الجمعة، 11 يوليو 2014

كتاب التوحيد للزانداني.. منهج دراسي يتضمن أول عملية تسطيح واغلاق لعقل اليمني



أول وأكبر عمليات تسطيح -استغفال- استغباء- تعليب - تغطية- تسفيه - تحجير- واغلاق يتعرض لها عقل الانسان اليمني تبدأ من المدرسة وأعني تحديدا من كتاب التوحيد لكاتبه ومؤلفه وصاحبه وفارضه (وربما مكفر من يجادل حوله او يطالب برفعه) عبدالمجيد بن عزيز الزنداني.
ملاحظتي هنا ليست على الاراء والافكار الواردة فيه فمن حق صاحبها التفكير والتعبير عن رأيه كما يحب دونما حجر عليه او ممارسة بعض الارهاب الفكري الذي يمارسه بحق الاخرين، لكن المشكلة الكارثية في تدريسه للطلاب من الايام الاولى لاجادتهم القراءة والكتابة.
هذا الكتاب كارثة يقتل عقول اليمنيين ويفترض في كل مولود على الفطرة انه بحاجة اليه لحفظ دينه رغم ان مئات الاف من الاميين في الريف والمدينة يحافظون عليه بالفطرة دون الحاجة للاستعانة بآراء الزنداني..
بينما هو في الحقيقة محاولة ناجحة كثيرا لدمغ عقول الناس بطريقة تفكير الرجل وآرائه التي منهجها دروسا للطلاب حتى في نقد الشعر واذكر هنا رايه في قصيدة الطلاسم العظيمة لايليا ابو ماضي ( ﺟﺌﺖ، ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ، ﻭﻟﻜﻨّﻲ ﺃﺗﻴﺖ ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﻗﺪّﺍﻣﻲ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻓﻤﺸﻴﺖ) التي يعتبرها الزنداني توهانا وكفرا كون المؤمن يدري..
امور اخرى كثيرة اكثر سخافة وفتكا بالعقل من هذا الرأي والغاء لحق الانسان في معرفة الله بادراكه وقناعته كنا ندرسها من الرابع الابتدائي وحتى الثالث الثانوي ولا زالت الاجيال تدرسها حتى اليوم..
كيف سينمو لدينا جيل قادر على التفكير والابداع وقد تربى على قداسة رأي تعامل معه كمسلمات.
تذكرت كتاب التوحيد وانا أرى اشخاصا متعلمين ومثقفين يتبنون فكرا عنصريا متعصبا لا يليق بطالب تخرج من مدرسة ابتدائية؛ لكن لا غرابة فقد درسوا كتاب التوحيد الذي يحجم حق الانسان في التفكير ومعرفة الله والايمان به وحبه بقناعته بمنهج (افلا ينظرون)، وليس بمناقشة عقيمة لنظزية داروين وقصيدة ايليا ابوماضي وامور اخرى على ذات الشاكلة بعضها لا تصلح للنشر في جريدة علمية مغمورة يديرها مؤدلجون بامكانهم تفهم بعض تلك الهرطقات.
يتخرج كثيرون متعصبون لايديولوجيا صاحب الكتاب او اخرى مضادة لها ورافضه لما يدرسونه من حيث الاساس انطلاقا من موقف من صاحبه، ليصطدموا في صراع مستبقلي بعد ان اقصاء العقول، وقليل من يخرجون من ذلك بعقول متعافية وثمة اخرون يستعيدونها لكت بعد صراع مرير مع الذات تبعا لمسلمات غبية موروثة من كتاب التوحيد الكارثة.

ليست هناك تعليقات: