الثلاثاء، 22 يوليو 2014

الجانب الانساني.. الأكثر بعداً عن اهتمام الصحافة..

 
شكراً للزميل الصحفي أحمد الولي 
هذا النوع من العمل الصحفي هو الذي نفتقده كثيراً -للأسف- في الصحافة اليمنية.. وإن حضر فلا يحضر إلا فيما ندر.. 
الاهتمام موجه بدرجة رئيسية نحو الوضع من بعده السياسي والحربي ويتغاضى عن أهم الأبعاد في مجمل القضية.. البعد الانساني..
45 الف نازح من عمران، لا يحضرون في الاعلام بقدر يسير مما تحضر به تصريحات أمراء الحروب والناطقين والمتحدثين باسمهم، وافعالهم.. 
النتائج تغيب غالباً.. يتواجد النازحون في ذهبان ومناطق أخرى والطريق سالكة ولا مخاطر، كتلك التي كانت تحول دون تغطية الصحفيين لأحداث عمران..
ليست صحافة إذا اقتصرت على شغل المكاتب، وتلقي المعلومات بالهاتف.
ليست صحافة تلك التي لا تحيط بالقضية من أغلب جوانبها، وتعطي كل بعد حقه.. في هذه حالات الحروب فالبعد الانساني يجب أن يحظى بحقه الوافر، خصوصاً أن المتأثرين بالحرب، من المدنيين، يفوقون بكثير أعداد المتقاتلين.
الشكر والتقدير للعزيز الولي على هذا التقرير المختزل القصير الذي غطى جزءاً يسيراً من الانكشاف على الجانب الانساني الناتج عن الحرب.
هؤلاء الناس يستحقون التفاتة، هي مسؤولية على الصحافة. قبل ان نتحدث عن مسؤولية السلطات والمنظمات إزاءهم..
يستحقون الكثير..
===========

http://almasdaronline.com/article/60204
==========

«المصدر أونلاين» في تجمع لنازحي عمران.. وضع مأساوي وغياب تام للحكومة ومنظمات الإغاثة

حين وصل وقع الحرب التي اندلعت في عمران شمال العاصمة اليمنية من منزل «أيمن عسلان» جمعت العائلة التي قتل أحد أفرادها بعجل ما تحمله اليد من المقتنيات وانطلقت إلى المجهول تاركة ورائها منزلاً وتاريخاً وذكريات.
دفعت ضراوة المواجهات بين مقاتلي جماعة الحوثيين المسلحة وقوات عسكرية مسنودة برجال قبائل مئات من العائلات إلى الفرار، معظمها وصلت إلى العاصمة صنعاء، والقرى المحاذية لها.
لكن الحرب التي انتهت بسيطرة الحوثيين على المحافظة، واتكال السلطات إلى اتفاقات ودية، لم يمنح الأمان لعودة مئات العائلات النازحة في مدارس حكومية ومنازل مقربين لهم، ولم يضع حداً لمأساة التشرد.
في الضاحية الغربية للعاصمة صنعاء، تقبع نحو 48 عائلة نازحة من محافظة عمران في مدرسة صغيرة، منحشرة في 16 فصلاً، تتقاسم كل فصل ما يقارب 5 عائلات.
قبل نحو  أسبوعين وصلت 48 اسرة إلى احد المدارس غرب صنعاء هاربة من سعير الحرب التي تقدر إحصائيات منظمات دولية مقتل المئات بينهم مدنيين.
لمشاهدة ألبوم الصورة اضغط هنا
يقول أيمن عسلان 24 عاماً بحسرة لـ«المصدر أونلاين» «لقد هربت بصعوبة مع عائلتي 3 أشقاء وشقيقتان ورضيعتان ووالدي وأمي بعد ان فقدنا الامل بالعثور على بقايا جثة أخي التي نسفته قذيفة دبابة بينما كان في سطح المنزل».
يتوقف امين قليلاً لمسح عينيه ويواصل حديثه «كان أخي يتأكد ما إذا كانت الاشتباكات بعيدة عن حينا بمحافظة عمران، لكن القذيفة باغتته ووزعت أجزاءه على مسافات كبيرة كل ما عثرت عليه هو يده في سطح المنزل».
ويضيف أيمن «ما يهم الان هو ان نعود لديارنا نحن هنا نعيش في وضع بالغ الصعوبة لم يقم أي مسؤول في الحكومة بزيارتنا، ولا أحد يسال عنا سوى عدة منظمات إغاثية».
وقال هاني سعد العباسي وهو أحد النازحين وتطوع للعمل لدى منظمة «إكرام» الخيرية ان كل ست أسر يتم حشرها في فصل يصل طوله خمسة أمتار وكل أسرها لديها خمسة أطفال على الأقل.
وأضاف هاني «منذ عشرة أيام لم نتلقى أي معونة حكومية المنظمات هي من تقوم بمساعدتنا للبقاء على قيد الحياة ، بعض المنظات صرفت لكل أسرة  مكونة من 6 اشخاص بطانيتان ولحفان وهي بالكاد تكفي لاربعة أطفال ومعظم الافراد ينامون على الأرض الجرداء».
وقال محمد  6سنوات وهو يحتضن شقيقته  مبتسماً «اريد أن اعود الى البيت أنا خائف من الرصاص لا اريد ان اموت».
ويتفق اختصاصيون نفسيون على ان معالجات الصدمات الناتجة عن الحروب تكون صعبة لدى الأطفال لانهم لايستطيعون أن يعبروا عما في نفوسه بسهولة عكس الكبار.
تقدمت امرأة عجوز تدعى سامية مستجدية «لقد منحوني غرفة بالقرب من هذه المدرسة، ليس لديها سقف وهي غير آمنه لدي ستة أطفال ووالدهم العجوز، لماذا لا احد ينظر الينا ثم شرعت بالبكاء».
ويعيش النازحون من محافظة عمران جراء الحرب، أوضاعاً إنسانية صعبة، رغم توقف القتال، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان عدة عائلات تشعر بحاجة ماسة لمعرفة ما جرى لذويها المفقودين بسبب القتال في المحافظة.
وأضافت في بيان نشرته على موقعها الرسمي إنها تعمل على تزويد المستشفيات بالإمدادات الحيوية وقد عرضت أن تبحث عن الأشخاص المفقودين، وقامت بتوزيع الأغذية والإمدادات الأخرى المخصصة لحالات الطوارئ  على الأشخاص الذين فروا من القتال في عمران.
وحصل «المصدرأونلاين» على إحصائية بعدد الأشخاص الذين تم حشرهم في المدرسة بـ16 فصل دارسي:
عدد الذكور 186
عدد الاناث 194
16 طفل رضيع
6 كبار بالسن
 

ليست هناك تعليقات: