الجمعة، 2 مايو 2014

الناطق الرسمي باسم الجيش.. غياب مؤثّر في ذروة الحاجة لصوته



المصدر أونلاين – خاص


يسجل الناطق الرسمي للقوات المسلحة غياباً مستمراً منذ صدور قرار تعيينه أواخر يناير الماضي، رغم ما تحفل به الساحة من أحداث ومعارك يخوضها الجيش، تقتضي قناة تواصل رسمية موثوقة مع السلطات لتقديم المعلومات الرسمية، وعرض وجهة نظرها على الرأي العام.
لكن الأخبار التي تنشرها وسائل الاعلام الرسمية، ناهيك عن نظيرتها الأهلية، تخلو من أي تصريح للناطق الرسمي للقوات المسلحة، وتنسب معظم المعلومات والتصريحات لمصادر عسكرية مجهولة.
ومنذ صدور قرار تعيينه، حاول «المصدر أونلاين»  أكثر من مرة التواصل مع الناطق باسم القوات المسلحة العقيد سعيد الفقيه لكنه كان يحجم عن التصريح، ويبرر ذلك بعدم وجود لائحة تنظم عمله وقاعدة معلومات
رحب الوسط الإعلامي بقرار الرئيس هادي بتعيين ناطق رسمي للقوات المسلحة في 28 يناير الماضي، مؤملاً أن يكون لتلك الخطوة أثرها في أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، وعرض وجهة النظر الرسمية في الأحداث المتعلقة بمهام الجيش، التي كثيراً ما تتصدر اهتمام وسائل الإعلام، خصوصاً في مثل هذه الأيام، إذ تدشن قوات الجيش حملات عسكرية على مواقع لعناصر تنظيم القاعدة في غير جبهة في محافظتي أبين وشبوة
وعول الإعلاميون كثيراً على العقيد الفقيه خصوصاً أنه يحمل مؤهلات في الإعلام، ويمتلك تجربة ملائمة تؤهله لأداء واجبه بشكل جيد، بما يحد من التخبط والتلفيق في استقاء ونشر المعلومات المتعلقة بالجيش
كان التصريح اليتيم للناطق باسم القوات المسلحة هو ذلك الذي أدلى به لصحيفة «المصدر» وموقع«المصدر أونلاين» عشية تعيينه، وسرد فيه سيرته الذاتية وأمنياته بتعاون خلاق مع مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية دونما اعتبار لاتجاهاتها السياسية
وخلافاً لما هو معروف عن الناطقين الرسميين باسم السلطات الأمنية والعسكرية والحكومية، والذين يباشرون أعمالهم في التواصل مع وسائل الإعلام من فورهم، خصوصاً أن طبيعة عملهم تعتمد على أخذ المعلومات من السلطات المعنية حول الأحداث والمستجدات الطارئة ونقلها لوسائل الإعلام، سواء في المؤتمرات الصحفية أو بالاتصال المباشر، يؤكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة أن موقعه ليس مجرد وظيفة يؤديها بل هو مؤسسة رسمية تحتاج لائحة داخلية وقاعدة بيانات قبل أن يباشر مهامه
وطيلة ثلاثة أشهر، منذ تعيينه، كانت حافلة بالأخبار المتعلقة بالجيش، كان الناطق الرسمي أبرز المغيبين عن المشهد، دون أن يضفي أي جديد على ما كان سائداً قبل صدور قرار تعيينه، إذ ظلت المصادر العسكرية المجهولة هي الناطق الرسمي باسم الجيش، سواء في وسائل إعلام الحكومة، بما فيها وزارة الد'فاع ووكالة الأنباء الرسمية، أو في الصحف ووسائل الإعلام المستقلة
وقال  الناطق الرسمي في تصريحه اليتيم ذاك إن موقعه يمثل مؤسسةً إعلاميةً للقوات المسلحة تهتم بصياغة سياستها الإعلامية، لتعزيز تواصلها مع وسائل الإعلام المحلية والخارجية خدمةً للحقيقة، لما فيه المصلحة العامة
أضاف أنه سيتواصل مع وسائل الإعلام بطرق مختلفة، سواءً عبر مؤتمرات صحفية أو بيانات أو اتصالات مباشرة، مفضلاً يومها عدم الرد على استفسارات «المصدر» حول بعض الأحداث، والانتظار لبعض الوقت حتى يتم وضع لائحة تنظم عمل الناطق الرسمي وبناء قاعدة معلومات موثوقة تحرياً للدقة والمصداقية
وزارة الدفاع معنية بتفعيل دور الناطق الرسمي حتى لا تصبح أخبار الجيش عُرضة للتكهن والتلفيق واستقاء الأخبار من مصادر مجهولة تحمل اسماً رسمياً لكنها قد لا تعبر غالباً عن وجهة النظر الرسمية المفترضة
وظيفة الناطق الرسمي باسم الجيش لم تقدم أي إضافة لوسائل الإعلام الرسمية والمستقلة، وغدا هو بحد ذاته بحاجة إلى مصدر يكشف مصيراً مجهولاً لوظيفته، وسر غيابه المستديم، تماماً كما المعلومات التي كان معولاً عليه أن يكون مصدرها الموثوق.
 http://almasdaronline.com/article/57264

ليست هناك تعليقات: