الأحد، 11 مايو 2014

المشترك العجوز..



في ديسمبر 2005م سمع الرئيس السابق وأعضاء حزبه المجتمعين في المؤتمر العام السابع بعدن، كلاماً مختلفاً من المفكر والكاتب الكويتي المرحوم أحمد الربعي، أورد فيها اقتباساً لسياسي بريطاني محافظ لم ترُق لهم مطلقاً: “أخاف على حزبكم من طول ما حكم أن ينسى كيف يعارض عندما يصبح في المعارضة، وأخشى على أحزاب المعارضة أن تنسى كيف تحكم من كثرة ما كانت في المعارضة..!!”.
تذكرت كلمات الربعي البارحة وأنا أقرأ بياناً لأحزاب اللقاء المشترك، ازدرى مسيرتها الثرية في المعارضة، قبل ان يزدري شراكتها في الحكم الحالي.
المشترك اصدرت البارحة بياناً دعت فيه لعقد مؤتمر وطني، بتمثيل أوسع من مؤتمر الحوار الوطني، لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار (يشمل كافة القوى الوطنية السياسية والاجتماعية ومجلسي النواب والشورى والحكومة وهيئة مكافحة الفساد والهيئة الوطنية) للرقابة على مخرجات الحوار الوطني، وأعمال لجنة صياغة الدستور، والتوافق على وضع المعالجات الجادة المتعلقة بالوضع الاقتصادي والأمني.
المشترك مصاب بالزهايمر على ما يبدو، والحلول لازالت بنظره مجرد توليفة واسعة، لا تختلف عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني التي تشكلت عام 2008 برئاسة محمد باسندوة، وأمينها العام حميد الأحمر، وفي أحسن الأحوال مع نسختها المطورة الممثلة بالمجلس الوطني لقوى الثورة المتشكل عام 2011، مع فارق أنها باتت تقبل -بحكم المتغيرات- بتوسيعها لتشمل الحكومة ومجلسي النواب والشورى وهيئة أفراح بادويلان.
لم يخل بيان المشترك من الاشارة إلى مهمته التاريخية التي تأسس لأجلها: مواجهة نظام صالح، إذ وصف الأخير بالسرطان، ولمح لمسؤوليته عن الاغتيالات والاختلالات الأمنية والاقتصادية، وطالب باستكمال نقل السلطة، وغازل أعضاء المؤتمر الشعبي العام بمعزل عن زعيمه.
أما الحكومة التي يشارك في نصفها فقد اكتفى بتحميلها المسؤولية الوطنية وإطلاع الرأي العام بحقيقة الوضع الأمني والاقتصادي، ودعا لالتفاف واسع حول الرئيس هادي، مراهناً على قواعد المؤتمر بالاستجابة له، بالتخلي عن الزعيم والالتفاف حول الرئيس.
المشترك بصيغته البالية لم يعد ضرورة حالياً، وتحريك الجمود في الحياة السياسية بحاجة إلى أحد أمرين:
إما اعادة صياغة برامجه بجدية لتتوائم مع المتغيرات..
أو فض التحالف بمسؤولية لتتنافس الأحزاب في ميدان السياسة بنزاهة وشرف، بما يثري الحياة السياسية..
أما إن كان سيجتمع ويعلن مواقف على شاكلة بيان البارحة، فالأولى به أن يصمت كلياً، ويجمد أنشطته، على أن تحتفظ قياداته بالألقاب، تماماً كما هو حاصل في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي لازالت قائمة إلى اليوم كاسم يعرف حميد الأحمر نفسه بها باعتباره أمينها العام.
ما يحدث إساءة كبيرة لتاريخ مشرف لتحالف مثل تجربة محترمة وراقية على مستوى الشرق الأوسط، واجهت نظاماً متخلفاً قبيحاً بحنكة وجسارة، قبل ان تتخلخل عُرى التحالف، وتتدهور استراتيجيته تدريجياً بعد توقيع المبادرة الخليجية، حتى أن تلك الأحزاب باتت تقترب، وهي شريكة في الحكم، من استلهام تجربة صالح وحزبه السيئة في الحكم، لتطبقها بشكل أكثر رداءة.

ليست هناك تعليقات: