الأحد، 12 يناير 2014

لا أحد يستفيد إذ نخسر التعايش..

طفل يقف على شاحنة تنقل أثاث منزله في بلدة دماج بصعدة (13 يناير 2014 - تصوير: محمد الرازحي)
لا ادري لم شعرت بالحزن لمغادرة الحجوري واسرته وطلابه لدماج، ربما وجدت ان الخلافات في هذه البلاد عموما، وتلك ذات الطابع الديني هي أقرب إلى الاقصاء منها إلى القبول بالتعايش ومعالجة جذور النزاعات..
رغم التطمينات ببقاء دار الحديث، وبقاء أهالي دماج، إلا أنهم لن يستمروا طويلاً، وسيغادرون قريباً، وسيؤوسس لعهد جديد من الاقصاء من قبل أطراف تطالب بدولة مدنية وتجد غضاضة في قبول قيمة التعايش، بما هي المواطنة كأهم مرتكزاته.
أدرك أن السلفيين حلوا كطرف أضعف، كسبوا معه بعض التعاطف، مع أنهم هم أيضاً يعانون ذات المرض، مع فارق ان ما حد من تنمرهم هذه المرة هو انهم حلوا كميليشيا مسلحة في إطار ميليشيا مسلحة أكثر قوة منها، وأكثر تطرفاً وتزمتاً منها، مع فارق أن الأكبر تجيد فن المراوغة والحديث عن الدولة المدنية، وتحظى بدلال لم يحظ به أي تيار سياسي أو ديني منذ ولادة التعددية في البلاد، بكتيبة هتيفة ونشطاء، ينظرون لمدنية لجماعة يدخل السلاح والقتل في أجندتها لتوسية خلافاتها مع الآخرين، للأسف الشديد.
سيكون لهذا الحل الذي رعته الدولة الرديئة ما بعده، حتى مع أولئك الذين يشاركون في المولد.
عموما أن تحفظ الأرواح على حساب قيمة التعايش فذلك أخف الأضرار واقلها قبحاً..
يخسر الجميع حتى وان شعروا بنشوة الانتصار..
وعموماً أن تحفظ الأرواح حتى وإن كان ذلك على حساب قيمة التعايش فذلك أخف الأضرار واقلها قبحاً.

أتمنى السلام لصعدة واليمن وبشروط أفضل من هذه التي تعمل عليها الوساطات، كخيار دونه الموت..

ليست هناك تعليقات: