الجمعة، 18 يوليو 2014

محاباة الأقارب.. نقد المسؤول على أدائه في إدارة الشأن العام وليس لأسرته او قبيلته أو منطقته



يصعب على الانسان ان يتقبل فكرة أن يكون أحد أقاربه أو أبناء منطقته أو قبيلته (وفي الدول العربية عموماً واليمن خصوصاً أحد المنتمين لحزبه) مسؤولاً غير ملتزماً، او فاسداً.. تلك غريزة انسانية مبعثها غالباً الصورة النمطية -العصبية- التعرف على الجانب الخاص من شخصيته بعيداً على العام.
لاحظت انزعاجاً من قبل بعض الأصدقاء من أقارب قائد القوات الجوية راشد الجند، الذين يدافعون من منطلق فقط أنه قريبهم، وآخرون أنه من منطقتهم..
اتفهم هذه النزعة الانسانية الموجودة لدينا جميعاً، ولن تجد من أسرة الرئيس السابق أو من منطقته، وحتى من أسرة الرئيس الحالي أو منطقته من يتجرأ على مشاعره، ويتحدث عن سوء إدارته، أو ..
لكنها نزعة جاهلية ينبغي ان ندوس عليها بأقدامنا.. فالله خاطب نبيه نوح عليه السلام حين راجعه في ابنه بقوله "إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح".
ليس بيننا شيء مع راشد الجند أو أركان حربه عبدالملك الزهيري كأشخاص، ونحترم اسرهم ومناطقهم، وسعدنا بتعيين الجند، خلفاً لمحمد صالح الأحمر، وكان ذلك مبعث فخر واعتزاز لنا جميعاً، لكن الرجل يأبى أن يرى نفسه في موقع شخص من أسرة الحكم السابقة، وينقطع مع العهد السابق، ليصر على العمل سكرتيراً تنفيذياً لسلفه.
لكن ان يستمر بذات عقلية الفهلوة والتملك الذي كان عليه سلفه، وسوء الادارة، والتضحية بأرواح الناس، والعبث بمقدرات البلاد كأنها اقطاعية خاصة، فهذا ما لن نسكت عنه، والعمل كسكرتير تنفيذي لسلفه الذين اشتركوا معاً في صفقات شراء طائرات متهالكة تتساقط فوق رؤوس المدنيين وتقتل خيرة الطيارين.. حتى وإن شارك فيها الجند، ذلك كان نهج دولة يقودها اشخاص غير ملتزمون وكان اولى به ان يعلن القطيعة مع العهد السابق، لا ان يأتي ليشتغل في التغئطية على فساده، بل ويستمر فيها، ليس اقل ذلك تسخير طائرات الانتينوف لنقل القات إلى سقطرى مثلاً بمبلغ تافه، لم يكن محمد صالح الأحمر يقبل تأجير الطائرة للخطوط اليمنية بأضعافه لخدمات الشحن.. لا أدري، هل كان كثير الطمع، نافذاً يمضي ما يقرره على الجميع بحكم قربه من الأسرة لا اعلم.. المهم انه كان يفعل..
ننتقد ونكتب عن قائد القوات الجوات الجوية، أو غيره سواء كان من تعز او من سنحان أو من إب او أبين أو ذمار.. لا يعنينا اسمه ولا لقبه ولا منطقته، ولا قبيلته..
ليست مشكلتي ان عشرات القنوات الموثوقة فتحت لي على كواليس القوات الجوية، التي انظر إليها على انها علامة التفوق الوحيدة القائمة بين قوة الدولة وقوة الميليشيات التي تنهشها من كل اتجاه، ويصر هؤلاء على استمرار العبث بها، واهدارها في رحلات نقل السمك والهريسة والقات وصلة الأرحام..

ليست هناك تعليقات: