الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

دعوة المستقلين لتأسيس حزب سياسي.. معضلة في فهم التعددية



الترويج للاستقلالية واتهام التعددية وادانة الاحزاب يعني شمولية.
الاستقلالية لا تعني تيارا.. الاستقلالية تفرد، هي ابتعاد عن التنظيم والالتزام التنظيمي سواء لعدم اهتمام او لمحاذير متعلقة بالمهنة، او لرغبة ذاتية.. الاستقلالية لا تعني ان يتكتل المستقلون، ومتى ما تكتلوا تحت اي اطار بدؤوا ياخذون شكل التنظيم.
الاستقلالية ان تبني رايك، فكرك، وتتخذ موقفك بقناعتك، دون حساب مع من اتفق او اختلف..
المهم انه رايك، الذي لايؤثر في اتجاهه غير قناعتك، ولا يعني بالضرورة ان يتفق مع راي طرف منظم انك لست مستقلا..
دعوة الشباب المستقل لتاسيس حزب تنم عن جهل وعدم فهم الاستقلالية والتعددية والحزبية..
هي هي عقلية صالح التي تسوق القشور، وتهدم كل القيم المدنية بينما تظهر انها تنادي بها.
الاصل في العمل الديمقراطي السياسي المدني الحضاري الراقي هو الانتماء التظنيمي السياسي الحزبي ..
والاستثناء هو الاستقلالية..
بدون انتماء سياسي وعمل والتزام جماعي فلا ديمقراطية ناضجة ولا حياة سياسية متعافية..
مطالبة المستقلين بتشكيل حزب سياسي، هو استغباء لعقول المستقلين، بما هم اصلا بعيدون عن الالتزام التنظيمي، ويعبرون عن قناعاتهم بحرية لاسبابهم الخاصة ايا كانت، دون حساب لاتفاق او اختلاف .
الاصل التشجيع على الانتماء السياسي لاي حزب وليس المستقلين ان يتكتلوا في حزب واحد..
ذلك امر غريب..
لكن دعوة المستقلين لتشكيل حزب سياسي هو اغبى دعوة في التاريخ سواء صدرت من زعطان او فلتان..
وان انطلت على بعض "المستقلين" الشغوفين بالاستقلالية الانتهازية -ومن حقهم اساسا التعددية وكما ان من حقهم ان تنطلي عليهم تلك المزحة السمجة، وان يتقبلوها باسم التكتل كمستقلين-
فذلك يعني بالعامية.."روحوا بيعوا بلس"..

ليست هناك تعليقات: