسمية، وأن جميع اللقاءات تمت بحضورهم جميعاً..
وبين البناء ان المنسق لزيارة الوفد هو حزب بوتين "روسيا الموحدة" من موسكو وحزب المؤتمر من اليمن؛ وجاءت رداً على زيارة قام بها وفد من حزب بوتين إلى صنعاء الصيف الماضي والتقى بقيادات عدد من الأحزاب من بينها ضمنها الحزب الإشتراكي .
أشار ممثل الاشتراكي أن الوفد ضم ممثلين عن المؤتمر الشعبي، الحزب الإشتراكي، أنصار الله، اتحاد القوى الشعبية، مؤكداً أن الدعوة لحزبه ارسلت من البرلمان الروسي- الدوما.
وأوضح البناء أن لقاءات الوفد تمت مع قيادات أساسية في الدوما أبرزهم نائب رئيس الدوما، ونائب رئيس كتلة روسيا الموحدة ونائب رئيس الدوما رئيس لجنة العلاقات الدولية، ونائب رئيس كتلة حزب روسيا العادلة ونائب رئيس كتلة روسيا الموحدة ونائب رئيس لجنة السوق المالية، إضافة للقاء تم ترتيبه مع مدير قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية .
وأشار الدكتور البناء أن لقاءات الوفد غير الرسمي تطرقت إلى الاوضاع المتردية في اليمن واستمعت من المسؤولين الذين تم لقاؤهم حول الموقف الروسي تجاه مايدور، موضحاً أنه كان هناك اتفاقاً بين أعضاء الوفد اليمني على أهمية مواصلة الدور الروسي لمساعدة اليمنيين في تجاوز التحديات الراهنة؛ واعتماد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة أساساً لمعالجة اختلافاتهم.
كشف البناء أنه أثناء لقاء الوفد مع مدير قناة روسيا اليوم أظهر ممثلو الأطراف الثلاثة المؤتمر والقوى الشعبية والحوثيين انزعاجاً من تغطية مراسل القناة في صنعاء للشأن اليمني، متهمينه بالتحيز للقاعدة وحزب الإصلاح، وأن ممثل الحزب الاشتراكي أكد على أن أمر تقييم مراسل القناة تقرره ادارة القناة نفسها، ومن لديه حيثيات تشكك في المهنية عليه تقديمها للقناة لتحسم بذلك.
ويهدف الحوثيون من خلال ترويج أخبار تلك الزيارات غير الرسمية للإيحاء بأن جماعة الحوثي ليست في عزلة وأنها تحظى بدعم دول عظمى مثل روسيا والصين، رغم أن الزيارة خلت من أي لقاء مع أي مسؤول في الحكومة الروسية.
طهران..  قبلة الحوثيين الأولى ولا أخبار عن نتائج بعد اربعة أيام
والسبت الماضي، ذكرت وكالة سبأ للأنباء التي يدريها الحوثيون خبراً عن توجه "وفد حكومي" برئاسة صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله، إلى طهران، لكن ومن حينها وحتى اعداد التقرير مساء الاربعاء، لم تنشر الوكالة خبراً بعدذاك خبراً عن أي لقاءات اجراها الوفد في طهران، كما جرت العادة في تغطية انشطة وفعاليات الوفود الرسمية.
ورغم ذلك ربما تكون زيارة وفد الحوثيين برفقة مسؤولين حكوميين لإيران هي الوحيدة التي يمكن تسويقها والاشارة إليها باعتبارها رسمية للدولة الوحيدة المتهمة صراحة محلياً ودولياً بدعمها الحوثيين في كل تحركاتهم السابقة وانقلابهم على الدولة وشرعية الرئيس هادي، بقوة السلاح.
الصماد أوضح لدى مغادرته صنعاء أن الوفد سيجري مباحثات مع المسئولين في الحكومة الإيرانية تستهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات، وذلك ترجمة لما جاء في خطاب عبد الملك الحوثي الأخير الذي تحدث فيه عن "إمكانية فتح أفاق جديدة للعلاقات مع الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني وسيادة آراضيه".
وسائل الاعلام الايرانية لم تنشر حتى مساء أمس أخباراً عن لقاءات رسمية للوفد الحوثي الزائر لطهران، باستثناء خبر نشرته الاثنين وكالة تسنيم الايرانية الخبرية ذكرت فيه عن أن الوفد بدأ لقاءاته الاثنين مع مسؤولين بوزارة الخارجية لم توضح مستوياتهم، وبحث معهم العديد من الجوانب خاصة السياسية والاقتصادية.
وذكرت الوكالة ان "هناك حماسا كبيرا لدى الجانب الإيراني في دعم الشعب اليمني سياسيا و اقتصاديا بما يصب في وحدة وأمن اليمن"، وأن هناك العديد من الاتفاقيات التي ستوقع في العديد من المجالات بما "ينهض باليمن، ويخدم الشعب اليمني دون قيد او شرط".
ولم ينشر بعد ذلك الخبر اليتيم خبر آخر عن لقاءات الوفد الحوثي لطهران، بيد أنه قد يكون هناك لقاءات خاصة تتسم بطابع السرية ضمن أجندة إيران في اليمن.
لكن العزلة الدولية المفروضة على سلطة الحوثيين لا تنكسر بالانفتاح على طهران المحاصرة أساسا من المجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي، مهما كانت نتائجها، كونها دولة متهمة أساساً بالتوريط في انقلاب الحوثيين على الدولة وشرعية الرئيس هادي.
اتفاقية الرحلات اليومية.. الانجاز الوحيد والمشبوه للحوثيين
الانجاز الطارئ واليتيم والمشبوه لجماعة الحوثيين في علاقاتها مع ايران هو الاسراع بابرام مذكرة تفاهم نافذة لتسيير 28 رحلة بين البلدين دون أن يكون بينهما سابق تعاون او تبادل تجاري أو سياحي يقتضي تبادل ذلك الكم الهائل من الرحلات التي بدأتها طهران بتسيير أو رحلة لها في الاول من مارس الجاري.
بحسب محلل سياسي تحدث للمصدر أمس، فإن الرحلات المتبادلة شيء طبيعي، بل وايجابي، ومن المفترض ان تكون دائمة ومستمرة حتى بين الدول في ذروة توتر العلاقات بينها، لكن ان يتم البدء بـ 14 رحلة، لكل طيران، يبعث على قلق اي شركة تجارية من الجدوى في ظل انعدام النشاط السياحي والتجاري المتبادل بين البلدين.
وتساءل المحلل عن جدوى تلك الرحلة لشركة طيران متواضعة على حافة الانهيار كاليمنية لديها بضع طائرات من تسيير رحلات لطهران، لافتاً أن الشركات في الوضع الطبيعي تبدأ بتسيير رحلة أو رحلتين اسبوعياً، ثم تدرس زيادة الرحلات يومياً تبعاً لمدى نجاح الخط الملاحي.
وأشار أن البدء بهذا العدد من الرحلات يبعث على الريبة وحتى وان كانت دعاية الرحلة الاولى غلفت بمساعدات انسانية وصلت أمس الأول، برفقة ممثلين عن الهلال الاحمر الايراني..
وأكد أن ما ليس طبيعياً هو العلاقات المشبوهة بين صنعاء في ظل ديولة ميليشيات الحوثي وطهران، وأن وضع مطار صنعاء بإدارته الحالية والتحكم به من قبل جماعة مسلحة مخالف للقواعد المتعارف عليها عالمياً في أمن المطارات، حيث تتحكم في مدخلاته ومخرجاته، كما تفعل في غيرها من المؤسسات والمنشآت السيادية، القلق من مدى خضوع  الرحلات القادمة والمغادرة الى طهران للروتين الرسمي وهذا هو المقلق، متمنياً ان يتاح لموظفي المطار ممارسة عملهم الروتيني مع الشحنات القادمة من ايران والاشخاص القادمين من هناك عوضاً عن استعراض اعلامي لمساعدات انسانية وصلت في الرحلة الأولى للطائرة الايرانية.
وأشار المحلل أن الرسالة التي وجهها الحوثيون وايران أن أي مناطق يسيطر عليها الحوثيون تصبح تحت الوصاية الايرانية، وأن حكام العهد الجديد أصبحوا تماماً موالين لطهران رسمياً وأدوات بيدها ويريدون ان يجروا دولة وطنية وراءهم.

ليست هناك تعليقات: