الأربعاء، 7 مايو 2014

صادق الطيب.. ليس مجرد طيار ماهر.. وشاعر مبدع أيضاً




صادق محمد مهدي الطيب.. يحضر هذا الاسم كأحد امهر الطيارين الحربيين اليمنيين، وأكثرهم التزاما تجاه وطنه، واخلاصا وتفانيا في عمله.
لكنه ليس مجرد طيار يحلق في السماء ويهاجم اعداء الوطن بقذائف طائرته -حتى وان حالت الفهلوة والفوضى التي تحكم البلاد دون مشاركته في الحملة العسكرية الحالية.
هو مبدع وبارع في حقل ادبي انساني اخر لا يحكمه المزاج ولا السلطة غالبا من غير ذاته، فله ان يسترسل فيه بلا قيود..
هو شاعر مرهف متمكن، وقصائده كثيرة ومتنوعة ولها وقعها وجمالها الخاص المتفرد..
(مغامرة في فلك عينيها) احدى قصائده التي خاض بها منافسة
مسابقة رابطة الشعراء العرب، وقد تأهلت القصيدة للمرحلة الاولى، ستتبعها مرحلتين أخريين.
مع القصيدة املين لها التوفيق..

"مغامرة في فلك عينيها "
صادق محمد مهدي الطيب
=====
لِلحُسنِ أَوجُهُهُ وَقَلبي حَائِرُ
لَم يَدرِ أَيَّ وُجُوهِهِ سَيُحَاوِرُ

مَا لَاحَ لِي وَجهٌ فَآنَسُ حُسنَهُ
إلّا وَرَوَّعَنِي فَأُنسِي عَاثِرُ

وَعَلَى ضِفَافِ الحُسنِ تَاهَت أَحرُفِي
فَالفَاتِنَاتُ جَمَالُهُنَّ السَاحِرُ

كَم مَرَّةٍ نَازَلتُ حُسنَاً عَابِرَاً
وَجَمِيعُ حَظِّي مِنهُ لَحظٌ عََابِرُ

عُلِّمتُ تَروِيضَ الحُرُوفِ شَوَارِدَاً
وَجَهِلتُ كَيفَ يُدَارُ حُسنٌ سَافِرُ

وَلَرُبَّمَا قُلتُ : استَوَى الجُودِيُّ لِي
فَنَفَى استِوَأئِي عََنهُ سَيلٌ آخَرُ

يَا قَلبُ مَهلَاً فِي فَضَائِي نَجمَةٌ
تَرنُو إلَيَّ بِصَمتِهَا وَتُحَاذِرُ

وَكَأَنَّهَا بِسَمَائِهَا حُورِيَّةٌ
مِثلَ النُّجُومِ تَلُوحُ أو تَتَظَاهَرُ

تَرنُو إلَيَّ فَإن نَظَرتُ فَلَا أرَى
إلَّا النُّجُومَ بِبَعضِهَا تَتَسَامَرُ

لِمَ لَا تُنَازِلُ أعيُنِي بِعُيُونِهَا
حَتَى تَبِينَ مَلَامِحٌ وَسَرَأئِرُ

وَإلَى مَتَى تَنأَى وَتَحذَرُ عَينُهَا
عَينِيَّ ،أَم أَنَّ الجَمَالَ مُكَابِرُ

أَم أَنَّ لِلإغرَاءِ بَعضَ فُنُونِهِ
وَالحُسنُ فِي فَنِّ الغِوَايَةِ مَاهِرُ

يَا قَلبُ هَل أَقوَى عَلَيكَ مُسَافِرَاً
لِعُيُونِهَا ، مَن لِلعُيُونِ يُسَافِرُ

وَفُؤادُهَا ، أَكَشَفتَ نَبضَ فُؤادِهَا
فِي عَينِهَا ، بَعضُ العُيُونِ سَوَاحِرُ

يَا قَلبُ ...، وَانتَفَضَت بِهِ خَفقاتُهُ
يَجرِي ، وَأتبَعُ خَفقَهُ وَأُغَامِرُ

أَجرِي ، وَلَكِنَّ المَسَافَةَ بَينَنَا
طِفلٌ يُرَاوِدُهُ وَيَنأَى طائر..

هناك تعليق واحد:

صادق يقول...

أشكرك أستاذ سامي ،