الخميس، 8 مايو 2014

دعوا أطفالكم يأخذون العلاج.. ولا تقتلوهم بأوهام المؤامرة




مسكينة هذه الدولة كم نظلمها أحياناً لمجرد محاولتها القيام ببعض واجبهاـ تجاه مواطنيها.
كحملات التحصين، لم تسلم الدولة حملات جرع دواء البيندازول Albendazole الذي بدأت وزارتا الصحة والتربية والتعليم بإعطائه لأطفال المدارس من أوهام المؤامرات، التي من السهولة بمكان لأي فهلوي شكاك أن يثير الناس حولها ويحرمهم بعض حقوقهم التي نضج الدولة بمسؤوليتها تجاهها.
بدأت حملات مشبوهة، عقيمة، وصلت بعضها حد منع توزيع العلاج الذي يقدم مجاناً لطلاب المدارس، بتخويفهم من العقم.. الأمر في صنعاء كما هو تعز وعدن ومعظم مناطق البلاد.. 
المرضى النفسيون المسكونون بنظرية المؤامرة لا يرضيهم أن تقوم الدولة بأدنى مسؤولياتها تجاه أبنائها، يشكون من قيامها بذلك الواجب أكثر من اهمالها إياه.. بدون علم ولا وعي ولا هدى حرضوا الطلاب وأولياء الأمور البسطاء على وزارتي التربية والصحة أنها تتآمر على أطفالهم، وتعطيهم العلاج خفية..
ولمن يريد أن يفهم هذه المادة حول من موقع منظمة الصحة العالمية، وأهمية اعطاءها لطلاب المدارس..
أما إذا كانت نظرية المؤامرة مسكونة ومستوطنة في العقول، حد أن ترى المشكلة في هذه المنظمة، فذلك يعني ان على أولادنا ان يتغوطوا "زليط" ، وينتظر موتهم دون أن يمنحهم كبسولة دواء..
=============
طرد الديدان لمكافحة أثر الديدان المنقولة بالتربة على الصحة والتغذية
الأساس المنطقي البيولوجي والسلوكي والسياقي
آذار/ مارس 2012
تتضمن الديدان المنقولة بالتربة الديدان المدورة (الصَّفَر الخَراطينيّ أو الإسكارس)، والديدان السَّوْطيَّة (المُسَلَّكةُ الشعريةُ الذيل)، والديدان الشِّصِّيَّة (الفتاكة الأمريكية والمَلْقُوَّة أو الانكلستوما الاثناعشرية) – وهي من بين أسباب العدوى الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعيشون في العالم النامي. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يزيد عن 270 مليون طفل دون سن المدرسة وأكثر من 600 مليون طفل في سن المدرسة يعيشون في مناطق تنتقل خلالها العدوى بتلك الطفيليات بكثافة شديدة، وهم كذلك في حاجة ماسة لتلقي العلاج والتدخلات الوقائية (1).

وتنتقل الديدان المنقولة بالتربة عبر البويضات التي يفرغها الإنسان في برازه، فيلوِّث التربة في المناطق التي تفتقر إلى خدمات الإصحاح الملائمة. وتنتقل العدوى إلى الأشخاص عن طريق ابتلاع البويضات أو اليرقات المسببة للعدوى والتي تلوث الطعام أو الأيدي أو أواني الطعام، أو من خلال اختراق اليرقات المسببة للعدوى والتي تلوث التربة للجلد. ولما كانت تلك الطفيليات لا تتكاثر في العائل أو المضيف البشري، فإن تكرر العدوى لا يحدث إلا نتيجة ملامسته للأطوار التي تسبب العدوى في البيئة.

وتؤدي الديدان المنقولة بالتربة إلى الإضرار بالحالة التغذوية للأفراد الذين يُصابون بالعدوى بها في صور عديدة، من بينها: تغذِّيها على أنسجة العائل، بما فيها الدم، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحديد والبروتين(2،3)، وتفاقم سوء الامتصاص للمغذيات. وبالإضافة لذلك، يمكن للديدان المدورة أن تنافس العائل على فيتامين ألف الموجود في أمعائه(4). وكذلك تؤدي بعض الديدان المنقولة بالتربة إلى فقدان الشهية، ومن ثم إلى انخفاض امتصاص المغذيات، وتدني مستوى اللياقة البدنية(5). وتعتبر الديدانُ المُسَلَّكةُ الشعريةُ الذيل مسؤولةً على وجه الخصوص عن الإسهال والزحار(6).

وقد أصبح من المعروف أن اختلال التغذية الناجم عن الديدان المنقولة بالتربة له أثر كبير على كلٍّ من النمو العقلي والجسدي على حد سواء(7). وإلى جانب الآثار التغذوية المترتبة على العدوى بالديدان المنقولة بالتربة فإن هناك تقارير حول أنها تلحق الضرر بالنماء المعرفي(8،9)، وأنها تحد من التقدم في التعليم، وأنها تعيق النمو الاقتصادي(10).

وتتميز الأنشطة التي يوصَى بها لمكافحة المراضة الناجمة عن العدوى بالديدان المنقولة بالتربة ببساطتها، بالإضافة إلى إمكانية تطبيقها على الأطفال دون تشخيصٍ لحالة كل منهم على حدة في وقت مسبق(11).

العلاج الدوري بالأدوية (طرد الديدان) لجميع الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تتوطنها العدوى (مرة واحدة في السنة عندما يزيد معدل انتشار حالات العدوى بالديدان المنقولة بالتربة في المجتمع عن 20%، ومرتين في السنة عندما يزيد معدل انتشار حالات العدوى بالديدان المنقولة بالتربة في المجتمع عن 50%). ويقلل هذا التدخل من المراضة عن طريق تقليل الحِمْل من الديدان(12).
كما ينقص التثقيف حول الصحة والنظافة الشخصية من انتقال العدوى وعودتها مرة أخرى، من خلال الحث والتشجيع على اتباع السلوكيات الصحية(13).
كما يُعد توفير خدمات الإصحاح المناسبة من الأمور المهمة، لكنها لا تكون متاحة دائماً في البيئات الشحيحة الموارد.
وتكون الأدوية الموصوفة (ألبيندازول "albendazole" 400 ملجم، وميبيندازول "mebendazol" 500 ملجم) فعالة ورخيصة الثمن ويسهل التعامل معها من قبل بعض الأشخاص (مثل المدرسين) دون الحاجة إلى عاملين طبيين(14). وقد خضعت تلك الأدوية لاختبارات واسعة النطاق حول سلامتها، واستخدمها ملايين الأشخاص، وكانت الأعراض الجانبية المصاحبة لها قليلة العدد وضئيلة الأثر.

ويشير التحليل التلوي الذي أجري مؤخراً أنه إذا كان معدل انتشار حالات العدوى بالديدان المنقولة بالتربة 50% أو أكثر، فإن طرد الديدان يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن وفي الطول وفي محيط النصف العلوي للعضد وفي ثخن الطية الجلدية مقارنة بما لدى الشواهد الذين لم يتلقوا المعالجة، ولا تتوافر بيِّنات على أي تأثير فوري لطرد الديدان على تركيز الهيموغلوبين(15). ورغم ذلك، تجدر الإشارة إلى أن التغيرات في قياسات الجسم لا تحدث نتيجة طرد الديدان وحدها، وأنه إذا لم تكن المغذيات الإضافية المطلوبة للنمو المستدرَك متاحة، فمن المحتمل حينئذٍ أن تظل معدلات النمو على ما هي عليه دون تغيير(15). كما لوحظ ارتباط بين طرد الديدان أيضاً وبين مجالات التحسن في الشهية(16) وهو أمر قد يساهم في زيادة النمو.
ويمكن دمج برامج الطرد الدوري للديدان مع برامج أيام صحة الطفل أو مع البرامج التكميلية للأطفال دون سن المدرسة بسهولة، أو دمجها مع برامج الصحة المدرسية؛ ففي عام 2009، أمكن طرد الديدان من أكثر من 300 مليون طفل دون سن المدرسة ومن الأطفال في سن المدرسة في البلدان التي تتوطنها العدوى، وهو ما يمثل نسبة 35% من الأطفال المعرضين للخطر(17). ويتمثل الهدف العالمي في تغطية 75% على الأقل من الأطفال المعرضين للخطر(18). وتُوفِّر المدارس على وجه الخصوص نقطة دخول جيدة لإجراء أنشطة التخلص من الديدان بما تتيحه من توفير المكون التعليمي حول الصحة والنظافة الشخصية، مثل الحث على غسل اليدين، وخدمات الإصحاح المحسنة.

ليست هناك تعليقات: