الخميس، 24 أبريل 2014

أسرة أحد العسكريين المختطفين في سوريا تشكك برواية مقتلهم

شككت إحدى أسر عسكريين اختطفوا في سوريا برواية أدلى بها نائب برلماني تصدر مفاوضات مع قادة في المعارضة السورية بشأن مقتلهم في هجوم مزعوم.
 وقالت أسرة المقدم محمد عبده المليكي لـ«المصدر أونلاين» إن وسطاء أتراك أبلغوهم خلال حضورهم لقاءً في اسطنبول بعدم دقة معلومات حصلت عليها تحدثت عن مقتل المختطفين اليمنيين في سوريا.
 واختطف 5 ضباط يمنيين مبتعثين مطلع سبتمبر 2012 أثناء سفرهم من حلب إلى دمشق في طريق العودة إلى اليمن، على يد جماعة «النصرة» التي تقاتل قوات نظام بشار الأسد، وكان الضباط يتلقون الدراسات العسكرية في كلية حلب.
 وبعد أن أكملوا دراستهم تعذ�'ر نقل الضباط الخمسة جواً بسبب توقف حركة الطيران في مطار حلب، فغادروا المدينة عن طريق البر إلى دمشق للعودة منها جواً إلى اليمن، غير أن «جبهة النصرة» احتجزتهم في منطقة إدلب الواقعة بين دمشق وحلب.

وبثت «جبهة النصرة» المتشددة أواخر سبتمبر شريطاً مصوراً، أعلنت فيه مسؤوليتها عن اختطاف الضباط اليمنيين، وقالت إن حكومتهم أرسلتهم لمساندة قوات نظام بشار لمجابهة الانتفاضة السورية، وهو ما نفته وزارة الدفاع اليمنية في وقت لاحق.
 وحاول فريق يمني برئاسة البرلماني محمد الحزمي التفاوض مع مقاتلين في جبهة «النصرة» و»أحرار الشام» وقادة في الجيش الحُر، عبر منظمة خيرية تركية، لكن هذه المفاوضات لم يكتب لها النجاح.
 وقال الحزمي وهو رئيس اللجنة المكلفة بالتفاوض في تصريح لـ«المصدر أونلاين» أواخر أغسطس الماضي إنه تلقى تأكيدات بشأن مقتل الضباط اليمنيين المحتجزين هناك، جراء قصف تعر�'ض له مكان احتجازهم من قبل قوات النظام السوري.
 وقال عبده المليكي والد المقدم محمد «أخبرتنا منظمة (I H H) خلال لقاء في اسطنبول بحضور محمد الحزمي أن معلومات مقتلهم غير مؤكدة».
 و»I H H» هو اختصار لمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية تقوم بأعمال إغاثة في أماكن مختلفة من العالم، وسهلت اتصالات بين الفريق اليمني المفاوض وقادة في جبهة «النصرة» والجيش الحُر، من أجل الإفراج عن المختطفين اليمنيين.
 والمختطفون اليمنيون هم: المقدم محمد عبده حزام المليكي، المقدم علي حسن أحمد سلامة، النقيب هاني صالح حسين نزار، الملازم  حسن محمد علي الوهيب، والملازم أحمد علي ردمان.
 وقال المليكي إن الوسطاء الأتراك طلبوا منهم رفع قضية أمام المحكمة الشرعية في حلب، «أدركنا أن رفع قضية في المحاكم السورية لن يفيدنا بشيء، والأمر يحتاج إلى مال من أجل المتابعة».
 وأضاف «عُدنا إلى اليمن، بعد أن نفد المال من�'ا، إلى جانب عدم حصولنا على مزيدٍ من المعلومات بشأن المختطفين».
 لكن الحزمي قال رداً على أخبار تحدثت عن إبلاغ المنظمة التركية أسر المختطفين بأنها لا تعلم من هو الحزمي، قال إن هذه الأخبار «كاذبة».
 وقال لـ«المصدر أونلاين» إن مندوبي أربعٍ من أسر المختطفين حضرت جلسة مباحثات مع المنظمة التركية، وأخبروهم أن المختطفين اليمنيين «قتلوا بقصف للجيش النظامي السوري على موقع كانت تحتجزهم جماعة النصرة».
 وقال «أخذت أحد مندوبي الأسر وأدخلته إلى سوريا، ليشهد بنفسه المفاوضات مع أحرار الشام وجماعة النصرة».
 والمختطفون بعثتهم وزارة الد�'فاع في منح للدراسة العسكرية في سوريا، واكتفت بتوكيل مهم�'ة التفاوض لوزير الأوقاف السابق حمود الهتار والنائب محمد الحزمي، بعد عودة الملحق العسكري اليمني في سوريا.
 ودرس الضباط الخمسة تخصصات مدنية، هي: «كهرباء قوى وآلات، وكهرباء حسابات وتحك�'م، وهندسة إلكترونية واتصالات».
 وقالت وزارة الدفاع في أكتوبر 2012 إنها أجرت اتصالات تمكنت من خلالها من إيقاف تنفيذ أحكام صدرت بإعدام الضباط المختطفين، بتهمة دعم قوات النظام السوري.
 وذكرت صحيفة «26 سبتمبر» الناطقة باسم الوزارة أن وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد كل�'ف لجنة مختصة بالتواصل والتنسيق مع الجهات الرسمية وغير الرسمية في سوريا، ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى من أجل الإفراج عن الضباط المحتجزين.
 وقال حذيفة المليكي نجل المقدم محمد (17 عاماً) لـ«المصدر أونلاين» إنه قدم أوراقاً لأكثر من مرة لسكرتارية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ووجه الأخير وزارة الدفاع بـ«النظر إلى الموضوع والقيام بما يلزم».
 وأضاف أن الاتصالات مع وزارة الدفاع وسكرتارية هادي توقفت بعد تبدد آمال المفاوضات وتقاعس الجهات الحكومية اليمنية في إعادة الضباط المختطفين.
 وتابع «الملحق العسكري اليمني في سوريا لم يقم بواجبه في التواصل مع الجانب السوري أثناء تواجده في دمشق، بل إنه عاد إلى اليمن دون أن يكلف نفسه متابعة الموضوع».
 وذكر حذيفة الذي يكبر ثلاثة من أشقائه (عمر (11) عاماً، أنس 13، ورحاب 9 أعوام) أن قريباً لأحد أسر المختطفين أبلغهم قبل نحو شهر أن معدات ولابتوبات للمختطفين وجدت في مطار دمشق.
 وقال إن مالية وزارة الدفاع قطعت راتب والده قبل نحو شهرين بحُجة «الازدواج الوظيفي» بعد أن وجدت أن محمد المليكي ما زالا حياً، وبعد معاملات أعادوا صرف الراتب عقب تأكدها أن الأمر كان «خطأ» حين وجدت اسم محمد المليكي اسم أيضاً لضابط آخر.
 وأورد «حذيفة» رواية تقول إنهم تواصلوا مع عائلة سورية لاجئة في السعودية لديها شابان يقاتلان في صفوف الجيش الحُر، قالت إن المختطفين اليمنيين ما زالوا على قيد الحياة.
 وقال إن جماعة «النصرة» طلبت من الحكومة اليمنية تحرير 5 عناصر من تنظيم القاعدة مقابل الإفراج عن العسكريين المختطفين في سوريا، حسبما أخبره مصدر عسكري في وزارة الدفاع.
 وأردف: «أي دولة تترك رعاياها في أيدي الخاطفين دون أن تقوم بدورها من أجل تحريرهم؟».
================
 رابط مصدر الخبر..
http://almasdaronline.com/article/56971

ليست هناك تعليقات: