الاثنين، 3 مارس 2014

تذكير بحقارة ثورية


النقيب طيار/ محمود العرمزة

النقيب طيار محمود العرمزة، قائد الطائرة التي هبطت إضطراريا بالأمس، سبق ان نجا من تحطم طائرة أخرى قتل فيها مساعده الملازم أول عبدالعزيز الشامي، (هل تتذكرون هذا الإسم)، وثمانية آخرين أجانب..
وفقاً لطيارين فالعرمزة من أفضل الطيارين المحترفين في لواء الرابع النقل وهو محترف يجيد الطيران الليلي باحترافية..
سأروي لكم قصة لا أخلاقية معيبة وعار على الثورة ويجب الاعتذار عنها، من جميع من صفقوا لها، أو تماهوا معها.. ذات يوم.. وإن وجدت أخلاق فمن جميع من حسبوا انفسهم ذات يوم على تلك الثورة.
هل تتذكرون الطائرة التي تحطمت فجر الثلاثاء المشؤوم 25 أكتوبر 2011، قرب قاعدة العند، وقتل فيها ثمانية طيارين مدربين سوريين..
تحطم، أولاً لأن الخلل الفني وارد، والطائرات متهالكة، وخارج الجاهزية.. هذا احتمال..
وصل المدربون السوريون مساء، واستثقل قائد الجوية السابق محمد صالح الأحمر مبيتهم لليلة في صنعاء، استثقل دفع تكلفة مبيتهم لليلة وكأننا نعيش ازهى عصور التقشف والحرص..
حرك لهم طائرة مساء لنقلهم إلى العند، وحصل أن واجهت الطائرة ظروفاً جوية صعبة.. والتحقيق برمته في علم الغيب.. كان يضيع في دهاليز محمد صالح الأحمر، كما يضيع في كواليس ربيبه وتلميذه راشد الجند.. لا فرق.
هل تتذكرون التوجيه الرخيص والقبيح والقذر عديم القيم لقيادة من وصفوا أنفسهم يوماً بأنصار الثورة إذ وجهوا اعلامهم لتبني رواية مفادها أن الطيار عبدالعزيز الشامي نفذ عملية انتحارية بالطائرة، لقتل من كانوا يسمونهم بشبيحة بشار الأسد الذين استدعاهم الرئيس السابق علي صالح لقصف مناطق الثوار بعد مزاعم عن رفض الطيارين اليمنيين قصف مواقع الثوار.
هؤلاء السوريين لم يكونوا فعلاً سوى طيارين مدربين يدربون إخواننا الطيارين الذين "رفضوا قصف مواقع الثوار" حسب زعمكم..
هؤلاء كانوا يدربون الشباب اليمنيين من خريجي كلية الطيران في اللواء 39 تدريبي بالعند، أو ما كان يعرف بالجناح التدريبي، وكانوا يعملون على تخريج طيارين أكفاء محترفين، يتجاوزون مثل كوارث الأمس..
ثم يأتي الإعلام الرخيص ليوظف الخبر بطريقة لا انسانية بشعة، ويقول ان الطيار نفذ عملية انتحارية وان المدربين جاؤوا لقتل اليمنيين..
ماذا لو كنت احد اقارب هؤلاء الطيارين، وانت تعرف طبيعة مهمتهم، كيف ستنظر إلى "ثوار اليمن"..
كيف ينظر لكم الطيارون الذين تدربوا على يد أولئك السوريين، كيف ينظر لكم طلابهم الذين كانوا بانتظارهم والذين لا زال بعضهم في اللواء التدريبي دون تخرج، حتى الآن، لعدم كفاية المدربين اليمنيين وضعف بعضهم.. كيف تتحدث عن طيار كان ينفذ مهمة عمل، ويدرك تماماً طبيعة عمل هؤلاء الناس، وتصفه بالانتحاري.. وماذا عن زميله محمود العرمزة الذي أنقذ طائرة الأمس، وهو كان قائد الطائرة التي تحطمت في العند.
عني شخصياً فأنا اعتذر لجميع الشهداء الذين سقطوا في تلك الطائرة والجرحى، وأشرهم وزملائهم عن كل تلك الصفاقة والوقاحة، ففي أقل الأحوال ربما كنت أكثر ميلاً لتصديقها والانسياق وراءها، باعتبارها جاءت من بين من كنا نعتبرها يوما أحد أذرع الثورة..
الثورة التي لم يكن ينقصها انحدار قيمي وأخلاقي وكذب ودجل بشع كذاك، لتنتصر لأمرها..
كانت مثل تلك الكذبات المهينة هي اهم أسباب اخفاقها وخروجها بحصيلتها الخجولة التي انتهت إليها..
حقارة المتلفعين برداء الثورة في هذه القضية كانت أكثر قبحاً وقذارة من حقارة من قامت ضدهم الثورة..
بكل أسف..

ليست هناك تعليقات: