الثلاثاء، 3 مارس 2015

الخالدي طليقاً بعد ثلاث سنوات من الاختطاف في قبضة القاعدة



الداخلية السعودية قالت ان جهوداً مكثفة بذلتها الاستخبارات العامة أفضت لتحريره
المصدر حصلت على معلومات تؤكد أن اتفاق اطلاق الخالدي شمل دفع مبلغ مالي لخاطفيه
وسطاء قبليون بينهم الفضلي خاضوا مفاوضات مع القاعدة امتدت لأشهر وتكللت بالنجاح
ظهر الخالدي في تسجيلات عدة مناشداً ومتهماً حكومته ومعلقاً على الاحداث ومدافعاً عن القاعدة
الخالدي بعد وصوله إلى الرياض

المصدر- خاص
أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، وصول نائب القنصل السعودي في عدن إلى الرياض، لتنتهي بذلك معاناة الرجل وأسرته طيلة ثلاث سنوات من الاختطاف لدى تنظيم القاعدة، ظهر خلالها في عدة تسجيلات مطالباً حكومة بلاده التدخل للافراج عنه، ودون أن تخل تلك الفترة من أخبار ترددت عن مقتله.
وأمس ذكرت الداخلية السعودية أن الافراج جاء نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة، مشيرة أن القنصل السعودي عبدالله الخالدي وصل إلى أرض وطنه، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وحظي الخالدي باستقبال كبير، في مطار الملك خالد الدولي بالرياض مساء أمس، إذ تقدم مستقبليه ولي ولي العهد السعودي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ونائب وزير الداخلية عبدالعزيز بن عبدالله، ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان.
وإذ أكد نائب وزير الخارجية السعودي عبدالعزيز بن عبدالله في تصريحات صحافية أن عملية التحرير تمت بجهود سعودية بشكل تام، من تدخل أي أطراف أخرى، ذكرت مصادر خاصة للمصدر أن الافراج جاء بوساطة قبلية يمنية، نظير فدية مالية دفعت لتنظيم القاعدة.
ونقل موقع «المصدر أونلاين» عن مصادر مطلعة إن الإفراج عن القنصل السعودي المختطف لدى تنظيم القاعدة في اليمن؛ جاء بعد جهود لوساطة قبلية قادها زعماء قبليون من محافظتي مارب وشبوة (شرق اليمن)، أفضت إلى دفع السلطات السعودية مبالغ مالية.
وأفاد مصادر الموقع إن الزعيم القبلي الجنوبي الشيخ طارق الفضلي كان بين وساطة قبلية استمرت لأشهر، في ظل تكتم شديد، بين السلطات السعودية وتنظيم القاعدة، واثمرت الافراج عنه وعودته إلى المملكة.
وأضافت المصادر «إن الجهود تكللت بالنجاح، بعد اتفاق مع الخاطفين لإطلاق سراح الخالدي مقابل مبلغ مالي».
وأشار المصدر ان الوساطة تواصلت مع أسرة الخالدي، في إطار تنسيقها بين الطرفين، لأجل استلامه، وقامت أسرته بالتنسيق مع الحكومة السعودية لاستقباله.
وبحسب المصدر، فإن لجنة الوساطة توجهت صباح اليوم الاثنين ومعهم الخالدي إلى منفذ الوديعة الحدودي اليمن والسعودية، وسلموه لأفراد أسرته وحرس الحدود السعودي.
لكن شقيق الخالدي نفى تحقيق أي مطلب للخاطفين، مشيراً أن "القاعدة كانت لها خمسة مطالب من أجل الإفراج عنه، من أبرزها الإفراج عن بعض السجناء والسجينات، وأيضاً مبلغ مالي، لكن جهود السعودية، وبمتابعة شخصية من الأمير محمد بن نايف، تم تحريره من دون تحقيق أي مطلب".
واختطف الخالدي من أمام منزله بحي المنصورة في عدن وهو في طريقه إلى عمله في 28 مارس 2012، من قبل مسلحين مجهولين قاموا بتسليمه بعد ذلك إلى تنظيم القاعدة.
وأعلنت النيابة العامة منتصف يناير الماضي أنها احالت ملفات 12 شخصاً، ينشطون ضمن عصابة مسلحة، تابعة لتنظيم القاعدة، لاستهداف ضباط وجنود من القوات المسلحة والأمن وعدد من المنشآت الحيوية واختطاف أجانب ودبلوماسيين.
وذكرت النيابة في حينه أن أحد المحالين للمحاكمة يعتبر المتهم الأول بخطف الخالد في عدن، وتم القبض عليهم خلال عامي 2013-2014 بصنعاء وأبين وحضرموت.
نهاية إبريل 2012 تلقى السفير السعودي السابق في اليمن علي الحمدان اتصالاً هاتفياً من مشعل الشدوخي، وهو أحد المطلوبين لدى السلطات السعودية، والذي يتواجد ضمن أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن، وأبلغه أن الخالدي لديهم وأنه بحالة صحية جيدة.
وطرح الشدوخي للسفير مطالب التنظيم مقابل الافراج عن الخالدي، وتشمل الإفراج عن عدد من السجينات اللائي اعتقلن على ذمة تهم بالارتباط بالتنظيم، واطلاق عدد من المعتقلين اليمنيين والسعوديين في المباحث السعودية، ودفع فدية مالية، يتم الاتفاق عليها لاحقاً.
وأخفقت وساطات سابقة عدة في الافراج عن الخالدي، رغم أنها كانت تحقق تقدماً في المفاوضات لكنها تؤول إلى الفشل.
وظهر الخالدي في عدة تسجيلات بثتها مواقع تنظيم القاعدة، آخرها في سبتمبر الماضي، طالب فيها السلطات السعودية بتلبية مطالب تنظيم القاعدة مقابل الافراج عنه، بل انه دعا في بعض تسجيلات ابناء قبيلته للضغط على السلطات السعودية لتلبية مطالب الخاطفين، ووجه في بعضها انتقادات لاذعة للحكومة السعودية متهماً اياها بالتخاذل، ومحاولة تصفيته.
أكثر من ذلك، ظهر الخالدي، في أحد التسجيلات، معلقاً على احداث سياسية تشهدها المنطقة، منتقداً التعاون الدولي في الحرب على القاعدة، والدول العربية التي تحارب من يريدون «تطبيق الشريعة الإسلامية»، كما واتهم السعودية ودولاً خليجية باثارة اضطرابات في مصر وتونس، بعد تسلم السلطة من قبل حركات اسلامية رغم أنهما «لا تمثلان الإسلام بحذافيره»
ولم يُعرف ما إذا كان حديث الخالدي بإرادته أم مجبراً من قبل تنظيم القاعدة، لكن يبدو أن الظهور المتكرر للخالدي كان يهدف لممارسة مزيد من الضغط على السلطات السعودية لتلبية مطالب خاطفيه والاسراع في انجاز الصفقة.
وبالافراج عن الخالدي تنتهي معاناة دبلوماسي سعودي وأسرته بعد ثلاثة اعوام من الاختطاف بيد جماعة ترتبط بالمملكة بعلاقة عداء مستديمة ومتطورة، وتفاقمت معاناة اسرته مع تواتر أنباء لأكثر من مرة عن تصفيته.
ولا يزال دبلوماسي إيراني آخر مختطف لدى جهات مجهولة، يرجح أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، منذ منتصف يوليو 2013، ورغم تواتر انباء عن مقتله إلا ان السلطات الايرانية أكدت تباعا، في تصريحات لمسؤوليها، وأخرها أمس، أن لديها معلومات بأن حالته الصحية جيدة، وان هناك مساع تبذل للافراج عنه.
==========
صحيفة المصدر- 3 مارس  2015

ليست هناك تعليقات: