الأحد، 25 مايو 2014

حروب وهجمات طائفية.. الاثم المشترك للجماعات الدينية..


نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي إي إحدى مناطق نفوذهم
حتى لا تتحول اليمن إلى عراق أخرى تحكمها الجماعات الطائفية، وتتسيد أمنها السيارات المفخخة.
 
 استهداف نقطة تفتيش لجماعة الحوثي في الجوف، الجمعة الماضية، جريمة قذرة ووقحة، تنم عن جبن وحقارة الفاعلين..
رجال الحوثي لديهم وسائلهم في العنف لكنهم لا يعتمدون الهجمات الانتحارية، بل الاشتباك والهجوم المباشر، والتفجير لدور العبادة ومنازل الخصوم..
جريمة قذرة، من جرائم تنظيم القاعدة، والمتطرفين"التكفيرين".. هي مرض عنصري داخلي صرف، وأجزم أن لا علاقة لها بالمخابرات الأمريكية ولا بالاسرائيلية، بل هي امتداد طبيعي للمعارك التي تدور منذ اشهر في شمال الشمال، وتتخذ منحى طائفياً قذراً للغاية.
الحوثيون ليسوا بمنأى عن وزر الجريمة، وأقل ما يمكن تحميلهم وزره أنها رجع صدى لبطولاتهم الهمجية في تفجير المنازل والمساجد ودور العلم السلفية والوهابية والاخوانية، وكلا الجرائم ليس لها ما يبررها.
هي ايضا وزر تاريخي تتحمله الدولة الهشة التي تركت حياة مواطنيها رهناً لأخلاق الميليشيات الرديئة القبيحة التي لا تحسب حساباً لأرواح اتباعها، ولا لأسرهم، فكيف بأرواح الخصوم..
هذا ليس تشفيا، بل هو حسرة على الحال الذي وصلت اليه جماعاتنا الدينية المسلحة، القاتلة، سواء حاملة راية الخلافة، او الراكضة في المسيرة القرآنية، بسلوك الارهاب أو بمنهج العنف.
قد يكون بإمكان مسلحي الحوثي دحر التكفيريين، سلفيين وإخواناً، وتفجير منشآتهم ومنازلهم، ذلك في متناول يدهم بكل سهول وهم القوة الضاربة حالياً في البلاد بلا منازع من نظيراتها، قد يتسيدون المشهد بالقوة، لكنهم سيكلفون البلاد تمناّ باهظا، َإذ سيدخولنها في أتون حرب أهلية وان لم تعلن كتلك التي تشهدها العراق.
استشرف برعب - إذا ما استمر هذا العنف الطائفي المجنون- مشهداً شبيها لبغداد في صنعاء، وتفجيرات ومئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين ورجال الميليشيات، ذلك أن "التكفيريين" خفيفي الفتوى، سيعتبرون جماعة الحوثي، ومن يسكنون في جغرافيا تقع تحت نفوذها، مجرد "صفويين"، و"روافض" قتلهم من أهم القربات إلى الله..
هذا المشهد يلوح أمامي بجلاء، واستحضرته بقوة بعد الهجوم الانتحاري القذر، على نقطة تفتيش غير نظامية تابعة لرجال الحوثي في الجوف (كحال نقاط التفتيش الأخرى التابعة لقبائل موالية للاصلاح أو للحوثي أو للمؤتمر، أو قبائل مستقلة)..
أكثر ما يحتاجه عبدالملك الحوثي في الوقت الحالي هو ناصح امين، يعقله، ويرشد أداء جماعته التي لا يحضر ذكرها إلا مرتبطاً بوضع متوتر وقتلى وجرحى هنا وهناك..
هذه البلاد لا يمكن لها ان تستقر أبداً بغير التعايِش، والشراكة..
مواطنو هذه البلاد بحاجة إلى صيغة للتعايش بين مختلف الفرقاء وخصوصاً الجماعات الدينية المتناحرة.. بما يضمن حياة الناس، ومستقبل أبنائهم، وفي مقدمتهم رجالهم، بما يخفض أرقام القتلى ويزيد فرص الحياة.. من حق هؤلاء المقاتلين الهتافين أن يعيشوا لا ان يموتوا في سبيل صنع أمجاد زائفة سيكون مستقبلها نكالاً على البلاد برمتها.. ان لم تهتموا - جميعاً- لدماء رجالكم وأسرهم فذلك يعني أن دماءنا لا تعني لكم شيئاً.

ليست هناك تعليقات: